عناوين الحوار


_نلتقي عند قدسية الكلمة وعلى سعة الفكر والخيال.
قمة الابداع الفني تتجلى بالمسرح.
لا يمكن فصل الوضع الفني اللبناني عن الوضع العام-

-فنان من لبنان
من بلدة
بر الياس البقاعية
فنان شامل جمع
اطياف الفن بمختلف الوانه
انه
الفنان اللبناني
جان قسيس
حاورته
-هيام عبيد
-كيف يقدم الفنان جان قسيس نفسه
بالمختصر المفيد
من أجل إفساح المجال عن مسيرتك
الفنية الطويلة من خلال سياق طرح الاسئلة في حوارنا؟

‘اولا تحياتي لك
ولجريدتكم المحترمة.
المسيرة طويلة ولكن
ساختصر بقدر الامكان
-الدكتور جان قسّيس
-أكاديمي وباحث في الفنّ وعلوم الفنّ
-ممثّل وكاتب وشاعر لي عدّة مؤلّفات
سابقا اشتغلت في
عدة امكان..
-أستاذ في كلّيّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة
ومارست التدريس أيضًا في جامعة “الكفاءات”
-نقيب الممثّلين
في لبنان.

  • كتبت وأخرجت العديد من الأعمال المسرحيّة وأنتجت بعضها…
    -شاركت كممثّل في العديد من الأعمال المسرحيّة والدراميّة والسينمائيّة والإذاعيّة
    -أعددت وكتبت العديد من الأفلام الوثائقيّة …..

-لنعد بالذاكرة إلى بداية الخطوه الاولى ؟
. موهبة الفنّ أو الشعر تولد مع الإنسان ساعة يبصر النور، لكنّ الزمن بمحطاته المختلفة هو الذي يحدّد بروز هذه الموهبة أو حجبها. أنا كنت في الرابعة من عمري يوم وقفت على المسرح للمرة الأولى في إطار النشاط المدرسيّ ونلت إعجاب الحاضرين ما حفّزني لاحقًا على الحرص على المشاركة في كلّ الأنشطة المدرسيّة، المشهديّة والمسرحيّة خصوصًا. وهكذا نمت رغبتي في احتراف التمثيل لاحقًا بحيث قمت ببطولة مسرحيّةٍ كوميديّة خار ج المدرسة،ومع ممثّلين محترفين، وأنا في الرابعة عشر من عمري.ثمّ توالت التجارب،في المدرسة وخارجها ، حتّى أنهيت دراستي الثانويّة لألتحق بكلّيّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة(قسم المسرح)، وأتخرّج فيها بعد أربع سنواتٍ بديپلوم دراسات عُليا في التمثيل والفنّ المسرحيّ. ثمّ تابعت دراستي في الجامعة نفسها لأنال درجة الماجستير ثمّ الدكتوراه وأصبحت أستاذًا فيها..
-ممثل وكاتب وشاعر كيف جمعت بينهما رغم هناك وجه اختلاف لكلاهما؟

-نِعمُ الله كثيرة وما جمعته من مواهب هي من فضله تعالى. ربّما كان ثمّة اختلاف ما بين التمثيل والكتابة والشعر ، لكنّ هذه جميعًا تلتقي عند قدسيّة الكلمة وعلى سِعَة الفكر والخيال والقدرة على التعبير عن مكنونات النفس ومحاكاة الوجود البشريّ والمشاعر الإنسانيّة بكلّ جوانبها..
_على مايبدو من خلال سيرتك الذاتية
كان الحلم واسع والمثابرة تكللت بالخبرة. فماذا عن هالمسيرة الطويلة الغنية؟

-يستحيل أن يعيش المرء من غير أن يحلم. والحلم يوازي الطموح ويرتبط أحدهما بالآخر.لا يظنّنَّ أحدٌ بأنّ الأمور تأتي سهلةً وعلى طبقٍ من فضّةٍ، خصوصًا في مجال الفنّ. المسيرة المهنيّة في عالم الفنّ شاقّة ومضنية لأنّها تحتاج إلى مثابرةٍ وتدرّبٍ مستمرّ. وأتحدّث هنا عن الفنّ التمثيليّ والمسرحيّ خصوصًا.فالمسرح أبو الفنون وهو مرتبطٌ بالقلق الوجوديّ الذي لا ينفكّ يتحكّم بأهل المسرح ويقضّ مضاجعهم ، خلافًا لأصحاب الفنون الأخرى. لذلك ، فإنّ الممثّل والمهتمّ بالمسرح تحديدًا ينبغي أن يهتمّ بثقافته وبجسده وصوته وبكلّ ما له صلةٌ بصقل موهبته وحضوره. شخصيًا إهتممت كثيرًا بتعزيز ثقافتي الفنّيّة والعامّة لإدراكي أنّ الممثّل المثقّف يعرف كيف يطوّر نفسه ويعزّز خبرته. في عشرات بل مئات الأعمال المسرحيّة والتلفزيونيّة والإذاعيّة التي شاركت فيها ، لم أقارب يومًا الأدوار التي أدّيتها باستخفاف بل بعُمقٍ مُطلق..

_كتبت وانتجت العديد بين أعمال مسرحية ..والأعمال الدرامية .وكان هناك حلقات إذاعية…
-ما الفرق بين الإنتاج والكتابة ؟
برايك ايهما للممثل يحتل طابع أكثر بين هولاء؟
-أعود إلى موضوع الخبرة التي يكتسبها الممثّل والتي تفتح له الكثير من الآفاق. ولكوني أصلًا أمتلك موهبة الكتابة الأدبيّة والشعريّة، فمن البَدَهيّ أن أخوض تجربة الكتابة المسرحيّة والدراميّة.كتبت للمسرح ثلاثة أعمال :”دفّيني يا سيبيريا” و”بلاها بقى” ،وهما من نوع الكوميديا الشعبيّة، و”بقي الرمز” ،وهي مسرحيّةٌ ملحميّة وطنيّة، و”مملكة الورد” ،وهي مسرحيّةٌ غنائيّةٌ للأطفال. أمّا للتلفزيون فقد كتبت مسلسلًا بعنوان “اللقاء الآخر” عُرض على التلفزيون السعودي،و”من أجل عينيها” ،عُرض على شاشتي “OTV”و”الجديد” اللبنانيّتين، و”الهروب إلى النار” لـ”تلفزيون لبنان”، وفيلم “غيمة صيف” لـ “الجديد” أيضًا. هذا بالإضافة إلى سلسلة إذاعيّة دراميّة طويلة (٩٠ حلقة)بعنوان “بيئتنا حياتنا” لـ”إذاعة عُمان”. كذلك أعددت وكتبت سلسلة أفلام وثائقيّة لـ”قناة الجزيرة” تحت عنوان”المجتمعات الدينيّة” وفيلمًا لمحطّة “LBC” اللبنانيّة تحت عنوان “العرب: هُويّةٌ ضائعة”.
أمّا بالنسبة إلى الإنتاج فهو بالنسبة إليّ موضوعٌ استثنائيٌ. فأنا لست منتجًا أساسًا ولكنّني أضطررت إلى تدبّر أمري حين لم يتسنَّ لي مموّلٌ يُنتج أعمالي. لذلك من الطبيعيّ أن تكون الكتابة أقرب إلى وجداني كممثّل ومُخرج ..

-بين السينما والمسرح والإذاعة اين قدمت ابداع أكثر وخاصة لكل منهما وجه اخر؟

  • قمّة الإبداع الفنّيّ تتجلّى في المسرح، وهذا أمرٌ لا نقاش فيه. وهذا لا يعني أنّ المجالات الأخرى بعيدةٌ عن الإبداع، سواء في التلفزيون أو السينما أو حتّى الإذاعة. وفي هذه كلّها يستطيع الممثّل إتقان لعبته، بل ينبغي عليه ذلك ، وإلّا فقد العمل الفنّيّ قيمته وصدقيّته وأضاع هدفه.

-النقيب جان قسيس الذي تسلم النقابة منذسبع سنوات .ماهي التغيرات التي تمت
من خلالك واهم البروتوكولا وضعته.؟

-شغَلتُ منصب نقيب الممثّلين في لبنان مدّة ثماني سنواتٍ لا سبعٍ(٢٠١٠-٢٠١٨). كما شغَلتُ في الفترة نفسها منصب رئيس مجلس إدارة “صندوق التعاضد الموحّد للفنّانين اللبنانيّين”(٢٠١٦-٢٠١٩). عام ٢٠٠٨ وقبل أن أتولّى مسؤوليّة النقابة ، كان قد صدر عن مجلس النواب عندنا “قانون تنظيم المهن الفنّيّة في لبنان”، من دون مراسيم تطبيقيّة للقانون التي
ظلّت معلّقة لسنتين . أوّل الأمور التي عملتُ عليها، الضغط على المسؤولين لإقرار المراسيم التطبيقيّة للقانون،ومن ضمنها إنشاء “صندوق التعاضد الموحّد”. هذا الصندوق حدّد القانون مصادر تمويله عبر ضريبة(١٠٪؜) على عقود الفنّانين الأجانب والعرب الذين يقدّمون أعمالًا أو يشاركون في أعمالٍ في لبنان، وأيضًا عبر ضريبة(٢٪؜) على بطاقات الحفلات والعروض الفنّيّة) التي تُقام على الأراضي اللبنانيّة، إضافةً إلى مصادر تمويل أُخرى . لكن جباية هذه الضرائب بدت متعثّرة بسبب عدم وجود آليّة ثابتة لتطبيقها. وبالتعاون مع وزارة الثقافة، إستطعتُ استصدار مرسومٍ جديدٍ تحدّدت فيه بوضوح آلية الجباية ما أتاح تدفّق الأموال إلى موازنة الصندوق وسمح تاليّا بتقديم مساعدات استشفائيّة واجتماعيّة للفنّانين اللبنانيّين..

-ماذا عن وضع الفن اللبناني اليوم؟

  • لا يمكن فصل الوضع الفنّيّ اللبنانيّ عن الوضع العام المزري الذي يعيشه لبنان حاليًّا على جميع الصُعُد. والفنّان إبنُ شعبه وواحدٌ من أفراد هذا الشعب . والشعب اللبنانيّ في معظمه أصبح تحت خطّ الفقر.
    معاناة الفنّان اللبنانيّ حاليًّا كانت لتكون أكثر مأسويّةً لولا توافر بعض فرص العمل خارج لبنان.وهذه الفرص لا يحظى بها كلّ الفنّانين للأسف.

_ برايك النجوم الذين يحتلون المرتبة الأولى
لهم القدرة على كافة في اداء الادوار؟

  • مع الاحترام للجميع، أنا لا يعنيني مفهوم النجم. فالكثيرون ممّن صُنّفوا “نجومًا” ليسوا على قدرٍ عالٍ من الموهبة.مفهوم النجوميّة لا يتعدّى كونه تصنيفًا إعلاميًّا لا أكثر، ولا يتحدّد بالشهرة أو بحجم الدور ولا حتّى بالشكل. فالشهرة يمكن أن تُشرى بالمال أو بالعلاقات الخاصّة، والدور ليس بطوله أو بعرضه، إذ ليس هناك دورٌ كبيرٌ ودورٌ صغيرٌ بل ثمّة ممثّلٌ كبيرٌ وممثّلٌ صغير.وبالنسبة إلى الشكل فإنّه على تغيّرٍ مستمرّ.

-اهم دور كان لك ع وجه الاطلاق بين كل اعمالك؟

-عمومًا لا يستطيع الممثّل الإختيار بين أدواره…شخصيًّا أتيح لي أداء أدوارٍ متنوّعة كثيرة، سواء في المسرح أو التلفزيون. لكن حتمًا تبقى بعض الأدوار ذات بصمةٍ خاصّة. في المسرح مثلًا غالبية الأدوار التي أدّيتها كانت أدوار بطولةٍ، مثل شخصيّة “سيغسموند” في مسرحيّة “الحياة حلم” للإسباني “كالديرون دو لاباركا) (إخراج”جوزف بو نصّار” ) أو دور الإطفائي “طوط” في مسرحيّة “الضيف أو العائلة طوط” للمجريّ “استيفان أوركيني” إخراج بو نصّار أيضًا). في التلفزيون أميّز دور المحامي “ربيع” في مسلسل “العاصفة تهبّ مرّتين” للكاتب “شكري أنيس فاخوري” وإخراج “ميلاد هاشم”. هذا المسلسل عُرض على شاشة “تلفزيون لبنان” وشاشاتٍ أخرى على مدى عامين(١٩٩٤-١٩٩٦) وبلغ عدد حلقاته ١٧٧ حلقة، ولا يزال الجمهور يتابعه إلى اليوم مع كلّ إعادة.

_الممثلة
التي مثلت إلى جانبها وتتمنى الوقوف معها دوما لكونها تملك الخبرة
وتتقن دورها على أكمل وجه؟

-كانت لي وقفاتٌ مشرّفة في أدوارٍ مهمّة مع ممثلاتٍ كبيراتٍ من الجيل الذهب أمثال الراحلتين “ليلى حكيم” و”علياء نمري”رحمهما الله، ومع “وفاء طربيه” أطال الله بعمرها. وأثمّن جدًّا وقوفي أمام “كارمن لبّس” و”رولا حماده” و”رنده كعدي”، وجميعهنّ من الممثّلات القديرات اللواتي يُطرِّزْنَ أدوارهنّ تطريزًا.

-اعمال مستقبلية
تلوح بالأفق قريبا ماهي؟

  • حاليًّا أنا
    في خضمّ تصوير مسلسل “پيرلا” من كتابة “لبنى مرواني “وإخراج “أحمد حمدي” وإنتاج “مروى غروپ”.

_مارست عمل الصحافة وتملك خبرة واسعة حتى نقول هذا الصحفي أو تلك الصحفية
بارعة في عملها
ماهي الشروط التي
تتوفر كي نقول ذلك؟

-مارست الصحافة المكتوبة حوالى إحدى عشرة سنة في مجلّة “النجوى/المسيرة” ثمّ في ملحق “الدليل”الذي كان يصدر عن جريدة “النهار” اللبنانيّة. هذا بالإضافة إلى عملي في إعداد البرامج التلفزيونيّة والإذاعيّة. كما كنت ملحقًا إعلاميًّا لـ”تلفزيون لبنان” ومستشارًا لرئيس مجلس إدارته ما بين العام ١٩٩٥ والعام ٢٠٠٠. وقد قدّمتُ في هذه الفترة مجموعةً من الندوات المتخصّصة التي استضفت فيها شخصيّاتٍ فنّية وصحافيّة وسياسيّة وأكاديميّة. العمل في الصحافة والإعلام مُتعبٌ وُمضنٍ . هناك إعلاميّون وصحافيّون كبار من دون شكّ. لكن شهدنا في الأعوام الأخيرة إعلاميّين وصحافيّين أقلّ ما يُقال فيهم أنّهم دخلاء على المهنة . لا يتقنون اللغة العربيّة في معظمهم ،ولا لياقة كافيّة عندهم في إدارة الحوار أو استيعاب الضيوف ، ولا قدرة لديهم على المتابعة والتحليل العميق للمسائل المطروحة. مهنة الإعلام والصحافة تتطلّب الكثير من الثقافة المُشبَعة بالعلم وسعة الإطّلاع والعلاقات العامّة غير المشبوهة، إضافةً إلى الشجاعة والأهمّ … الأخلاق..

_في ختام الحوار
احيانا نحتاج أن
نقول اشياء هي حبيسة النفس
لكن ننتظر لقاء ما
حتى نبوح بها
ماهي ياترى هذه الكلمات ؟

  • في الواقع أنا حزين جدًّا أعيش مأساة وطني منذ سنوات. هذا الوطن الصغير، لبنان، الذي كان فخر العرب وحبيبهم وأعطى الشرق والعالم الكثير، هو اليوم على شفير الموت مذبوحًا على يد حكّامه. ليعرف الجميع أنّ نهاية هذا البلد هي نهايةٌ لأمّةٍ وحضارة ، وليتذكّر الجميع ما قاله الشاعر الكبير الراحل “نزار قبّاني” في لبنان من خلال قصيدتة “إلى بيروت الأنثى مع حبّي”:
    إنّ كونًا ليس لبنانُ فيه
    سوف يبقى عدَمًا أو مستحيلا
    كلّ ما يطلبه لبنان منكم
    أن تحبّوهُ … تحبّوه قليلا..
    شكرا لكم…
    الشكر العميق
    للفنان المخضرم جان قسيس على حواره
    ..
    والشكر الكبير
    لجريدة وموقع الحلم العربي …
    الى اللقاء في حوار اخر
    _مع تحيات
    هيام عبيد …

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →