كتبت: سحر عبد الفتاح
بدات اليوم إجتماعات الدورة (35) لمجلس وزراء النقل العرب برئاسة وزير النقل العراقى رزاق محيبس السعداوي بمقر الاكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل البحري خلفا نظيره الاردنى المهندس ماهر حمدى أبو السمن ؛ وذلك برعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية . وبمشاركة وزراء النقل ورؤساء وفود من الدول العربية الأعضاء
يناقش هذا الاجتماع عدداً من الموضوعات التي تساهم في تفعيل العمل العربي المشترك وذات العلاقة بقطاع النقل العربي بأنماطه المختلفة، وعلى رأسها دعم الاقتصاد الفلسطيني وتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية القطاعية في القدس(2018-2022).
كما يناقش الاجتماع الموضوعات التي تخدم قطاع النقل: بري – بحري – جوي، ففي مجال النقل البري حيث تتم مناقشة أخر المستجدات حول الاتفاقية العربية لتنظيم نقل الركاب على الطرق بين الدول العربية وعبرها، والاحاطة علماً بالقرار رقم (2327) الصادر عن المجلس الاقتصادي والجماعي في دورته (109) بتاريخ 10/2/2022 بشأن اعتماد اتفاقية النقل بالعبور (الترانزيت) بين الدول العربية المعدلة، وبحث إنشاء منصة إلكترونية عربية للنقل البري على الطرق بين الدول العربية تخدم أطراف العمليــة التجاريــة، إضافــة إلى أخر المستجــدات حــول تحديث
كما يتم دراسة توحيد مواصفات الأبعاد والاوزان المحورية للشاحنات العاملة بين الدول العربية، ومتطلبات تحديث وتفعيل موقع السلامة الطرقية تنفيذاً للقرار الصادر عن الدورة (34) لمجلس وزراء النقل العرب بتكليف الاتحاد العربي للنقل البري بالتنسيق مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي أسيا (إسكوا) لإنشاء مرصد عربي متكامل للسلامة الطرقية، وفي مجال النقل البحري : وتنفيذاً للقرار رقم (2349) الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته (110) ينظر المكتب فيما يختص بالمسودة السادسة لمشروع اتفاقية تنظيم النقل البحري للركاب والبضائع بين الدول العربية، كما يناقش مجلس وزراء النقل العرب ومكتبه التنفيذي سبل تمويل تكلفة دراسة الجدوى الشاملة لمشروع انشار آلية عربية وقاعدة بيانات لدعم مجال صناعة إصلاح وبناء السفن في الدول العربية، وأهمية تأسيس صندوق عربي لدعم البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي ليتماشى مع الاتجاهات الحديثة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل واللوجستيات ومستقبلها في المنطقة العربية، إضافة إلى الدليل الاسترشادي للتدابير الاحترازية في قطاع النقل العربي للتعامل مع حالات الطوارئ الذي أعدته الأمانة العامة لجامعة
الدول العربية، وفي مجال النقل الجوي: يناقش المجلس والمكتب التنفيذي اعتماد المسودة المعدلة لاتفاقية تبادل الإعفاء من الضرائب والرسوم (الضرائب) الجمركية على نشاطات ومعدات الناقل الجوي العربي المعدلة، بالإضافة إلى دعم كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية للترشح لعضوية مجلس منظمة “الإيكاو” عن (الفئة الثانية) للفترة (2023-2025)، كما يناقش الوزاري المبادئ العامة العربية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية.
وقال وزير النقل المصري الفريق مهندس كامل الوزير رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب ان التحديات التي يواجهها العالم حاليا تفرض تكاتف الجميع محلياً ودولياً من أجل التغلب على تأثيراتها للتعامل مع أوضاع غير تقليدية تفتقر الى الاستقرار واليقين، لكن النجاح يظل رهناً بقدرتنا على التأقلم مع الاوضاع الجديدة، والعمل على تجاوز آثار الازمة الحالية الكبيرة للتخفيف من تداعياتها وذلك بتعزيز التعاون والترابط بين دولنا وشعوبنا.
وأكد الوزير أن النقل هو أحد أهم عناصر التطور في العالم ، بتأثيره على النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول والمجتمعات ، حيث تعتمد كافة القطاعات الإقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار، كما يساهم فى تيسير حركة المواطنين فى التنقل فيما بين دولنا لكافة الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية .
وأشار وزير النقل إلى أن رؤية وزارة النقل المصرية تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة فى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية ، ولتنفيذ هذه الرؤية تم إتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع فى وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمى والدولى من خلال تطوير مختلف وسائل النقل لتحقيق مزيد من التواصل والتعاون من اجل تحقيق مصالحنا المشتركة
وأكد ان الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة في كافة المجالات وفى مقدمتها قطاع النقل، فعلى المستوى العربى تقوم مصر بتنفيذ خطه للتعاون مع السودان الشقيق لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفا لتفعيل دور هيئة وادي النيل للملاحة النهرية لتظل جسراً للتواصل بين شعبى البلدين الشقيقين ، وكذلك مشروع الربط السككى الذى انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ لما يعود بالنفع على البلدين من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع.
واشار الى وجود تعاون وثيق مع الأشقاء في الاردن والعراق من خلال شركة الجسر العربى وكذلك في اطار آلية التعاون الثلاثى في عدد من المشروعات الهامة لافتا الى التعاون والتطور الذى يشهده قطاع النقل مع الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي خاصةً في الاستثمار في مشروعات النقل المختلفة.
واضاف الوزير ان مصر قد استضافت بالأمس القريب النسخة السابعة والعشرين لمؤتمر للاتفاقية الاطارية للامم المتحدة لتغير المناخ وذلك للبناء علي ما تحقق في مؤتمر جلاسكو 2021 في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه دول العالم للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر كاستراتيجية لتقليل المخاطر البيئية وحماية كوكبنا وتحقيق التنمية المستدامة، وتخطط مصر لزيادة نسبة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة من 15% حالياً إلي نحو50% بهدف خفض نسبة الإنبعاثات الضارة والتحول إلي استخدام الطاقة النظيفة، حيث أن قطاعات الطاقة (الكهرباء والنقل والصناعة) تمثل نسبة 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى في مصر، ويأتي قطاع النقل في المرتبة الثانية بعد قطاع الكهرباء تأثيراً علي البيئة واستهلاكاً للطاقة وانتاجاً للإنبعاثات الكربونية الضارة، حيث يسهم النقل بنسبة 23% من اجمالى انبعاثات الطاقة
وتابع وهكذا فإننا نجتمع اليوم وقضية تغير المناخ أصبحت إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا حيث تتعلق أنظار وعقول العالم نحو خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب والظروف المواتية للحياة والعمل والنمو دون إضرار بموارد عالمنا، والتي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها، وجعلها أكثر استدامة، ومن حسن الطالع نجاح مصر في انهاء مفاوضات مؤتمر المناخ الماراثونية المكثفة في شرم الشيخ بالتوصل إلى اتفاق طال انتظاره يقضي بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار يهدف إلى مساعدة الدول النامية على مواجهة التحديات المناخية الضخمة ، وهو نجاح تاريخي لجميع الأطراف يأتي بعد 27 عام من المطالب المستمرة من قبل الدول النامية ، وألآن هي لحظة فارقة لتحمل الجميع مسؤولياته، وخطوة مهمة نحو تحقيق العدالة ومؤشر سياسي لإعادة بناء الثقة التي كانت مفقودة بين الدول.
من جانبه قال وزير النقل بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس الدورة( 34 )لمجلس وزراء النقل العرب المهندس ماهر حمدى أبو السمن انه بالرغم من الظروف الاستثنائية التي مر بها العالم خلال العامين الماضيين إلا أننا تمكنا من تحقيق المزيد من الإنجازات علي مستويات التعاون في مجالات النقل وتعزيز العمل العربي المشترك.
من ناحيته قال وزير النقل بجمهورية العراق رئيس الدورة الحالية ، الدكتور رزاق محيبس السعداوي ، إن ما يشهده العالم من متغيرات مسبوقة علي مدار العامين الماضيين يجعل اجتماعنا اليوم ضرورة واجبة وفرصة سانحة لترتيب اوراقنا في عالم تتسارع وتيره أحداثه مما نتج عنها تداعيات خطيرة كما كشفت عن أوجه الضعف بالمنظومة الاقتصادية .
وأكد “السعداوي” أن قطاع النقل يعتبر احد القطاعات الحيوية التي ينظر إليها كجزء لا يتجزأ من عمليات التطوير الحضري مشيرا إلي أن الارتقاء بقطاعات النقل احد اهم المعايير والمؤشرات علي التنمية في ظل ترابطه مع غيره من القطاعات الأخري .
واضاف” السعداوي ” أن قطاع النقل يعد دعامة أساسية من دعائم التقدم لتحقيق النمو المتوازن من خلال تأمين تلك الاحتياجات من النقل تطور صناعات النقل في وقتنا الحاضر وأثر بشكل كبير على النمو
وتقدم وزير النقل العراقي بالشكر لجمهورية مصر العربية علي كرم الضيافة وحسن الاستقبال والأكاديمية العربية علي الجهود الدوؤبة لإنجاح هذا الحدث وكذلك الأمانة الفنية علي حسن اعداد موضوعات جدول أعمال قف الدورة.
وبدوره نقل مدير إدارة النقل والسياحة بجامعة الدل العربية الدكتور بهجت ابو النصر تحيات الأمين العام للحضور ، معرباً عن امتنانه للانضمام الي هذه الكوكبة من وزراء النقل بالدول العربية .
واضاف” ابو النصر” أن الأمانة العامة للجامعة العربية تولي اهتماما كبيرا بتعميق التكامل العربي من خلال التنسيق مع المنظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك كما تقوم بوضع آليات التعاون بين الدول العربية وربط الوطن العربي برأ وبحرا وحوا نتعاون الاتنتانة العامة مع المنظمات بما ينعكس علي حركة التجارة العربية البينية
وتابع قائلا مما لاشك فيه يتضمن اجتماع مجلس وزراء النقل العرب العديد من القرارات والتوصيات التي تتوافق مع التغييرات الدولية الهامة للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة
من جانبه رحب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار بالحضور معرباً عن سعادته باستضـافة الـدورة ( 35 )
لمجلـس وزراء النقـل الـعـرب والـذي يتـزامن مـع الاحتفاليـة اليوبيل الذهبي للأكاديمية أحـدى المنظمـات المتخصصـة التابعة لجامعة الدول العربية ،وبيـت الخبـرة والـذراع الفنـى المتخصـص فـي مجـالات التعلـيم والتـدريب والبحـوث والاستشــارات .
وأضاف ” عبد الغفار” : “تختص هـذه الـدورة بمناقشـة موضـوعات بالغـة الاهميـة ، ومنهـا علـى سبيل المثال لا الحصـر ، بحـث سـبل تمويـل تكلفـة دراسـة الجـدوى الشـاملة لمشروع انشاء آليـة عربيـة وقاعدة بيانـات لـدعم مجـال صناعة اصـلاح وبنـاء السـفـن فـي الـدول العربيـة ، والاتجاهـات الحديثـة فـي تطبيقـات الـذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل واللوجستيات ومستقبلها في المنطقة العربيـة.
وتابع “عبد الغفار ” : ‘نعيش الآن عصر الثورة الصناعية الرابعة وقد أخذت الرقمنة والذكاء الاصطناعي سبيلها إلى مجالات الحياة من أجل حياة أفضل، حيث تتم الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات لتقديم الخدمات والمنتجات بشكل ابتكاري مؤثرا على جميع القطاعات بالدول المتقدمة .