كتب..عبد التواب الجارحى خسوف القمر فى الحضارة المصرية والتراث والوجدان الشعبى المصرىينتظر العالم اليوم الجمعة الخامس عشر من شهر شوال عام الف واربعمائة وأربع وأربعون من الهجرة الخامس من مايو ٢٠٢٣ مظاهرة فلكية تحدث مرتان فى العام القمرى هى ظاهرة خسوف القمر وهى علميا ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة دوران القمر حول الارض ودوران الارض والقمر فى ذات الوقت حول الشمس فى اطار الحركة الكونية للكواكب والافلاك والنجوم ونتيجة لدوران القمر حول الارض ودورانهما معا حول الشمس تحدث الظاهرة الفلكية للقمر والتى تعرف علميا بخسوف القمر وتحدث هذه الظاهرة حين تكون مركز كل من الشمس والارض والقمر على استقامة واحدة فى مدار الفلك وتكون فيها الارض فى مركز متوسط بين القمر والشمس اللذان يكونان فى واجهة بعضهما البعض ولوجود الارض بينهما فإنها تحجب ضوء الشمس عن القمر فيبدو لون القمر احمر دموى لوجوده فى هذه اللحظة فى ظل الارض ومن المعروف علميا ان هذه الظاهرة تحدث والقمر مكتمل فى دورته الفلكية فى منتصف الشهر القمرى حيث القمر يكون بدرا فتحدث الظاهرة اذا كان القمر بدرا واصبحت مراكز القمر والارض والشمس على خط مستقيم فى الافق وكانت الارض فى المنتصف ومن المعروف علميا ان القمر جسما معتما باردا يستمد ضوؤه من الشمس ويعكسه كالمرآه على الارض فيبدو منيرا وحين تقع الارض بينه وبين الشمس تحجب ضوء الشمس عنه فيبدو معتما ذا لون احمر دموى فإذا حجبت الارض كل ضوء الشمس عن القمر يكون الخسوف كليا واذا حجبت جزء منه يكون جزئياوقدماء المصريون اول من رصد هذه الظاهرة وسجلوها فى كتاباتهم ونقوشهم وعلى معابدهم اذ ارتبطت بعباداتهم وموروثهم الشعبى حيث طبقا لاساطيرهم القديمة فى عصر الدولة القديمة كان القمر يمثل بالنسبه لهم المعبود ست رمز الشر واخاه اوزوريس رمز الخير اله الموتى عند قدماء المصريين وست هو الذى قتل اخاه اوزوريس فى الاسطورة المصرية القديمة نتيجة للصراع بين الخير والشر فى العقيدة المصرية القديمة والذى كان يمثله ست وزوجته نفتيس كرمز للشر من ناحيةوثالوث مصر المقدس اوزوريس وزوجته ايزيس وابنهما حورس (حور) رمزا للخير من ناحية اخرىوقد فسر الموروث الشعبى المصرى القديم ظاهرة خسوف القمر تفسيرا دينيا شعبيا حيث تروى الاساطير الشعبية أن ظاهرة الخسوف مفادهاأن الخير ينتقم من الشروتفسير ذلكأن المعبود حور وبناته (ملائكة السماء) يحاولون الانتقام من ست إله (القمر) لقيام ست بقتل شقيقة اوزوريس وذلك حين يكتمل القمر بدرابان يقوموا بمسكه من مقتله (عنقه) ويحاولون القائه من السماء فيحمر وجه ست (القمر) من خنق بنات حور له ويخشى الشعب (المصريون)ان يختل نظام الكون القائم على التضاد خير وشر نور وظلام شمس وقمر نهار وليل فيتوسل الرعية لابناء حور ان يطلقوا سراح ست (القمر) ويتركوه يدور فى الفلك ليؤدى وظيفته فى اضاءة الليل وتحديد بداية شهرهم وتقد تسربت هذه العقائد والموروثات فى وجدان العامة من الشعب المصرى حتى بعد مجيئ الاديان السماوية وبقيت فى الوجدان الشعبى حيث يهرع الصبية والفتايات فى الريف المصرى فى بعض مناطق قرى مصر عند رؤية ظاهرة الخسوف حاملين حاملين اوانى وطبول يدقون عليها بإيقاع معين متوسلين لملائكة السماء أن تطلق سراح القمر ليؤدى وظيفته فى إضاءة الليل هاتفين على إيقاع طبولهم (يا بنات الحور الحور سيبوا القمر يدور يا بنات الجنة الجنة سيبوا القمر يتمنى …ورغم أن كثير من العامة يصيبها الفزع عند رؤية ظاهرة الخسوف لفهمهم المغلوط لهذه الظاهرة ولعدم ادراكهم التفسير العلمى لهافإن النبى صلى الله عليه وسلم علمنا أن ظاهرة خسوف القمر وكذلك ظاهرة كسوف الشمس آية من آيات الله وعلى من رأى أحدهما الا يفزع أو يرتعب بل عليه أن يتوجه إلى الصلاة والدعاء