كتبت : سحر عبد الفتاح
اختتمت اليوم فاعليات المنتدى الإقليمي للطفولة المبكرة، من القاهرة تحت عنوان “رعاية الأطفال الصغار في عالم مضطرب: استراتيجيات التنمية في البلدان العربية”.
أستمرت فاعليات المنتدى على مدار يومين بالشراكة بين المجلس العربي للطفولة والتنمية والشبكة العربية للطفولة المبكرة، وبمشاركة أكثر من 80 خبيرا من 12 دولة عربية، إلى جانب ممثلي الهيئات والمنظمات العاملة في مجال الطفولة المبكرة.
استهدف المنتدى تحديد التوجهات الاستراتيجية لدعم ورعاية الطفولة المبكرة من أجل تحقيق سياسات التنمية الوطنية في هذه المجالات، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، في كلمة مرئية لها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى،: “إن الطفولة المبكرة تعد قضية ذات أولوية لدى الجامعة العربية، كونها تمثل المرحلة الأهم في التنشئة الاجتماعية للأطفال، وتعد الأساس لتشكيل مستقبلهم في ظل جملة من التحديات فرضها الواقع الحالي، ومنها تحديات الأمن الصحي، والتربية والتنشئة، بالإضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بخدمات الرعاية والتعليم، والنزاعات المسلحة، ومنظومة المتابعة، وآلية التقييم والمراقبة”.
وأكدت أبو غزالة، أهمية دعم ورعاية الطفولة المبكرة من خلال عدة مقترحات، تشمل وضع آليات للتنسيق الفعال بين القطاعات والشركاء المعنيين بالطفولة المبكرة، وإتاحة قنوات للاتصال وتبادل المعلومات، فضلا عن تحديد معايير للطفولة المبكرة مشتقة من الرؤية المستقبلية وسياسات الطفولة، ومواصفات الطفل العربي من الجوانب المختلفة، بالإضافة إلى إيلاء اهتمام أكبر بمجال التكنولوجيا الحديثة، والاستفادة من التجارب العالمية في مجال تنمية الطفولة المبكرة.
وأشارت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أهمية تهيئة البيئة المادية والتعليمية المناسبة لجميع الأطفال في مراحل التعليم المختلفة، والاهتمام بالنواحي التربوية والنفسية للطفل من خلال وضع برامج تعليمية جديدة، تشمل الاهتمام بإعداد المعلمين وتأهيلهم مهنيا وتربويا، منوهة بأن الجامعة العربية تعمل على تنفيذ عدد من المبادرات ذات الصلة بالطفولة المبكرة، ومنها، تبني حملة مناصرة موجهة لصناع القرار لحثهم على التخطيط بفعالية وشمول وتكامل للبرامج والسياسات والآليات الخاصة بتنمية الطفولة المبكرة، وصياغة استراتيجية عربية موحدة لتنمية الطفولة المبكرة، ووضع آلية تنسيق ومتابعة وتقييم فعالة ذات مؤشرات دقيقة، إلى جانب إجراء دراسة تحليلية حول أوضاع الطفولة المبكرة في الوطن العربي للوقوف على الوضع الراهن لها.
من جانبه، أكد الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، في كلمة مرئية له، أهمية الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتم من خلالها تكوين وترسيخ المفاهيم الاجتماعية، ولما يمثله ذلك من ضرورة وعامل أساسي في صون حقوق الأطفال، مشيرا إلى أن أي تغيير مستقبلي منشود يجب أن يبدأ من خلال هذه المرحلة المهمة.
ونبه رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى ما تمر به المنطقة من تحديات خلال العقد الأخير فيما يتعلق بحالات لجوء ونزوح، وآثار جائحة “كوفيد-19″، والتغير المناخي، بما أدى إلى تعطيل التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطفولة المبكرة، داعيا إلى العمل على مواجهة تلك التحديات من خلال تقديم الدعم للعديد من التدابير في مختلف القطاعات ذات الصلة وفق نهج شامل ومتكامل.