“العلاقات السامة”

دعونا نكمل باقي أنواع العلاقات السامة.. نوع آخر منها هي العلاقات السامة داخل العمل و تلك النوع من العلاقات مؤثر جدا علي الفرد لأن العمل من أساسيات الحياة و لابد من الذهاب للعمل يوميا و لابد من الاحتكاك مع الزملاء و رؤساء العمل.. لذا عندما يتعرض أحد لمثل هذا النوع من العلاقات تكون معاناته شديدة.. و يظهر هذا النوع بوضوح إذا تصادف وجود رئيس لك في العمل حريص علي بث السم في حياتك كأن مثلا يظل دائما يعطيك إحساسا بفشلك أو ضعفك أو أنك بلا طموح في حين انك لم تجد في حياتك من يصفك بهذا الوصف ، إلا أن طبيعة العمل ترسخ داخلك أنك عليك أن تحاول تغيير تلك الفكرة لدي رئيسك و يصبح هو الوحيد الذي يهمك أرائه فيك أو في عملك.. و لكن هل فكرت يوما لماذا لا يراك رئيسك مثلما يراك الآخرون.. إذا تعرضت لهذا النوع من العلاقات داخل العمل.. لاتقف مكتوف الأيدي و لا تنساق وراء فكرة فشلك.. لكن يجب أولا أن تبحث داخلك و تعرف نفسك جيدا لتكتشف هل أنت فاشلا أم لا.. و إن كنت فاشلا لماذا لا تبحث عن شئ آخر يناسبك و تنجح فيه.. و لكن إن بحثت و عرفت أنك لست فاشلا، هنا يجب أن تقف مع نفسك و تدرك أنك تعاني من علاقة سامة بحياتك.. و هذا النوع لا يجب أن تتحمله كثيرا لانه سوف يأتي عليك يوما و تصبح فاشلا بالفعل لذا يجب أن يكون لك موقفا لإنقاذ نفسك.
و النوع الآخير من العلاقات السامة و الذي يعتقد الكثيرون أنه أسوأ العلاقات السامة و أراه أنا بعد عمري هذا أنه أقلها ضررا، لو وقفنا ضدها مبكرا هي العلاقات العاطفية.. علينا أن نعرف في بداية الكلام أن أحد طرفي العلاقة لا يتحول إلي شخص سام بعد فترة و لكن هكذا تكون طبيعته من البداية و لكن ربما الحب أو الأمل أو الخوف هو الذي يجعلنا نستمر في هذا النوع من العلاقات فترة طويلة مما يؤدي بنا إلي المرور بمرحلة مرهقة لفترة طويلة قبل اتخاذ قرار التعافي.. علي سبيل المثالي عندما تحب شخصا أنانيا لا تتوقع منه أن يتغير فهو أناني بطبعه و أكبر من أن يتغير من أجلك أو من أجل أحد آخر و إن حدث و تغير يكون هذا التغيير ظاهريا فقط.. عندما تحب شخص نرجسي يري نفسه محورا للكون بحاله ، فهو أيضا لن يغيره شيئ حتي و إن أبدي تغييرا فهو تغيير صوري.. و يتم القياس علي ذلك .. فالرجل البخيل سيظل بخيلا و المرأة النكدية ستظل كذلك و من ينكر عليك حقك في السعادة الا من خلاله أيضا سيظل هكذا.. لذا أقول أن التعافي من العلاقات العاطفية السامة هو أسهل أنواع التعافي ولكن بشرط أن ننتبه منذ البداية و أول مرة نشعر فيها أن من معنا يقلل من قيمتنا أو يتعالي علينا أو يري نفسه الأذكي أو أي سلوك نري أنه إحدي طباع الطرف الآخر السامة وقتها يتوجب علينا الفرار لننجو بأنفسنا و كلما كان القرار سريعا كلما كان التعافي سهل.
و الآن لنعرف كيف يتم التعافي من العلاقات السامة:
١- عليك أن تعرف أنه ” ما حك جلدك مثل ظفرك ” أي لن يستطع أحد الوقوف بجانبك كما تفعل أنت مع نفسك.. لذا لا تنتظر أحدا كي ينتشلك من علاقاتك السامة و لكن لتقف انت بجانب نفسك أولا.
٢- عليك معرفة أن الله خلق كل واحد و لديه مميزات تميزه عن الآخرين لذا عند معرفة أهم مميزاتك و العمل عليها و ترسيخها سيعطيك ذلك ثقة بنفسك لن يستطع أحد أن يهزها داخلك.
٣- عليك دائما كل فترة من عمرك أن تجلس و تحضر قلما و ورقة و تكتب أسماء كل من له تأثير في حياتك و تكتب سبب ارتباطك أو تعلقك به.. أو سبب وجوده في حياتك و هل تأثيره بالسلب أم الإيجاب.
٤- عليك أن تتبع طريقة الإحلال و المقصود هو الاستغناء عن أشخاص لا تمنحنا سوي الدموع و الكآبة لذا وجب الاستغناء عنهم بأشخاص أخري متفائلين و سعداء.. فالمثل يقول: ” من جاور السعيد يسعد”.
٥- لا تصادق كثير الشكوي صاحب الوجه العابس فالكآبة و الحزن مثل الفيروس سريع الانتشار.. حاول معه في البداية أن يفهم أهمية التفاؤل و إن رفض التغيير عليك بالهروب للنجاة بنفسك.
٦- لا تدع زملاء العمل أو رؤسائك يتحكمون في قيمتك.. إن قيمتك في نفسك و ذاتك.
٦- ليس هناك حب أول.. بل يوجد حب أخير.. حب تجد معه الاستقرار و الاهتمام و الإحساس بالذات. و لا يوجد ما يدعي بحب لا ينسي إلا إن كان حبا صحيحا ذو قيمة يستحق ألا ننساه.
٧- التقرب إلى الله سبحانه و تعالي فالتقرب من الله يمنحنا السعادة و الرضا.
٨- و أخيرا , المسامحة.. أن تسامح نفسك أو غيرك و أن تكون لديك القدرة الحقيقية علي التسامح ، هذا يجعل نفسك راضية.. قانعة.. خالية من الصراعات.
لذا، لا تترك نفسك فريسة لأي علاقة سامة.. من يحرص علي أن يبث سمه في حياتك لا يستحق أن يكون بها من الأساس.. وقانا الله و عافانا من العلاقات السامة.

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →