كتب / محمد تمام.
منذ أيام طالعتنا صفحات التواصل الإجتماعي عن خروج أحد المنتحلين صفة الرجولية وهو مجتمع مع مجموعة لا تقل عنه في صفته فظل يسخر ويستهزء بإذاعة القرآن الكريم وببعض برامجها وعباقرة مذيعينها احب اقوله
منذ أن وعينا وأدركنا الدنيا، وشعرنا بالواقع، وجدنا أمامنا الراديو الذي كان هو انيسنا ورفيقنا ومعلمنا فالبيت فكبرنا وكبرت أيامنا على تعاليم وتهذيب نتعلمها من اذاعتنا المصرية بكل اطيافها ومسمياتها البرنامج العام وصوت العرب والشرق الاوسط .والشعب والشباب والرياضة والبرنامج الثقافي والاوروبي واذاعة فلسطين عرفنا منهم وأدركنا وفرقنا بين الطيب والخبيث .. ومالت أنفسنا إلى الطيب منها الذي به تنصلح حال نفوسنا .. ونبني به شخصياتنا السوية النقية التي خلقها لنا الله
ومن ما اتخذناها لتساعدنا في اصلاح شأننا إذاعة القرآن الكريم
وهي إذاعة متخصصة بإذاعة القرآن الكريم والبرامج الدينية الإسلامية عبر الأثير، وبدأت في بث إرسالها لأول مرة في 29 مارس عام 1964.
فإذاعة القرآن الكريم ليست مجرد إذاعة تبث برامج وتلاوات وابتهالات وأمسيات وأحتفالات دينية ، إنما تُعد أسلوب حياة، قبس من نور، تنشرح به الصدور، وتسعد به الأنفس .. مع كل تلاوة نسمعها من شيخ بعينه، نميز صوته جيدًا، ونعلم الوقت الذي يقرأ به هذه التلاوة .. مثل تلاوة الشيخ محمد رفعت في تمام السابعة صباحًا مثلاً .. من منا لم يستفيق ويبدأ يومه على هذا الصوت الملائكي الجميل، ويردد معه آيات ليشحذ همته قبل أن يتحرك ليستقبل به يومه بالرزق الطيب الحلال.
من منا لم يستمع إلى خواطر الشيخ الشعراوي والتي تبث بعد تلاوة رفعت، ويعلم لو قليل عن عظمة الرب في محكم آياته
من منا لم يسمع لصوت فؤاد حسان في برنامجه مفاهيم اسلامية الذي افهمنا وبطريقة مبسطة مفاهيم وسلوكيات ديننا الحنيف
والرائع سيد صالح ورفعت حمدي وحسن مدني رضا عبد السلام واحمد همام وشحاته العرابي واحمد عبد الظاهر واحمد القاضي ومحمدمصطفي يحيي وغيرهم مما لاتسعفني ذاكرتي باسمائهم ولم يعش معهم
من منا لم يسمتع إلى قطوف من حدائق الإيمان، وبدايتها الجميلة والتي هي عبارة عن آية عظيمة “ودانية عليهم ظلالها وذُللت قطوفها تذليلا” .. ويعلم ان اليوم قد أقترب من نهايته.
البرامج العظيمة التي تقدمها دكتورة هاجر سعد الدين، والرائعة زينب يونس وسعد المطعني.
من منا لم يستمع إلى برنامج “طلائع الإيمان” أو “قبس من نور النبوة” .. أو “من دوحة الدعاء” بمقدمته الرائعة “وقال ربكم أدعوني استجب لكم”.
من يستطيع أن ينكر مدى الاستفادة الفقهية من برنامج مثل “بريد الإسلام” أو “القاموس الإسلامي” .. من منا لم يُعجب ببرنامج مثل “أسرار ودلالات في ختام الآيات”؟!
من منا لم يتعلم صحيح التلاوة من برنامج “المصحف المعلم”؟ وصوت الحصري العظيم.
يا جماعة ده كفاية مقدمات البرامج دي، بجمالها، وروعة الأداء في تلاوة آياتها .. حتى لقد أضحت كالعلم، بمجرد سماع الآية تعرف البرنامج من فورك، بل وتتوق نفسك إلى تقليد هذه التلاوة وتلك .. بل لقد صرنا نميز الوقت بالبرنامج .. بمجرد سماع الآية ومقدمة البرنامج تستطيع أن تحدد الوقت أينما وحيثما كنت.
إذاعة القرآن الكريم مصر أصبحت أسلوب حياة لمعظم المصريين، وللعرب أيضًا .. قيمة وصرح وكيان كبير .. شامخة وتزداد رونق وبهاء بمرور الزمن .. بل لن أبالغ إن قلت إن بها عبق الماضي والتراث الجميل .. تحن به نفسك وتهفو إلى الجمال .. وتستعيد الهدوء والصفو النفسي.
إذاعة القرآن الكريم أثيرها في منزلي لا ينقطع موروث من موروثات ابي وامي رحمهما الله يطيب بها عيشي .. وتحلو ‘عها أيامي وبركة سارية تملأ جنبات داري
وليس غريبا ان نجد من يقومون بتقليد بروموهات برامجها، وتقليد قراءات مشايخها .. قراء مصر الأوائل .. الحصري ورفعت والمنشاوي الرائع ومصطفى إسماعيل والطبلاوي وعبد الباسط والبنا .. عظماء مصر الأوائل من المبتهلين كنصر الدين طوبار والنقشبندي وغيرهم وغيرهم إن أردنا الإنصاف.
وللأسف الشديد، جاء هذا المعتوه
أقل ما يقال عنه أنه في منتهى السخف والحماقة، لشخص ما يسخر من إذاعة القرآن الكريم ومن مقدميها .ومن طريقتهم في العرض والتقديم .. والأعجب أن هذا الشخص المفترض أنه يقدم محتوى كوميدي ليضحك عليه مجموعة لا تقل عنه سخافة تضحك وتسخر معه
على إذاعة القرآن الكريم، هذا الصرح والكيان!! ولكن ارادة الله تجعل الناس ينتبهوا لهذا الصرح العظيم وتفاعل الكثيرين ويعيدون اوضاعهم ويرجعون اهتماماتهم باذاعتهم الغراء ويحتفون بمذيعينها … حقا رُب ضارة نافعة