أهرامات أصلان الإيكولوجية .. معجزة العصر.

بقلم / نزهة الإدريسي. 

الأهرامات …
طالما حيرت الباحثين والخبراء في كل المجالات وحتى هواة السياحة والاستكشاف ، وأصبحت لغزا محيرا في بناءها و جمالها بل وفكرتها وقد اشاد الجميع بعظمة وعبقرية بناتها ، …
إلا أن التاريخ يأبى أن يقف عند هذا الصرح الحضاري العظيم ورجاله من قدماء المصريين فكان لكل عصر رجالاته و منجزاته حتى تتقدم الحياة ويكون لكل جيل حظه من الإشعاع الثقافي والحضاري يرسم به مكانه تحت الشمس وعلى صفحات التاريخ ..
لكن ما يحسب لبناة الأهرامات انهم تجاوزوا التاريخ والأحداث والحضارات ليس فقط بطريقة بناءها التي خولت لها الصمود بوجه الزمان وأسرارها التي لا تنتهي وإنما لكونها مصدر إلهام لأفكار وتحديات حضارية لمن يملك روح الإبداع و جسارة التحدي …
إبراهيم أصلان و رفيقه في الكفاح و الإبداع المهندس المعماري صايل الكسواني ، قالا نحن لها … !!
من وحي الأهرامات الثلاث بأرض الفراعنة وما تزخر به من عظمة تهز الوجدان و تحير العقول وما تمتلك من أسرار الحياة وحياة ما بعد الحياة .. استلهم فكرته ، فكرة بناء الأهرامات الإيكولوجية مستفيدا من تقنيات العصر دون أن يفرط في صداقته و شغفه بالطبيعة ..
ثلاث من ناطحات السحاب بشرم الشيخ بحلة العصر و روح تلك الحضارة الخالدة تعانق السماء لتطل وتختال على نظيراتها الجاثمة بالجيزة .
الفكرة لم تأتي فجأة رغم ان مبدعها الدكتور المهندس إبراهيم أصلان و الفنان بصفته مخرجا سينمائيا ، عودنا على المفاجآت من قبل بفكرة سفينة الحضارات و الحدائق والطرقات و المباني و المطارات و الحبال المضيئة بالليل باستخدام دهانات فسفورية تزيدها سحرا وروعة وتبدد من حولها وحشة الظلام …
ناطحات السحاب الثلاث الموعودة هي استمرارية لأفكاره وإبداعاته السابقة كذلك ثمرة اهتماماته المتواصلة بحضارات الكون و ولهه باستكشاف أسرارها وإحياء روحها المجللة بالرهبة و الشموخ والجمال … ، الى جانب رفيق دربه المهندس المعماري صايل الكسواني الذي أنطق الرمل والحجر في هذه المعلمة العمرانية ليجعلها تنطق بفيض التاريخ وتصول في رحابه و تربط الماضي بالحاضر وتطل على المستقبل بعمارة أنيقة تعانق الطبيعة و تصادق مروجها الخضراء ، لتظلل حياتنا روح جديدة تسعف أرواحنا التي أنهكها الجمود والرتابة و التعطش للجمال ..
هذه المعلمة الحضارية الموعودة لا يسعى صاحب فكرتها للمنافسة في العلو والضخامة في البنيان فقط ولكن هي ستعلو و تتضخم بما سيجعلها مقصدا لطالبي الحياة الناعمة النقية من أصدقاء الطبيعة و السياح والباحثين عن الراحة و الاستكشاف والأعمال و الاستثمار ..
الأهرامات الإيكولوجية الموعودة تضمن حياة متكاملة لعشاق الحياة و الجمال و الطبيعة والتاريخ تماما كما عاشها الفراعنة الأمجاد الذين نالوا من الطبيعة وما وراء الطبيعة كما نالوا من التاريخ و ما بعد التاريخ …

Loading

خالد ابراهيم

Learn More →

اترك تعليقاً