كرمت النقابه الفرعيه لكتاب بني سويف والفيوم، برئاسة الاديب احمد قرني، بالتعاون مع اقليم القاهره الكبرى وشمال الصعيد الثقافي…فرع ثقافة الفيوم الاديب حمدي ابو جليل
وذلك يوم الخميس الموافق ٢٣/٢/٢٠٢٣…بمكتبة الشباب بسنورس
تضمنت الاحتفاليه قراءات نقدية في اعمال ابو جليل الروائية قدمها احمد طوسون وعصام الزهيري ونبيل الشاهد وشهادات للادباء سعيد نوح وعويس معوض ومحمد حسني واشرف ابوجليل وسط حضورا لكتاب وشعراء المحافظه.
قام بإدارة اللقاء الاديب احمد قرني والذي استهل اللقاء بكلمته التي عرف فيها الكاتب قائلا ان الكاتب حمدي ابو جليل من مواليد عام 1967
عمل مديرا لتحرير سلسلة الدراسات الشعبيه لنشر الفلكلورـ سلسلة آفاق الكتابه
له بصمات فكرية وكتابات تنويرية مرموقة في الساحة الصحفية والفكرية المصرية
يبحث دائما عن الخصوصيه والتفرد في اعماله…
مهموم بمعالجة عالم البدو بتفاصيله
مهموم بالتجربه الشخصيه في الإبداع
ومن مؤلفاته
1ـ اسراب النمل
2ـ اشياء مطويه بعنايه
3ـ رواية لصوص متقاعد
4ـ رواية الفاعل
5ـ القاهره شوارع وحكايات
6ـ طي الخيام
7ـ الايام العظيمة البلهاء
8ـ نحن ضحايا عك
9ـ قيام وانهيار الصاد شين..
10ـ يدي الحجريه
ترجمت له العديد من رواياته.. كما حصل على العديد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ من الجامعه الامريكيه… وجائزة الإبداع العربيه… وجائزة بانيبال والقائمه القصيره
تحدث ايضا الأديب احمد قرني، ان عالم البدو مازال بكرا يحتاج الى الكثير للكتابة عنه، وايضاحه يحتاج الى اقلام من داخله، لتفض لنا تلك الإشكاليات الكبيره في التعامل مع عالم العربان وسيرة ابطالهم… واشار ان حمدي يقترب بشكل كبير وتستطيع ان تصف ما يكتبه بانه قريب جدا من رواية السيره الذاتيه، والتي يمتزج فيها هم الكاتب وسيرته الذاتيه من سيرة الجماعه التي ينتمي إليها
وفي شهادته تحدث الأديب احمد طوسون عن رواية يدي الحجريه.. قال حين تكون الكتابة غابة من السرد…ترصد الروايه المفارقات اللاذعه والساخره للحضارتين البدويه والغربيه..ففي الحضاره العربيه يرى ان الفقه الإسلامي سمح بوجود المسلم المتسامح كنجيب محفوظ كما يسمح بوحود المتطرف كأسامه بن لادن
و ان مذبحة العربان المذكورة في الروايه تتناص مع حكاية علي بابا والاربعين حرامي… وانه قام بالتوثيق لسيرة قبيلة الرماح من خلال الشعر البدوي والفلكلور البدوي
كما تحدث عن اللغة في الروايه وانها خليط من الفصحى والعاميه والبدويه وتبدو مناسبه للتناص……. الغابه السرديه الشبيهه بالليالي التي استخدمت لغة شبيهه
وتحدث ايضا عن التضاغن كفلسفه يطرحها الاديب في روايته وداخل النص ليستوي فيه البدوي والفلاح والغرب متمثلا في مرايه.. وهو ما يعيب الانسان ولو تغاضوا عنه لتغير العالم… وقسم الناس الى نوعين…نوع عبد يضغن… ونوع إله يتسامى
واما عن السرد في الروايه.. فهو الإله السارد… ويكسر الكاتب هذه القاعده بسرد على لسان مرايه… كما اوضح ايضا ان القصائد البدويه تحتاج الى هوامش لشرح المعاني العصية عن الفهم
وفي شهادته تحدث الكاتب والمفكر التنويري عصام الزهيري عن رواية لصوص متقاعدون
اشار ان تكريم حمدي ابو جليل هو تكريم للثقافه المصريه والاهم انها تكريم لفن الروايه التي هي معشوقة حمدي الاولى والكبرى… واخلاص حمدي لعشقه للروايه.. يجعل من تكريمه تكريم لفن الروايه كلها..
واختار المفكر عصام الزهيري الحديث عن معشوقة حمدي الاولى والكبرى وهي الروايه، والروايه التي تجسم فيها هذا العشق رواية لصوص متقاعدون، والتي يعتبر البطل الحقيقي فيها هي الروايه والروائي…واوضح ان الروايه بالنسبه لحمدي ليست مجرد سرد عن الواقع ولاتأريخ للواقع ايضا وليست تاريخ للتاريخ او للسيره الذاتيه… انما هي جزء من الواقع نفسه، او بالادق انها فجوه في هذا الواقع ينجح فيها حمدي في انه يفتحها.. فجوة توتر او بؤرة توتر هذا الواقع… ويجعلها لقاء من عدة اطراف… لقاء الإنسان لنفسه.. لقاء الواقع لصورته في مرايا مختلفه… مرآة ذاته… ومرآة الآخرين.. رواية الانسان عن ذاته ورواية الآخرين عنه في نفس الوقت وليس السرديه من داخل الذات.. انما ايضا سردية الآخرين عن الذات ورؤية الذات المركبه لنفسها… واننا تقريبا في كل رواياته بنتعامل مع سارد فرد بيتحدث عن نفسه… لكن من داخل هذا الحديث بنجد سرديات متعدده ومتداخله لهذا الساردعن نفسه وبنجد فيها نقد لها كأنه يراها من مواقع مختلفه ورؤية الآخرين لهذا الذات… من هنا تصبح الرواية ليست مجرد تسجيل وتوثيق… بل انها فاعل رئيسي في الحدث… رواية تكتب طول الوقت الواقع كأن احداثه هي الروايه ذاتها… او كأن الروايه هي الحدث الرئيسي لهذا الواقع… لان طول الوقت بيتم تأمل هذا الحدث من زواياه المختلفه وتشابكاته.. وهناك جدل طول الوقت موجود بين نظرة الروائي لهذا الواقع السارد ونظرة الاخرين ليه.. وان الحدث وتحليله جزء واحد.. يقع الحدث وتحليله أيضا معه… بتتحكم أيضا الروايه في صنع مصائر الشخصيات… وذلك موجود وتطبيق عملي في رواية لصوص متقاعدون وهو ان مصير الشخصيه يتوقف على رؤيتها للعالم… مثلما يوضح حمدي نفسه في رواياته ان الإنسان يصنع مصيره من خلال فهمه لهذا العالم… ويرى ان شخصيات حمدي هي الروائي وان كل شخصيه في سرديتها عن نفسها تصنع روايه داخل العمل نفسه
وفي شهادته تحدث القاص عويس معوض بأن حمدي ابو جليل كاتب من طراز فريد وهو نفسه بيقول أن علاقته بالكتابه جاءت بالمصادفه… وأنه يسكن بلد حجريه… وأنه عندما يريد أن يكتب لايحتمي بهذه الحجاره والرمال ولا يغوص فيها عكس اشرف ابو جليل… وعندما كتب مجموعته الاولى اسراب النمل اعاد ترتيب هذا الواقع… وانه تاق بالقصه لمكان ارحب وهو الروايه… وانطلق كطير مهاجر من هذا الاقليم الذي يحفل بأدباء كثر وهو الفيوم
ويقول ان حمدي اكتشف علاقته بالابداع مصادفه ولكنني اعتقد انها ليست مصادفه… وعالمه في الكتابه ورحلته الطويله رصدتها أعينه في رواياته… واعتقد انه مازال هناك عند حمدي ابو جليل الكثير.. واشار ان حمدي تخلص من كلاسيكية النص وكلاسيكية الروايه الى عالم متفرد وروايه متفرده… عندما يكتب حمدي تشعر انك امام حكاء… وعندما يكتب حمدي الانسان الذي نعرفه يبهرنا جميعا بروعة ما يكتب… حتى وهو موظف كان يبحث عن شئ متفرد… يبحث عن شي مختلف وروح مختلفه للمجلة التى كان مدير تحريرها…
حمدي اختار طريق متميز في الروايه لانه تخلص من كلاسيكية النص…
وفي شهادته تحدث الناقد دكتور نبيل الشاهد… بان الفيوم تتميز بانها اقليم لها ملمح متفرد وابراز ابداعي مهم ومؤثر وله قيمه حقيقيه بغض النظر عن التوطين الحقيقي للادب…. وان الفيوم عامره بكتابها الذين حصلوا على العديد من الجوائز وان هذا يشكل وحده ملمح خاص يحتاج لدراسه.. وهي دراسه عن اثر الجغرافيا في الادب
وبالنسبه لحمدي قال الدكتور نبيل الشاهد: اود ان اشير لملمح انه حكاء شفاهي.. والحكاء الشفاهي عنده القدره على الاسترسال السردي والحكائي بشكل كبير… وبوصفه المتكلم الوحيد المنوب عن البيئه البدويه التي نشأ فيها… فهو هنا يقوم بدور الشاعر في العصر القديم الذي كان يعتبر اللسان الناطق بأسم القبيله فأصبح هو الحكاء الحديث بوصف الزمن الذي نعيش فيه وهو زمن الروايه وزمن الحكي على عكس السابق الذي كان فيه زمن الشعر هو زمن الموقف… كما اشار ان حمدي اخذ فكرة السارد والمتحدث بلسان الجماعه عن البدو… واخذ ملمح ان يكون المتحدث بالنيابه عنهم… والمتحدث الذي يملئ المعين من الف ليله وليله… وان الف ليله وليله هي المدخل الرئيسي لقراءات حمدي ابو جليل
وفي كلمته اشار الروائي سعيد نوح بعتاب الى حمدي ابو جليل على قلة اعماله… وانه يجب ان يعوض ما فاته ويكتب اكثر… لانه ضيع الكثير من عمره في البعد عن الكتابه
وفي شهادته تحدث الشاعر محمد حسني عن حمدي ابو جليل واعرب عن سعادته لوجوده وتكريمه… واوضح ان الكتابه عند حمدي تستهويه وان اللغه عند حمدي سهله ويشعر انه عندما يكتب يصبح الراوي العليم
حمدي في كل كتاباته يسخر من ابطاله ويحكي حكاياتهم… وان هذا اغضب بعضهم منه….وانت بتقرا تكتشف باشياء لم تكن تعلم عنها حاجه… وان حمدي بيساعدك تستكشفها
وفي شهادته اوضح الكاتب اشرف ابوجليل بأنه وحمدي ابوجليل لم يكونا مجرد قريبين ينتميان لعائلة عربية تقيم على اطراف الفيوم فقط لكنهما كانا نتاج صداقة وملازمة طويلة ورفاق رحلة إبداعية عميقة تبدأ من الطفولة وتمتد للمرحلة الجامعية وتستمر حتى هذه اللحظة
وفي الختام تحدث الاديب حمدي ابو جليل عن رحلته وبداياته وعلاقته بالثقافه واعرب عن سعادته وامتنانه بهذا الاحتفاء…وان ما قيل هو رصد لتجربته كلها
وتحدث عن اشرف ابو جليل وانه السبب في علاقته بالادب وحضور الندوات والمحاضرات بقصر الثقافه مع اشرف ابو جليل… وانه كان السبب في التوجه للكتابه… وكان ينظر لهذه الانشطه على انها غير مغريه بالنسبه لبيئته البدويه
وتحدث عن بدايته وتأثره باستاذه العظيم خيري شلبي وانه عندما سأل عنه قال ان حمدي نبت شيطاني… وقال حمدي عن نفسه بانه كاتب عشوائي…ليس من العشوائيات…تركيبته ومسيرته وبدايته في القراءه تنفر اي حد من القراءه…واشار الى بدايته في فترة السبعينات…وان هذه الفتره كان ابرز ما يميزها انك تكون كاتب وشاعر غير مفهوم…وان هذا كان لا يعجب حمدي..ويرى غرابه في ذلك… وان عيب انك تكون مباشر ولازم تكون لافف في كتاباتك بمعنى ان تكون غامض وغير مفهوم.. فكان يسأل ماذا يعيب المباشره… وان هذه فتره في الادب تماثل فترة ثورات التحرر الوطني اللي طردت الاستعمار من العراق لمصر… وان ثورة التحرر الوطني اللي ضربت الاستعمار ووعدت شعوبها بالديمقراطيه ثم فعلت في شعوبها اشد مما فعله الاستعمار… مشيرا ان هذا ما فعلته الحداثه العربيه في الادب.. وان الحداثه غامضه في انتاجها.. ومن وجهة نظره يرى ان الحداثه رمزها ادونيس في الشعر… ورمزها ادوارد الخراط.. وان هذا بمسابة كارثه في الادب العربي… وان جيل الرواد من توفيق الحكيم الى يوسف ادريس… الادب المصري قرين الادب العالمي وان الروايه المصريه بدأت عالميه… توفيق الحكيم يكتب وتصدر في نفس العام في لندن وباريس… وطه حسين يرشح لجائزة نوبل احدى وعشرون مره.. ثم جاءت الحداثه العربيه.. وجعلت لا يوجد ترجمه… ولا قارئ… والسياسه فيها انحياز للأستبداد… بغض النظر عن ان ادونيس عمل الثابت المتحول وكتب في هذا الموضوغ… لكن انتاج السبعينات عندنا ليس له اي علاقه بهذا الموضوع بتاتا وموضوع التنوير والاستناره والاصتدام مع النص القدبم
واوضح انه عندما ذهب للقاهره وجد اباء اخذ مثلا منهم بالترتيب مستجاب وابراهيم اصلان و خيري شلبي… وانه نشأ في بيوتهم.. واخذ منهم الإيمان… ولو كنت امنت بما قالوه عني كنت اخذت جايزة نوبل عن رواية الفاعل
واوضح انه كان في كتابته عكس مستجاب… عكس الاب.. واوضح ان مستجاب كان يأسطر الواقع.. يصنع من الواقع اسطوره… انما هو عكس ذلك… يرى الواقع اسطوره ويريد ان يوقعها… وان الواقع عبثي ومجنون… وانه يضطر للخيال ليضبط هذا الواقع
ثم تحدث عن ابراهيم اصلان وانه كان يعمل معه مديرا لتحرير السلسله وكان مقتنع انه تلميذ اصلان الى ان حدث موضوع رواية وليمه لاعشاب البحر وتحدث عن ازمته وخوفه على اسرته حينها وانه غير مستعد لهذا الدور النضالي وقتها…
وتحدث عن واقعة حبسه وسجنه الوحيده عندما كان بالجامعه وان السبب انه اتكسف يجري… ولم يسمع كلام العسكري بانه يجري…
واوضح انه اراد ان يكون نجيب محفوظ وكتب عكس نجيب محفوظ…
وفي ختام كلمته قال انه ظل هذا الكاتب العدمي اللي ما لوش قضيه إلا المتعه في الكتابه فقط حتى ثورة يناير ورأي بعينيه انها ليست مؤامره… وان من فعلها هم مثقفي مصر وكتابها وادبائها
وفي الاخير تم تقديم درع اتحاد الكتاب كتكريم على مسيرته الأدبيه ودوره في الحراك الثقافي