في البداية بدا الحوار بالحديث عن أهمية القراه… وان المواقع الالكترونيه اصبحت تسهل الحصول على الكتب لقراءتها واشار الى موقع هنداوي الالكتروني كنموزج.
ثم تحدث عن نشأة نجيب محفوظ وقال نشأ نجيب محفوظ في بيئة مصرية صميمة ، فأسرته أسرة مصرية، والحي الذي ولد فيه حي مصري ، والمدارس التي تعلم فيها مدارس مصرية، وظل حياته كلها مرتبطا بالتراب المصري، نافرا من السفر والهجرة .
ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911م بحي الجمالية بالقاهرة لأسرة تعود جذورها إلي مدينة رشيد، وانتقلت أسرته إلي العباسية عام 1919 ، وكان أبوه ( عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا ) موظفا ثم تاجرا، أما أمه ( فاطمة مصطفي قشيشة ) فهي ربة منزل، وكان والدها أحد علماء الأزهر.
ثم تحدث عن تأثير اسرته في نشأته وكتاباته قائلا كان لأبيه تأثير كبير في طفولته، فكان يصطحبه لبعض المسارح كما تشرب منه نجيب محفوظ ميوله السياسية، حيث كان يتحدث عن الوفد والزعماء الوطنين، مثل:”مصطفي كامل”، و”محمد فريد”، و”سعد زغلول”، كأنهم من المقدسات. إلا أن التأثير الأكبر كان للأم ، فرغم عدم تعليمها، فإنها كان تصطحبه لزيارة المتاحف والمساجد الأثرية ومنطقة الأهرامات ونهر النيل، وكانت تلك المواضع مجال أحداث روايات نجيب محفوظ، كما تأثر ببعض آرائها وقيمها وتسامحها.
واشار الى دراسته بكلية الآداب، جامعة القاهرة، قسم الفلسفة، على الرغم من رغبة والده الالتحاق بكلية الحقوق أو الطب أو الهندسة، حتى لا يتخرج من كلية الآداب معلما!. وتخرج فيها عام 1934، وسجل لدرجة الماجستير في موضوع ( مفهوم الجمال في الفلسفة الإسلامية)، بإشراف الشيخ “مصطفي عبد الرازق”، لكنه لم يتمه؛ لاتجاهه إلي مجال الأدب.
ثم تطرق الى إبداعات نجيب محفوظ وقال ان إبداعات نجيب محفوظ عالم متشعب ، متنوع الرؤى ، متعدد المداخل ، ثري المعرفة ، عميق التغلغل داخل العقل والوجدان المصري ، يستوعب ثلاثة أرباع قرن من التلاحم بين المكان والإنسان ، بما فيها من تحولات مجتمعية وتفاعل معها نجيب محفوظ و سلط الضوء علي أبعادها ، انطلاقا من إدراكه لمسئولية المفكر نحو مجتمعه .
واشار ان أبدع نجيب محفوظ (35) رواية و(19) مجموعة قصصية و(6) مسرحيات ذات فصل واحد ، تتنوع ما بين الاتجاه التاريخي والواقعي والرمزي والتجريبي ، كما كتب عددا كبيرا من المقالات في بداية حياته ، منذ كان لا يزال طالبا بالجامعة ، ثم بعد إحالته للمعاش والتحاقه بصحيفة الأهرام، علاوة علي إبداعاته فى السينما ، سواء في كتابة القصة السينمائية أو السيناريو والحوار ، كما أدلي بعدد كبير من الحوارات الصحفية ، أثرت الحياة الثقافية والأدبية .
واوضح ان أدب نجيب محفوظ تناول العديد من القضايا التربوية، مثل المعرفة الإنسانية، من حيث مصادرها وإمكانياتها. وتعمق في التنقيب عن جذور الشخصية المصرية، وأدرك العديد من مزاياها وعيوبها، وعكس أهم سماتها في أدبه، كالتناقض والتدين والاعتزاز بالشرف والاعتقاد في الخرافات وروح المرح الممزوجة بحزن دفين.
واوصح ان نجيب محفوظ ادرك الصراع بين التقليد والتجديد بين الوافد والأصيل، وأثر التعليم في الحراك الاجتماعي والثقافي، وموقف السياسة من المفكر والمفكرين، والتزم بنزعة سلامة موسى التجديدية الليبرالية، ونهلة من الحضارة الحديثة، وحماسه الفكري للعلم والعدالة الاجتماعية، والبحث عن أصول وجذور الشخصية المصرية.
ثم اشار الى إسهاماته السينمائية وقال قدمت السينما المصرية لنجيب محفوظ حتى عام 1989 (62) فيلما ، منها (36) فيلما مأخوذة عن رواياته وقصصه القصيرة، والباقي كتبها مباشرة للسينما ، أو ساهم في كتابة السيناريو أو القصة السينمائية، فهي تكاد تساوي في عددها مجموع إبداعاته الأدبية. ومن أفلامه: “التوت والنبوت”، و”درب المهابيل” و”الكرنك”و” قلب الليل” و”اللص والكلاب” والشحاذ”.
وكتبت عنه دراسات بلغات كثيره روسيه… وامريكيه… وتحولت بعض رواياته لافلام في المكسيك والهند.. لان رواياته تستطيع ان يستمتع بها بكل اللغات لان ادبه يلمس النفس البشريه والقيم الاخلاقيه الساميه التي تمس اعماق النفس البشريه…
وتطرق الى ان شخصية نجيب محفوظ موجوده في كل اعماله… وان نحيب محفوظ هو شخصية كمال في الثلاثيه…
واشار ايضا ان نجيب محفوظ كانت قراءاته واسعه وكان انسان بسيط جدا في تعامله مع الناس.. ولم يشتري سياره لانه يحب ان يكون وسط الناس لذلك استطاع الكتابه عن الناس.. واصبحت كتابات مهمه تنبع من الواقع…
وتميز بالانطواء على المستوى الاجتماعي الأسري، فكانت أسرته بعيدة عن علاقاته بالمجال الأدبى والفنى .
واتسم نجيب محفوظ بعدة سمات ساعدت على تدفقه الإبداعى وثراء إنتاجه، أهمها: حبه للدقة والنظام فى المواعيد، والتواضع الشديد، والإيمان بالحرية، والاستقلال الفكرى، وقوة الملاحظة والتأمل للبشر والأمكنة.
في نهاية المحاضره اوضح ان نجيب محفوظ هو الذي رسخ دعائم الفن الروائي في الأدب العربي الحديث ، فمن ناحية الكم أبدع عددا كبيراً من الأعمال الروائية والقصص القصيرة ، على مدى زمني طويل . ومن ناحية النوع تتميز تلك الإبداعات بالتنوع والثراء وأصالة الفكر والشعور . لذلك حظى نجيب محفوظ بأكبر قدر من الاهتمام والبحث الأدبي والتنقيب في أعماله ، وقراءتها قراءات متعددة من زوايا مغايرة. وعاش نجيب محفوظ حياة حافلة بالإنجاز الأدبي والفكري، حظي خلالها باهتمام نقدي وإعلامي كبير، وكرم على عدة مستويات، بلغت ذروتها بحصوله على جائزة نوبل عام 1988، وقلادة النيل في نفس العام، وتوفي في 30 أغسطس عام 2006 ، عن عمر يقترب من الخامسة والتسعين .
تخلل المحاضره مداخلات واسئله من الطلاب وقراءات لبعض النصوص من روايات نجيب محفوظ وتوزيع بعض الكتب والمجلات كهدايا لهم من قبل الدكتور عمر صوفي