Skip to content
الأربعاء, أكتوبر 9, 2024
جريدة الحلم العربي نيوز
جريدة مستقلة – صحافة تضيئ لك الواقع
اخبار مصر
اخبار العرب
اخبار عالميه
أخبار المحافظات
أقتصاد
اخبار الرياضه
المرأه والجمال
توك شو
دنيا ودين
ثقافه وفن
رجال ونساء
صحه
الرئيسية
المتمردة … ومبعوث إبليس … قصة قصيرة !!!بقلم / ياسر عامرأٌصيبت بلعنة الجمال…جلست في ليلة بدي القمر فيها يتوارى خلف السحب لا تعلم اذا كان ذلك خجلا منها او تعاطفا منه لما ألت اليه حالتها، جميلة ذلك الجمال الصارخ اللافت للنظر شقراء بيضاء البشرة زرقاء العين، دعي اقرانها ومثقفي القرية يلقبونها “سنو وايت ” بياض الثلج” ، لحقتها لعنة الجمال كما تذكر دائما، لأنها لا تشبه احد من عائلتها علي مدار سنوات مضت، لا يتذكر والدها او والدتها التي توفاها الله وهي في عمر الثامنة اعوام ان احدا من العائلتين كان لها هذه البشرة او لون الشعر او العين، فلعبت الشكوك برأس والدها طعنا في شرف والدتها.تتذكر العديد من المشاحنات وبكاء والدتها بسبب لهجة والدها المتششكة، لم يكن في جمالها مثيل بقريتها التي تحول شبابها وشيبها الإعجاب بجمالها، مما باتت واصبحت وامست بمثابة فتنة بين شباب القرية تزداد يوما بعد يوم ببلوغها سن البلوغ التي قد اقتحمت بابه قبل اوانها، ووصلت لاكتمال تدورها ونضج ثمرتها حين أنهت شهادة الدبلوم بمركزها التي تتبعه قريتها، بعد ان رفض والدها التحاقها بمدرسة ثانوية لأنها مشتركة، باتت غير مستسلمة لتعليمات والدها، وخاضت حروب بائت بالفشل واخر حروبها عندما تفوقت وكرمها المحافظ وارادت ان تلتحق بإحدى الكليات في عاصمة محافظتها، ولكن خوف والدها عليها علي حد تعبيره جعله يرفض الفكرة بتعصب شديد، كما رفض أيضا تدخل بعض عقلاء العائلة وكبار القرية بعد ان اشتكته لهم، كانت ثورة والدها وغصبه غير مبررة بالنسبة لها، شيدت في قلبها جدرانا وأبراج عالية بمثابة حواجز حالت بين حبها لوالدها وتعاطفها معه، فتحولت مشاعرها لكره بغيض وتمرد عنيد، جعلها لا تتقبل اية تعليمات او توجيهات من سلطات عليا، بدات بوالدها، وارتفعت لتشمل تعاليم دينها ايضا، رفضت المشايخ ونصائحهم، واعترضت عن القدوة وكل من هو ذو خبرة.عقدت النية في تلك الليلة ان تعلن تمردها مدويا ودعت جميع قوى الشر المجهولة متحديتها ان كانت فعلا موجودة ،طالبتها ان تقف معها في تمردها وإعلاء شأنها وانتقامها من كل من أدي بها الي تلك الحالة اليائسة، واستعاذت من قوى الخير او اي لمسة حنونة تمر كنسمة علي اوراق اشجارها وتثنيها عما بنيتها .وقررت الا تعود ادراجها، متناسية ان الغزال الشارد لا بد ان يتلقفها الذئاب، جعلت من صفحة مياه الترعة مرآتها وبدأت تناجيها متقمصة دور الساحرة الشريرة ” دبريني يا مرايتي” مستعدة لخروج إحدى الجنيات تستمع بكائها وشكواها، وإذا بصوت من خلفها كأنه اصطدام ارتعدت فرائصها ونظرت ببطء خلفها لتجد جسد ملقي علي الأرض ينزف دما فلما تحققت لبرهة اكتشف ان راكب دراجة بخارية اصطدم بفروع الأشجار علي الطريق وكان الشجرة تحالفت معها لتجذب لها أحدهم يساعدها وتحقق دعوتها، والهمها عقلها ان تتصل بسيارة الإسعاف من محمولها العتيق بيدها، ودفعها الفضول ان تذهب معه الي المشفى ليتم انقاذه متمنية ان يكون هذا نوع من الهروب بلا عودة، وساعات ووجدت والدها وعدد من أفراد قريتها يحيطون بها وسط اللوم والعتاب لقلقه والدها عليها اصطحبوها معهم كناقة ضلت عليقها وسط ظلمة الصحراء.وشُدد الحصار حولها من والدها وأصدقائه وبعض أفراد العائلة، لكنها وجدت في الشاب المصاب سبباً للهروب او حجة غياب باعتبارها مسئولة عنه وصورة بطاقتها في حسابات وأمن المستشفي، وفعلا طالبوها للحضور لانهاء بعض الاجراءات.هبط الشاب المصاب بعد استعادة عافيته راكعا علي ركبتيه أمامها كمتعبد الآلهة عشتار معربا لها عن جزيل شكره بإنقاذها حياته ومعبرا عن سعادته وانبهاره بجمالها، ووعد انه لن يتركها فمن جمعه الرب لن يرضى عن تفريقهما للابد.تسللت الكلمات الي قلب الفتاة كأنها سحر فرعوني عتيق، اعتبرته منقذها الوحيد ووسيلة لتحقيق أحلامها واعجبها إظهاره خضوعه لها رغم أنها تيقنت أنها علي مشارف حرب مع والدها، وعقدت العزم ان هذه المرة لابد ان تخرج منتصرة بدون خسائر بالنسبة لها مهما كلفها الأمر.
FB_IMG_1703587818221
FB_IMG_1703587818221
تصفّح المقالات
السابق :
المتمردة … ومبعوث إبليس … قصة قصيرة !!!بقلم / ياسر عامرأٌصيبت بلعنة الجمال…جلست في ليلة بدي القمر فيها يتوارى خلف السحب لا تعلم اذا كان ذلك خجلا منها او تعاطفا منه لما ألت اليه حالتها، جميلة ذلك الجمال الصارخ اللافت للنظر شقراء بيضاء البشرة زرقاء العين، دعي اقرانها ومثقفي القرية يلقبونها “سنو وايت ” بياض الثلج” ، لحقتها لعنة الجمال كما تذكر دائما، لأنها لا تشبه احد من عائلتها علي مدار سنوات مضت، لا يتذكر والدها او والدتها التي توفاها الله وهي في عمر الثامنة اعوام ان احدا من العائلتين كان لها هذه البشرة او لون الشعر او العين، فلعبت الشكوك برأس والدها طعنا في شرف والدتها.تتذكر العديد من المشاحنات وبكاء والدتها بسبب لهجة والدها المتششكة، لم يكن في جمالها مثيل بقريتها التي تحول شبابها وشيبها الإعجاب بجمالها، مما باتت واصبحت وامست بمثابة فتنة بين شباب القرية تزداد يوما بعد يوم ببلوغها سن البلوغ التي قد اقتحمت بابه قبل اوانها، ووصلت لاكتمال تدورها ونضج ثمرتها حين أنهت شهادة الدبلوم بمركزها التي تتبعه قريتها، بعد ان رفض والدها التحاقها بمدرسة ثانوية لأنها مشتركة، باتت غير مستسلمة لتعليمات والدها، وخاضت حروب بائت بالفشل واخر حروبها عندما تفوقت وكرمها المحافظ وارادت ان تلتحق بإحدى الكليات في عاصمة محافظتها، ولكن خوف والدها عليها علي حد تعبيره جعله يرفض الفكرة بتعصب شديد، كما رفض أيضا تدخل بعض عقلاء العائلة وكبار القرية بعد ان اشتكته لهم، كانت ثورة والدها وغصبه غير مبررة بالنسبة لها، شيدت في قلبها جدرانا وأبراج عالية بمثابة حواجز حالت بين حبها لوالدها وتعاطفها معه، فتحولت مشاعرها لكره بغيض وتمرد عنيد، جعلها لا تتقبل اية تعليمات او توجيهات من سلطات عليا، بدات بوالدها، وارتفعت لتشمل تعاليم دينها ايضا، رفضت المشايخ ونصائحهم، واعترضت عن القدوة وكل من هو ذو خبرة.عقدت النية في تلك الليلة ان تعلن تمردها مدويا ودعت جميع قوى الشر المجهولة متحديتها ان كانت فعلا موجودة ،طالبتها ان تقف معها في تمردها وإعلاء شأنها وانتقامها من كل من أدي بها الي تلك الحالة اليائسة، واستعاذت من قوى الخير او اي لمسة حنونة تمر كنسمة علي اوراق اشجارها وتثنيها عما بنيتها .وقررت الا تعود ادراجها، متناسية ان الغزال الشارد لا بد ان يتلقفها الذئاب، جعلت من صفحة مياه الترعة مرآتها وبدأت تناجيها متقمصة دور الساحرة الشريرة ” دبريني يا مرايتي” مستعدة لخروج إحدى الجنيات تستمع بكائها وشكواها، وإذا بصوت من خلفها كأنه اصطدام ارتعدت فرائصها ونظرت ببطء خلفها لتجد جسد ملقي علي الأرض ينزف دما فلما تحققت لبرهة اكتشف ان راكب دراجة بخارية اصطدم بفروع الأشجار علي الطريق وكان الشجرة تحالفت معها لتجذب لها أحدهم يساعدها وتحقق دعوتها، والهمها عقلها ان تتصل بسيارة الإسعاف من محمولها العتيق بيدها، ودفعها الفضول ان تذهب معه الي المشفى ليتم انقاذه متمنية ان يكون هذا نوع من الهروب بلا عودة، وساعات ووجدت والدها وعدد من أفراد قريتها يحيطون بها وسط اللوم والعتاب لقلقه والدها عليها اصطحبوها معهم كناقة ضلت عليقها وسط ظلمة الصحراء.وشُدد الحصار حولها من والدها وأصدقائه وبعض أفراد العائلة، لكنها وجدت في الشاب المصاب سبباً للهروب او حجة غياب باعتبارها مسئولة عنه وصورة بطاقتها في حسابات وأمن المستشفي، وفعلا طالبوها للحضور لانهاء بعض الاجراءات.هبط الشاب المصاب بعد استعادة عافيته راكعا علي ركبتيه أمامها كمتعبد الآلهة عشتار معربا لها عن جزيل شكره بإنقاذها حياته ومعبرا عن سعادته وانبهاره بجمالها، ووعد انه لن يتركها فمن جمعه الرب لن يرضى عن تفريقهما للابد.تسللت الكلمات الي قلب الفتاة كأنها سحر فرعوني عتيق، اعتبرته منقذها الوحيد ووسيلة لتحقيق أحلامها واعجبها إظهاره خضوعه لها رغم أنها تيقنت أنها علي مشارف حرب مع والدها، وعقدت العزم ان هذه المرة لابد ان تخرج منتصرة بدون خسائر بالنسبة لها مهما كلفها الأمر.
منشورات ذات الصلة
Ahmed El sayed
Learn More →