كتب / قاسم المحبشي.
مشاركتي في ندوة البارحة عن المرأة في الدراما العربية في الأكاديمية الدولية للدراسات الإنسانية
على مدى السنوات الماضية حظيت دراسات المرأة والنوع الاجتماعي بالعالم عامة وفي الوطن العربي تحديدا باهتمام مضطرد في مختلف الدوائر الأكاديمية والثقافية والإعلامية من عدد واسع من الباحثات والباحثين، وهذا ما أفضى إلى تراكم تراث زاخر من الدراسات والإصدارات المتنوعة يمكن الإشارة إلى بعضها: ليندا جين شيفرد, أنثوية العلم, ترجمة يمنى طريف الخولى ـ عالم المعرفة الكويتية عدد 306 أغسطس 2004م .خديجة العزيزي، الأسس الفلسفية للفكر النسوي الغربي، تقديم، ناصيف نصار، بيروت، يونيو ٢٠٠٥، أميمة أبوبكر، محاضرات تعليمية في دراسات النوع ؛ كتاب توثيقي، علا ابو زيد، دراسات المرأة في الجامعات العربية؛ الحاضر والمستقبل. أعمال ورشة العمل حول تضمين النوع في المقررات الجامعية ومجالات البحث الأكاديمية أبريل 2005م. قاسم المحبشي، الجنوسية: تحولات المفهوم وسياقات المعنى. مجلة كلية الآداب جامعة عين شمس. ميرفت حاتم، نحو دراسة النوع في العلوم السياسية سلسلة ترجمات نسوية. ماري دالي، أشكرك ربي .. لأنك لم تخلقني امرأة ضمن كتاب النوع ( الذكر والانثى بين التمييز والاختلاف) مقالات مختارة ترجمة محمد قدري عمارة، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ط١ ٢٠٠٥م. ماري ولستونكرافت, دفاع عن حقوق المرأة بيار بورديو، الهيمنة الذكورية، ترجمة سلمان قعفراني، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط٢، ٢٠٠٩م. نصر حامد ابو زيد، دوائر الخوف، قراءة في خطاب المرأة. برنامج دراسة المرأة في الجامعات الأردنية : إنصاف النساء وانخراط في روح العصر، حمود العودي، وأحمد شجاع الدين، النوع الاجتماعي المجتمع العربي الإسلامي, جامعة صنعاء 2006م. جوردون مارشال, موسوعة علم الاجتماع, ثلاثة مجلدات, ترجمة محمد الجوهري وآخرون, المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة ـ ط1 2009م. صورة المرأة اليمنية في الدراسات الغربية, المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية, مراجعة وتحرير لوسين تامينيان, ترجمة احمد جرادات صفا 1997م. أنتوني غدنز, علم الاجتماع, ترجمة فايز الصباغ ـ بيروت ـ مركز دراسات الوحدة العربية للترجمة ـ بيروت ـ أكتوبر 2005م. ميليسا هاينز, جنوسة الدماغ, ترجمة ليلى الموسوي مجلة عالم المعرفة الكويتية عدد353 يوليو 2008م. سيمون دي بوفوار, الجنس الأخر, نقله إلى العربية ـ لجنة من أساتذة الجامعة, المكتبة الأهلية, بيروت ط1 1964. إمام عبد الفتاح إمام, أرسطو والمرأة, مكتبة مدبولي ـ القاهرة ط1 1996. دليل مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن، ورشة تقييم برنامج الدراسات العليا النسوية بجامعة عدن، دراسات المرأة والتحول الاجتماعي جامعة الاسكندرية القطاع الأكاديمي. الخطة الدراسية لدرجة ماجستير دراسات المرأة (مسار الرسالة) الجامعة الاردنية. هدى الصدة، دراسات النوع في العالم العربي؛ تأملات وتساؤلات. هدى علي علوي، تجربة الدراسات النسوية في جامعة عدن نحو التغيير الثقافي. آباش أحمد الأسرة بين الجمود والحداثة. منشورات الحلبي الحقوقية, النسوية والجنسانية. عائشة الناعبي، التطور العلمي لحقوق دراسات المرأة2007م. تاركو وماجريت، النساء والنوع في الشرق الأوسط الحديث. سعد الدين إبراهيم، معوقات تقدم المرأة، مفيدة محمد إبراهيم، المرأة العربية والفكر الحديث، 2000م. ليلى ابو الغد، الحركة النسائية وتطورها في الشرق الأوسط, 1999م. منى ابو الفضل، المرأة العربية والمجتمع في قرن،2002م. عبدالله ابو هيف، الجنس الحائر، أزمة الذات في الحرية العربية2003م. وغير ذلك من الأبحاث والدراسات المنشورة والبرامج العديدة الساعية الى تمكين النوع الاجتماعي في المؤسسات الأكاديمية العربية الراهنة.
وتعد الدراسات النسوية حديثة النشأة بالقياس لتاريخ العلوم الطبيعية والإنسانية، إذ لم يمضي على ميلادها سوى نصف قرن من الزمن إذ نشأت هذه الدراسات النسوية في الجامعات الأمريكية في أواخر الستينيات من القرن الماضي، مع اكتساب الموجة الثانية من المساواة بين الجنسين لتأثير سياسي في الأكاديميات، من خلال فعالية الطلاب وهيئة التدريس. وكتخصص أكاديمي، تمت صياغتها اقتداء بنموذج الدراسات الأمريكية والدراسات العرقية (مثل الدراسات الأفرو أمريكية) ودراسات الأمريكيين ذوي الأصول المكسيكية التي نشأت قبلها بوقت قصير. وتم عقد أول دورة دراسية معتمدة للدراسات النسوية عام 1969 في جامعة كورنيل. كما تم إنشاء أول برنامجين للدراسات النسوية في الولايات المتحدة عام 1970م في كلية سان دييجو (المعروفة الآن باسم جامعة سان دييجو) وجامعة ولاية نيويورك – بافالو. وقد بدأ برنامج جامعة سان دييجو بعد عام من التنظيم المكثف، بواسطة مجموعات رفع الوعي النسوي والتجمعات وتوزيع المطالب، وتشغيل دورات دراسية وعروض غير رسمية أو تجريبية أمام سبع لجان وتجمعات. كما ظهر برنامج جامعة ولاية نيويورك – بافالو, كنتيجة لمناقشات وتنظيم نسوي قادته إليزابيث لابوفسكي كيندي، وانبثق في نهاية الأمر متفرعًا من قسم الدراسات الأمريكية. وفي عام 1972م، أصبحت كلية سارة لورانس أول مؤسسة تمنح درجات الماجستير في التاريخ النسوي. وطوال مرحلة السبعينيات اللاحقة قامت عدة جامعات وكليات بإنشاء أقسام وبرامج في الدراسات النسوية، وأصبحت مناصب الأستاذية متاحة في هذا المجال المستقل عن رعاية الأقسام الأخرى.
وفي أواخر القرن العشرين، توفرت دورات الدراسات النسائية في العديد من الجامعات والكليات حول العالم. وهناك استبانة تم إجراؤها عام 2007م بواسطة الجمعية القومية للدراسات النسوية قام بتضمين 576 مؤسسة تقدم الدراسات النسائية أو دراسات الجندر على بعض المستويات. واعتبارًا من عام 2012م، كانت هناك 16 مؤسسة تمنح درجة الدكتوراه في هذا المجال في الولايات المتحدة.
وفي كندا، تم توفير واحدة من أولى دورات الدراسات النسائية في مدينة تورنتو بجامعة تورنتو، وكذلك في جامعتي مونتريال وووترلو.( ينظر، المسلماني، بسام حسن ، دراسات الجندر في جامعاتنا.. وتأثيرها على المجتمع،أون لاين، جوجل). ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرون انتشرت برامج الدراسات النسوية في معظم دول العالم، إذ يمكن التعرف على هذا النمط الجديد من المعرفة في أكثر من الف جامعة ومؤسسة أكاديمية. كتبت سلوى شعراوي” توالت عملية ظهور الدراسات النسوية كحقل دراسي أكاديمي معترف به في العديد من الجامعات في معظم قارات العالم.. ومع تزايد الاهتمام بقضايا المرأة منذ مؤتمر نيروبي وعقد المرأة مرورا بمؤتمر بكين عام 1995 بحيث اصبح لدينا تراكم معرفي نسوي جدير بالقيمة والاعتبار”(ينظر، سلوى شعراوي، ، دراسات المرأة كحقل دراسي في الجامعات العربية؛ نظرة مستقبلية 2005). ورغم قصر مدة ظهور وتبلور هذا النمط المعرفي الجديد من دراسات المرأة منذ قرابة نصف قرن من الزمن الا انها تمكنت من الانتشار والتوسع الأفقي والعمودي عبر جامعات العالم على نحو مثير للدهشة والاعجاب وهي بذلك تمكنت من تحقيق جملة من الإنجازات أهمها:
اولا: تغيير الصورة النمطية السلبية عن النساء ومن ثم زيادة الوعي والفهم الاعمق بمشاكل النساء وادورهن ومصالحهن في المجتمع.
ثانيا: زيادة ثقة النساء بذاتهن وتحفزيهن على القيام بالأدوار الاجتماعية الجديدة المطلوبة منهن.
ثالثا: تقديم إطار مفاهيمي جديد للعلوم الانسانية والاجتماعية يتسع للنوع الاجتماعي من النساء والرجال على حد سواء.(ينظر، ميليسا هاينز, جنوسة الدماغ, ترجمة ليلى الموسوي مجلة عالم المعرفة الكويتية عدد353 يوليو 2008 ص255).
رابعا: بناء وتأسيس فرع معرفي جديد في العلوم الانسانية والاجتماعية يسمى الدراسات النسوية بما بات يشتمل عليه من تنويعة متكاملة من النظريات والمناهج والانساق العلمية منها: علم اجتماع المرأة الابستمولوجيا النسوية، الفلسفة النسوية، التاريخ النسوي، المرأة والسياسة، أنثوية العلم، (ليندا جين شيفرد, أنثوية العلم, ترجمة يمنى طريف الخولى ـ عالم المعرفة الكويتية عدد 306 أغسطس 2004م ص22)
خامسا: نقد النسوية للنظرية الوضعية، وتأسيس منهجية امبريقية جديدة، تسمى الابستمولوجيا الموقعية النسوية بوصفها نوعًا من فلسفة بناء المعرفة التي تعمل من أجل رؤية العالم وفهمه بعيون النساء المقهورات وتجاربهن من خلال تطبيق هذه الرؤية والفهم على العمل الاجتماعي والتغيير الاجتماعي، أي من خلال التحام المعرفة بالممارسة التي تجمع بين كونها نظرية لبناء المعرفة ومنهجًا للبحث في الوقت نفسه، أي مدخلا لبناء المعرفة ودعوة للفعل السياسي. إن بناء المعرفة من واقع تجارب النساء المعيش، هو القادر على معالجة الخطأ التاريخي، القائم على إقصاء النساء عن مجالات المعرفة السائدة، تقول الباحثة النسوية “باتر يشاهيل كولينيز” إن «التجارب الملموسة للنساء هي التي تقدم المصداقية في ادعاءات المعرفة تلك» وهذا ما استدعى استخدام تقنيات منهجية جديدة، من مثل المدخل التفاعلي الذي يعتمد على مشاركة المبحوثات في صوغ أفكارهن الجديدة التي تعكس تجاربهن وأفكارهن ومشاعرهن، ومن ثَمّ الابتعاد عن المقابلة التقليدية أي أن تكون تجارب النساء المعيشة هي مدخل البحث والدراسة والتوصل إلى المعرفة الجديدة(شارلين ناجي هيسي – بايير- وباتريشا لينا ليفي وآخرون، مدخل إلى البحث النسوي ممارسة وتطبيقًا، ترجمة، هالة كمال، المركز القومي للترجمة، القاهرة2015)
سادسا: تخصيب وتفعيل المعرفة العلمية عامة والعلوم الإنسانية والاجتماعية خاصة بدفقة حيوية جديدة من المناهج والنظريات العلمية الأكثر انسانية،، وهذا ما أفضى إلى تغير ثورى في النظرة إلى العلم بوصفه صنعة إنسانية وإبداعاً إنسانياً، ونشاطاً إنسانياً، وفعالية إنسانية، ومغامرة إنسانية، أو كما أكد مارجوليس في كتابه, علم بغير وحدة : إصلاح ذات البين للعلوم الإنسانية والطبيعة “أن مشاريع العلم هي بصورة حاسمة إنجازات إنسانية، والصفة الجذرية للعلم بعد كل شيء أنه نشاط إنساني .. لذلك فكل العلوم هي علوم إنسانية من زاوية إنجازها الفعلي، فلا يمكن تعيين خصائصها بمعزل عن ملامح الثقافة الإنسانية والتاريخ الإنساني واللغة الإنسانية والخبرة الإنسانية والاحتياجات والاهتمامات الإنسانية”( يمُنى طريف الخولي, مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها, دار الثقافة,القاهرة, 1990).
الدراسات النسوية في الدول العربية:
تجدر الاشارة الى أن المرأة المصرية كانت سباقة في النضال من أجل تعليم المرأة وتمكينها أكاديميا، إذ تشير المصادر التاريخية الرسمية وغير الرسمية الى أن بداية تنامي الوعي عند النساء المصريات تعود الى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وذلك من خلال الكتابات الصحفية والنشاطات المدنية وقد شهدت جامعة القاهرة منذ تأسيسها في 21 ديسمبر 1908 الارهاصات الأولى لميلاد الدراسات النسوية في مصر على يدي هدى شعراوي رئيس الجمعية الادبية وقد تم تأسيس قسم السيدات أو القسم النسائي في الجامعة المصرية بجهود السيدة لبيبة هاشم وذلك عام 1910م.( ينظر، هالة كمال، اهمية الدراسات النسوية بالجامعات المصرية، محاضرات تعليمية في دراسات النوع الاجتماعي، مؤسسة المرأة والذاكرة، 2016). غير أن هذه الارهاصات لم يسمح بالنمو والتطور لأسباب وعوامل كثيرة. وفي أبريل عام 2005م عقدت منظمة المرأة العربية ورشة عمل حول تضمين النوع الاجتماعي في المقررات الجامعية ومجالات البحث الأكاديمي في الجامعات العربية شارك فيها عشرون رئيس جامعة عربية فضلا عن مشاركة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، حينها كانت خمس دول عربية فقط هي من تقدم هذا النمط من برامج دراسات المرأة هي( فلسطين والاردن والسودان ولبنان ومصر)( علا ابو زيد، دراسات المرأة في الجامعات العربية: الحاضر والمستقبل 2006). وفي غضون السنوات القليلة الماضية ازدهرت مراكز دراسات النوع الاجتماعي في عدد من الدول العربية منها: تونس وسوريا والمغرب والجزائر واليمن وقطر والإمارات فضلا عن تطور المركز التي تأسست مبكرا في فلسطين ومصر ولبنان والسودان. ففي فلسطين هناك أربعة مراكز لدراسات النوع الاجتماعي في جامعة بيرزيت وجامعة النجاح وجامعة القدس وفي غرة، وفي مصر هناك عدد من البرامج الأكاديمية المكرسة لدراسات المرأة فهناك تخصص فرعي في دراسات النوع الاجتماعي، تقدمه الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مستوى البكالوريوس، من خلال كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. كذلك أنشأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة معهدا للنوع الاجتماعي ودراسات المرأة عام 2000م، ليكون مركزا للبرامج البحثية عن دراسات الجندر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وتركيا وإيران والقوقاز ووسط وجنوب آسيا. وقد نظم المعهد بالإضافة لجهوده الأكاديمية العديد من الفعاليات والورش المتعلقة بالنوع الاجتماعي، مثل: “حقوق المرأة والمواطنة في مصر”، و”خبرة الممارسين في تدريب النوع الاجتماعي في مصر”، و”خطاب النوع الاجتماعي في مصر والوطن العربي”، كما يعمل المعهد على إقامة الجسور والعلاقات مع الباحثين والباحثات المهتمات بهذا المجال فضلا عن برامج دراسات المرأة في جامعتي القاهرة وعين شمس وما تقدمه مكتبة الاسكندرية من خلال مجموعة من الانشطة تتركز في إجراء البحوث في عدة مجالات أساسية متعلقة بالمرأة، قضايا المساواة بين الجنسين، والتحول الاجتماعي على مدار التاريخ، كما يشتمل على برنامج جمع بيانات خاص به. يتم استخدام مجموعة من الأساليب الكمية والنوعية، وتتبع المشروعات البحثية منهجًا متعدد الأساليب.. ويسهم البرنامج في بناء قدرات الجمهور المستهدف. كذلك يتم توفير تدريب المدربين وورش العمل المستندة إلى الإنترنت ومنتديات الشباب والمناقشات الجماعية والدخول في شراكات استراتيجية مع المؤسسات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم، ومن ثم بناء شبكة قوية من الشركاء( ينظر، برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي، القطاع الأكاديمي، مكتبة الإسكندرية). وفي فلسطين: تقدم جامعة بيرزيت برنامجا عنوانه “النوع الاجتماعي، القانون ودراسات التنمية” ويقدم البرنامج درجات علمية على مستوى الدراسات العليا (ماجستير، ودبلومات) ويتكون برنامج الدبلومات من 21 ساعة دراسية، منها 3 مقررات أساسية تشمل: “الاتجاهات النظرية في النوع الاجتماعي والتنمية”، و”الاتجاهات النظرية في النوع الاجتماعي والقانون” و”مناهج البحث في النوع الاجتماعي، القانون، دراسات التنمية”. بما يعادل 9 ساعات دراسية، بالإضافة إلى خمسة مقررات اختيارية، تعادل 12 ساعة دراسية وتشمل: “الأبعاد المحلية والإقليمية للنوع الاجتماعي”، و”القانون والتنمية: فلسطين والشرق الأوسط” و”التخطيط وتقييم السياسات من منظور النوع الاجتماعي”، و”النوع الاجتماعي، التحول الديمقراطي وحقوق الانسان”، و”النوع الاجتماعي والعلاقات الاقتصادية” وبالإضافة إلى هذه المقررات، على الطالب أو الطالبة أن يجتاز اختبارا عاما للحصول على درجة الدبلوم أما برنامج الماجستير فيتكون من 36 ساعة معتمدة، موزعة على مقررات رئيسية بواقع 12 ساعة معتمدة وسبع مقررات اختيارية بواقع 12 ساعة، بالإضافة إلى 6 ساعات معتمدة للمكون البحثي. وللطالب في هذا الجزء الحرية في الاختيار بين إعداد رسالة علمية، أو دراسة مقررين إضافيين. وفي غزة هناك مركز شؤون المرأة تأسس عام 1991م وفي السودان: تقدم جامعة أحفاد للبنات، برنامجا على مستوى الدراسات العليا بعنوان: “النوع الاجتماعي والتنمية”، ويتبع هذا البرنامج وحدة دراسات المرأة في الجامعة، وبالإضافة إلى إعداد رسالة ماجستير ينخرط المشاركون في هذا البرنامج، في المقررات العلمية التالية: “الأسس النظرية والمفاهيمية لدراسات المرأة والنوع الاجتماعي”، و”نظريات التنمية”، و”مناهج البحث”، و”النوع الاجتماعي، الثقافة والتغيير الاجتماعي”، و”النوع الاجتماعي والاقتصاد”، و”تحديات النوع الاجتماعي في القرن 21” وفي لبنان: تقدم الجامعة الأمريكية ببيروت برنامجا عن دراسات المرأة، كتخصص فرعي على مستوى البكالوريوس مشابها لبرنامج الجامعة الأمريكية في القاهرة. وفي الأردن: مركز دراسات المرأة التابع للجامعة الأردنية والذي تأسس عام 2006م، ويتكون برنامج الماجستير من 36 ساعة معتمدة، موزعة على مقررات رئيسية بواقع 21 ساعة معتمدة لمواد إجبارية، من ضمنها “النظرية النسوية”، و”النوع الاجتماعي والتنمية المستدامة”، وتسع مقررات اختيارية، من ضمنها: “قضايا النوع الاجتماعي المعاصرة”، و”النظريات الاجتماعية من منظور النوع الاجتماعي”، و” التحليل الإحصائي من منظور النوع الاجتماعي”. وفي تونس: شهدت الجامعة التونسيّة، ولاسيما أقسام العلوم الإنسانية والاجتماعية، بروز تخصصات معرفيّة مرتبطة بشكل مباشر بالدراسات حول المرأة والنوع الاجتماعي، وذلك منذ عام 2003م من خلال دراسات ماجستير متخصصة في الدراسات النسويّة بالمعهد العالي للعوم الإنسانية بتونس. وفي قطر تعلن عميدة جامعة حمد بن خليفة للدراسات الإنسانية عن ميلاد” يولد قسم دراسات المرأة العربية بدافع التأكيد على الذات. إذ كانت هناك حاجة إلى التحرر من الأطر الفكرية الأميركية والأوروبية المهيمنة والتي كانت لفترة طويلة تحدد الكيفية التي تُعرّف من خلالها النظرية النسوية صراعات النساء “الأخريات” والحركات النسوية “الأخرى”. وُجِهَت هيمنة الدراسات ذات المركزية الأوروبية بتحديات في أواخر القرن العشرين من خلال نظريات “نساء العالم الثالث” و “نساء ما بعد الاستعمار”، والتي تقدم بدائل للتعريفات الشاملة السابقة التي تفتقر للتجارب الواقعية للنساء “المختلفات”. تستلزم التمثيلات الواقعية للمرأة العربية تفكيك طبقات من التلفيق وتتطلب إعادة كتابة التاريخ، وهي عملية طويلة ومكلّفة. تعتبر الدراسات العلمية أفضل طريقة للتعامل مع هذه المهمة المحورية من خلال اختصاصها الأساسي في بناء ونشر المعرفة. لطالما انتقدت الجامعات في الدول العربية باعتبارها مستهلكة للمعرفة الغربية وغير قادرة على إنتاج المعرفة الحقيقية التي تتوافق مع التاريخ المضطرب والمستقبل المجهول لهذه الدول”( أمل المالكي، الدراسات النسوية: السبيل لتغيير العالم العربي، موقع الفنار للإعلام 2019).