كتبت / سحر الجمال.
سمعت تلك الجملة وأنا في المرحلة الثانويه حيث كان يقدم برنامج أسمه حديث الروح مدته خمس دقائق ، قبل نشرة أخبار التاسعه وفي هذه الحلقه ، تحدث شيخ أزهري غير معمم ولا أذكر هل كان الشيخ عبدالله شحاته أم لا ، وكان حواره في مضمونه ونهايته أن بنت الشاطره خايبه ….ظلت هذه الجمله والتي عرفت أنها مثلا شعبيا معلقة في ذهني سنوات طويله ، وترن كثيرا في أذني وأفكر فيها .
سأروي لكم موقفين حدثا معي لنعرف منهم هل بنت الشاطره خايبه أم ماذا ؟
الموقف الأول :
أنا أمراة نشيطة جدا وماهرة جدا في أمور بيتي ، وكذلك سريعة جدا وكان ذلك سببا في أنني أنهي كل أموري المنزليه بمفردي ، لأنهيها بسرعه وقد رزقني الله بابنه جميله فماذا فعلت مع أنسام أبنتي ؟
كنت أعتبر تربية أمي لنا قاسيه ، وأنها كانت تجهدنا في أمور البيت ، فلم أتبع ذلك مع أبنتي ولم الزمها أبدا بأي أمر من الأمور المنزلية ، إلى جانب سرعتي التي كانت تجعلني أتعجل وأنهي أنا كل شئ بنفسي ..كما أنني كنت أخاف عليها جدا من الوقوف أمام البوتجاز والطهي …اخاف عليها جدا …وفي أحد المرات ، وأنا في العمل وعند العوده للبيت وجدت أنسام ، وكانت في المرحلة الأعداديه قد قامت بعمل بطاطس شيبسي دون أن تخبرني وقدمتها لي على الغداء فكانت مفاجأه وقالت لي :
لو كنت قلت لك كنتي هتخافي عليا ومش هتخليني أعمل حاجه …
موقف أخر مع أبنتي ، هو أنني مرضت فجأه دون أي مقدمات وأجريت عملية جراحية كبيره ورقدت على أثرها شهرين بالسرير…وكنت أدخل في نوم عميق ولا أدري بمن حولي نتجة العلاج والمسكنات …وكانت أبنتي بالفرقه الأولى بالجامعه …ولم تقوم بأي مهمه منزليه متبعه قبل ذلك …أصبحت أنسام هنا هي ربة هذا البيت وأنا أبنتها …ما كنت أشعر إلا وهي توقظني ومعها صنية الطعام لي …وقامت برعاية أخيها كأنها أنا …وجدتها نظيفة ومرتبة مثل أمها برغم عدم قيامها بذلك من قبل …كانت مفاجأة كبيرة لي …فلا أخفيكم سرا ، كنت أخاف أن تكون خايبه ولكن وجدتها أمهر مني …..بل تطهو الطعام أحسن مني ، وعقلها وتفكيرها أمهر مني بكثير وتتصرف في الكثير من الأمور بذكاء أكثر مني ….
هنا وعيت وعرفت بأن بنت الشاطره مش خايبه ….فجدتي شاطره …وخالاتي كلهم شطار …وأمي شاطره …وأنا شاطره وأبنتي شاطره
الموقف الثاني
سافرت مع أبنتي للاسكندريه حيث كانت أمتحانات الدراسات العليا لها …وقمنا بالنزول في أحدى نزل الشباب …نزلنا في غرفة ثلاثة أفراد …وجدنا سيده نائمه …أستيقظت من نومها وأخذت تتجاذب الحديث معي …عرفت منها أنها تجاوزت الستون عام …وأنها مريضة ضغط وسكر …وأنها تركت البيت لأبنتها وأبنها واشتكت لي وهي تبكي بأن أولادها الذين تجاوزوا الثلاتين بثلاث وأربع سنوات لا أحد يتعاون معها …كل منهم يحضر من عمله ويدخل غرفته ويمسك محموله واللاب توب الخاص به ويجلس عليه …ويطالبونها بالطعام …هي تتولى كل أمور البيت دون ان يتعاون معها أحد …قالت تركت لهم البيت…أنا تعبت من خدمتهم ومش عايزين يتجوزا ..أويخدموا نفسهم بقى ..ولو رجعت البيت ووجدت الأمر على ما هو عليه هسيبهم تاني …
كانت تتحدث وهي تبكي بحسرة شديده على قسوتهم عليها وعدم شعورهم بها وعدم معاونتها .
هنا فكرت بان هذا لا دخل له بان بنت الشاطره خايبه أو مش خايبه فهذه ليست قاعده ولا تعمم ولكل قاعده شواذها …وأن أولادنا وهذا الجيل قد تغيرت قيمهم ومبادئهم وحسباتهم وأصبح الجفاف في المشاعر هو السائد …جيل أصبح له حساباته الخاصه وعالمه الخاص
ولكن ترى هل عندما تركت هذه السيده أولادها سيخدمون أنفسهم ويكونوا شطار كما فعلت أبنتي معي عندما مرضت
الذي تيقنت منه أن ما نعتبره قسوة من تجاه أبائنا ما كانت إلا تربيه لنقدر على الأعتماد على أنفسنا وتحمل أعباء الحياه وتحمل المسؤليه …فها نحن نجد زيجات تفشل بسبب إهمال البنات لبيوتهن وعدم القيام بواجباتهن المنزلية نتيجة الدلع والتدليل الذائد في بيت أبيها…ونجد شباب لا يستطيع تحمل مسؤلية بيته وأسرته لنفس الأسباب
يجب أن نربي أولادنا على تحمل المسؤلية والاعتماد على النفس
وبنت الشاطره مش خايبه يا شيخنا فجدتي شاطره وأمي شاطره وأنا شاطره وابنتي شاطرة الشطاره.