كتبت – مرام محمد
دعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى مواجهة التهديدات والتحديات الجديدة التي تواجهها الدول الأعضاء في المرحلة الحالية، وتعزيز الحوار التقليدي وتوسيع جدول أعمالها.
واتفق أعضاء المنظمة التي تضم 57 دولة من أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية، خلال انعقاد مؤتمرها في العاصمة الكازاخية نور سلطان أمس، احتفالا بالذكرى السنوية العاشرة للقمة التي عقدت في أستانا في ديسمبر 2010، إقرار حلول للوضع الأمني الحالي، بهدف تعزيز الأمن التعاوني والشامل للجميع.
وقال بيان لوزارة الخارجية الكازاخية أنه تم تنظيم هذا الحدث من قبل مكتبة الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان زعيم الأمة نور سلطان نزارباييف، ووزارة خارجية كازاخستان ومكتب برنامج منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في العاصمة الكازاخية نور سلطان، وبحضور كبار الشخصيات من الدول الأعضاء.
ونقل البيان دعوة كازاخستان إلى دعم الحوار بين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فضلاً عن تحويل مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، وتحويل الثانية إلى منظمة للأمن والتنمية في آسيا، فيما أكد مختار تيلوبردي، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية كازاخستان، في كلمته خلال انعقاد المؤتمر التاريخي عبر شبكة الإنترنت، استعداد بلاده لتعزيز إقامة تعاون عملي بين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا CICA، باعتبار هاتين المنصتين تعتمدان على نهج مماثلة لحل المشكلات الرئيسية في أوراسيا.
ونقل البيان عن مختار تيلوبردي نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية كازاخستان قوله بأن الموضوعات الرئيسية لقمة أستانا – قضايا الحوار والأمن المستدام في الفضائيين الأوروبي الأطلسي والأوراسيوي، ومشكلة أفغانستان، وحل النزاعات “المجمدة” – ذات صلة بالواقع الذي يعشيه العالم هذه الأيام”.
وأضاف تيلوبردي، منذ استقلالها، أقامت كازاخستان شراكات استراتيجية مع الدول الرائدة في العالم وأعدت العديد من المبادرات الهامة، بما في ذلك مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA)، الحركة النووية العالمية، مكافحة الإرهاب الدولي، تطوير الحوار بين الأديان والتقارب بين الدول الغربية والعالم الإسلامي.
وأكد الوزير أن الاجتماعات المنتظمة لمؤتمر قادة العالم كل ثلاث سنوات في نور سلطان أصبحت حلقة وصل مهمة في الحوار بين الحضارات، فيما تعتبر الذكرى الثلاثين لإغلاق موقع اختبار سيميبالاتينسك النووي معلمًا هامًا آخر ليس فقط لكازاخستان، ولكن للعالم أيضًا، وفي عام 1991، حيث تم إغلاق أكبر موقع اختبار في العالم بمساحة تعادل مساحة إيطاليا، حيث تم تم التخلي عن رابع أكبر ترسانة في العالم”.
يذكر أن كازاخستان أصبحت في عام 2010 أول دولة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وأول ممثل لآسيا الوسطى وأول دولة ذات غالبية مسلمة، والتي عُهد إليها برئاسة الهيكل الأوروبي، حيث كان نزارباييف المبادر والأيديولوجي لتأسيس وقيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ومن جانبها قالت آن ليندي الرئيسة الحالية للمنظمة ووزيرة الشؤون الخارجية السويدية، من خلال الحوار والإدماج واحترام المبادئ المتفق عليها، يمكن لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن تحدث فرقًا حقيقيًا.
وأضافت في كلمتها عبر بالفيديو أمام المؤتمر: “إعلان أستانا هو أحد الأمثلة الرئيسية على ذلك ويظهر لماذا يظل التزامنا المشترك مهمًا للغاية”، مشيرة إلى أهمية القمة التي استضافتها العاصمة الكازاخستانية، وهي الأولى منذ أكثر من عقد وما زالت الأخيرة تجمع الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأوضحت ليندي: ”لتذكير أنفسنا بأن جميع مبادئ والتزامات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا دون استثناء تنطبق بالتساوي على كل دولة المشاركة وأننا جميعًا مسؤولون عن تنفيذها الكامل، ونحن بحاجة إلى تسليط الضوء باستمرار على سبب وكيفية بقاء هذه الالتزامات ذات صلة ومهمة اليوم”.
وقالت:” إن الأمن لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يكون هناك مساواة بين النساء والرجال، واحترام المبادئ الديمقراطية والوفاء بحقوق الإنسان، كما توضح أولويات بلادها كرئيسة للمنظمة، وبدون إرادة سياسية حقيقية من أولئك المتورطين في الصراعات، من الصعب بالطبع تحقيق التقدم. هذا هو السبب في أن الدفاع عن النظام الأمني الأوروبي ومبدأه الأساسي هو أولوية الرئاسة السويدية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومن الضروري أن نبني منظمتنا على مبادئ والتزامات يتفق عليها الجميع من أجل تحقيق الأمن للجميع. أولويتان أخريان لرئاستنا هما تعزيز المفهوم الشامل للأمن والمساهمة في حل النزاعات في المناطق وفقًا للقانون.
ومن جانبه قال الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلج شميد:”ترتبط كازاخستان ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ارتباطًا وثيقًا من نواح كثيرة، ومنذ عضويتها في عام 1992، أصبحت كازاخستان واحدة من أكثر الدول المشاركة نشاطا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتخذ المبادرات وتساهم في حوارنا الأمني، فيما، تواصل كازاخستان تقديم دوافع مهمة في العديد من الموضوعات المهمة، بما في ذلك الاتصال والتنمية المستدامة، كما تلعب علاقات كازاخستان الجيدة مع البلدان الأخرى، سواء في المنطقة أو خارجها، دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف المنظمة، لا سيما في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي”.