هل المرأة عدوة المرأة في العمل.. وهل هي عدوة نفسها أيضا؟!!

كتبت..سحر الجمال
اسئلة كثيره دارت في ذهني ورصدت بعضا منها وحاولت وبحثت كثيرا لاجد الأجابة عن تلك التساؤلات ، التي رصدتها وحيرتني كثيرا …فقد كنت أظن أن المرأة يجب أن تنحاز لجنسها ، ولكني رصدت العكس ، رصدت العداء والحرب والهجوم

في البدايه توجد عداوة بين الرجل والرجل…وبين الرجل والمرأه ، ولكن هذا ليس موضوع حديثي ، فأنا سوف أتحدث كما أوضحت سابقا ، فهذا أمرا يمارسه الرجل والمرأة على السواء ، وتحيرت كثيرا في اختيار العنوان ، ولكن بعد أن رأيت الهجمة الشرسة على رائدة العمل النسوي الدكتوره نوال السعداوي ، تلك المرأة التي افنت عمرها دفاعا عن حقوق وحرية المرأه ، من خلال معظم مؤلفاتها والتي تحدثت فيها عن المرأه وقضاياها، وأنها من نادى بتحريرها من قيود ما أسمته بالمجتمع الذكوري ….
كانت المفاجاة لي ، أن أجد من بين معارضي السعداوي نساء وقد يكونوا لم يقرأوا لها كتابا أو يشاهدوا لها مقاطع فيديو أو مقتطفات من أقوالها

من هنا يأخذني الحديث حول أي امرأة عدوه للمرأه، اولا ترجع تلك العداوة بسبب التربية الذكوريه في مجتمعاتنا العربيه ، والتي تقوم بها المرأة نفسها ، وترسخ لتسلط الاخ على أخته ، واحتفاظ النساء بتلك الأفكار الذكوريه ، المتمثله في العادات والتقاليد المجتمعيه التي تزرع منذ الصغر مع التربيه مثل تمييز الولد عن البنت ، سواء بقصد أو بغير قصد ، بوعي أو بغير وعي ، تلك التربية الذكوريه التي تشربها المجتمع ، وأصبحت جزء منه ومن تركيبته الذهنيه ، مثلا أنها عوره وناقصات عقل ودين وتحتاج الى حمايه ، وتكبر طبعا مع هذه المفاهيم

ولا ألوم الام هنا فهي ليست حرة في تربيتها لأبنائها، بل يتحكم فيها هذا المجتمع بثقافته وتقاليده ، وليس سهلا أن تطلب من تربى على تلك الثقافة أن يتركها ويرفضها بسهوله وأن يحل محلها ثقافة أخرى ، فالموصوع ليس بالهين .

لطالما عانت المرأه من التهميش وعدم المساواه لفترات طويله في التاريخ ، واعتبارها بأنها مواطن درجه تانيه .
ومن هنا نرجع هذا العداء من التنشئه الاجتماعيه ، التي جعلتها تتقوقع داخل نفسها ، بسبب هذه التربيه ، وتأتي الصدمة الكبرى أن تحابي المرأه لهذه الذهنيه ، وبذلك تكون عدوة غيرها ممن يختلفن عنها في التفكير أمثال الدكتوره نوال السعداوي ، وتكون عدوة نفسها دون أن تدرك
وبرغم أن الحركة النسائيه التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي ، قامت على التكاتف بين النساء ، لفتح مجال عمل لهن ، والمطالبة بحقوقهن ، والوصول الى الاعمال التي كانت حكرا على الرجل ، ولكن لم يمنع هذا عداوتها لمرأة من جنسها

هل المرأة عدوة المراة في العمل :
ننطلق هنا الى نقطة أخرى رصد فيها تلك العداوه، حيث تتفشى ظاهرة الغيره بين الأوساط النسائيه بشكل عام ، مما يؤثر بشكل سلبي على أداء العمل ، فالنساء في العمل يظهرن الود لبعضهن في الظاهر ولكن في الخفاء فهو عكس ذلك

وتقول شاو صاحبة مركز للياقة يضم فريق عمل معظمه من النساء لصحيفة التايمز البريطانيه : إن الحلول المناسبة لهذه المشكلة هي بتدريب المرأة ان تتخلص من تلك المشاعر السلبيه والطغينه التي تؤدي لهذا العداء

وهناك دراسه طرحتها الصحافيه نان موفي في كتابها الذي لاقى صدى كبير وكان هذا الكتاب بعنوان ( لا أصدق أنها فعلت ذلك ، لماذا تخدع المرأه زميلاتها في العمل )
ارتكز الكتاب على مقابلة أكثر من مائة إمرأه وتوصلت إلى :
المرأه تخجل من المواجهه وتميل إلى المنافسه غير الشريفه ، كأن تتحدث عن زميلاتها بسوء في غيابهن ، أو تحاول أن تقلل من شأن نجاحهن ، أو أنها تشعر بأن مركزها في خطر ، فقد تأخذ زميلتها مكانها في العمل ، مما يؤثر بشكل سلبي على الجميع

والمنافسة بين النساء في العمل تأخذ شكل مختلف عما يحدث بين الرجال ، وقالت بعض الابحاث أن مغظم النساء يفضلن العمل مع الرجال ، أكثر من العمل مع النساء ، وأن يكون رئيسهن رجلا ،

وسبب آخر لهذه العداوة في العمل ، هو غيرة بعض النساء من نماذج نساء أخريات ، نجحن في كسر الصورة النمطية السائده للنساء في التبعيه ، وامتلاكهن أدوات النجاح والأستقلال ،كأن تتمتع بالقوه في العمل بعكس الاخريات ، مما يجعلها متميزه ، ويلتف الكثير حولها ، وتصبح نجمة في مجالها ، مما يشعل شعور الغيرة داخل زميلاتها في العمل
فتحاول بعض النساء كسر صورة النساء الناجحات كي يشعرن بالرضا عن أنفسهن

ويقول كونفوشيوس ( المرأه لا تولد شريره وإنما تصبح كذلك عندما تغار)
فهي عندما تغار تحقد ، وترمي كل القيم والأخلاق جانبا لتصل إلى مبتغاها سواء بطرق مشروعه أو غير مشروعه ، وتستخدم في ذلك جماعات ضغط للنيل منهن والسعي لتقويض نشاطهن ، وإبقاء الساحة لهن

واكدت الأبحاث السيكولوجيه ، أن هذا العداء يأتي من عدم الثقه في النفس حيث تشعر هذه المرأه أنها مهدده من مثل المرأة الناجحه ، لذلك تحاول زعزعة مكانتها وثقتها بنفسها وإحباطها ، وتبذل كل ما في وسعها للأيقاع بالمرأة الناجحه

وأكدت دراسه حديثه أجريت في جامعة أريزونا الأمريكيه ، أكدت فيها أن النساء اللواتي لم يحصلن على الدفء الاسري ، وتعرضن للمعاملة السيئه في مرحلة الطفوله، يظهر لدى بعضهن سلوكيات منحرفه ، تتمثل في معاملة الأخريات بأسلوب غير لائق دائما ويحاولن الأستهزاء بأي سلوك لهن
وأكدت الدراسه أيضا أن أغلب النساء لا يفضلن أن تكون مديرتهن واحده من أبناء جنسهن ، لأعتقادهن أن المرأه حينما تتحكم فأنها تفسد الأمور، وتتعامل مع غيرها على حسب أهوائها الشخصيه ، ولا ترضى بأي شئ سوى الذي يدور برأسها فقط

وفي الأخير يجب على النساء سد هذه الثغره التي تظهر في سلوكهن بالشكل الغير مقبول ، لأن البيئه التفاعليه الناجحه لا تتحقق بالحسد والغيره العمياء ، ورفض الأخر ، وإنما بالتنافس والتقبل والتحفيز للنجاح ، واحترامه واحترام أصحابه

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

اترك تعليقاً