بقلم الكاتب الكبير / منتصر ثابت
كأنما كان العالم ينتظر رسالة كرونا
كان قد وصل الي حالة لم تسبق
من التصلف والغرور والتعالي والكبرياء
كان العلم ومعجزات الحضارة وتمرد الفكر قد جعله يري نفسه الإله
وانه لا حاجة به الي الله
تباهي بالإلحاد والأباحية والشر وتحدي الله
وكأنه لا يرغب فيه في عالمه
منجزاته وصواريخه واكتشافاته العلمية ومعجزاته الطبية جعلته يرفع كرسية فوق كل علو
رأي العالم انه يملك القوة والقدرة والمعرفة التي يستطيع أن يواجه بها أي طاريء او خطر او تهديد
كنا نحن جزء من هذا العالم بفكره وكبريائه.
اسكرتنا احلام القوة وكأننا أصبحنا ندير دفة العالم باصبعنا
لا شيء يقف أمامنا ولا أمام شهواتنا ورغباتنا وشرورنا
لن يستطيع أحد أن يمنعنا مما نرغب او نشتهي او يتحدي ارادتنا
.
كان العالم ونحن جزء منه في حاجة لرسالة تعيد الأنسان الي صوابه والعالم الي حقيقته
كان فيرس كرونا
هذا الفيرس الذي هز أركان العالم رغم صغره
وقلب كل الموازين
واظهر للعالم كله ضعفه وعجزه وفشله
رغم امبراطورايته ودوله العظمي باساطيلها واسلحتهاالفتاكة وصواريخهاالمدمرة وعلمها ومنجزاتها
كان العالم محتاجا لفيرس ضئيل ضئيل جدا
صغير صغير جدا
ليعرف حقيقته
ليدرك انه بعلمه وحضارته وكل أسباب تقدمه لا يستطيع شيئا
بكل معجزاته واكتشافاته وصوراريخه واسلحته وغزوه للفصاء والافلاك
لا يستطيع شيئا
ها هو فيرس ضئيل يغزوه
فلا تستطيع كل أجهزته واسلحته وصواريخه ومنجزاته
ان تمنع غزوة هذا الضئيل الذي يحتاج لمنظار كي نراه
واذا الملايين تتساقط مرضي وموتي
وإذ قلاع العلم والاكتشاف والحماية تحاول الصمود والمقاومة بلا جدوي
واذا هذا الفيرس الصغير يتحور ويتغير ويخرج لسانه بشكل جديد كل يوم
ليسلم العالم بضعفه وعجزه وما كان منه من صورة متضخمه لنفسه وذاته
وكأنه في حاجة لكي يثوب الي رشده
ويعود الي الله
كم اتمني ان تكون الرسالة قد وصلت الي العالم كما وصلت الي شخصي
فأنا أيضا جزء من هذا العالم