السقوط الكبير للدراماالرمضانية


بقلم / محمد فرج الله الشريف
قابل الكثير من الناس المسلسلات الرمضانية هذا العام برفض شعبي وجماهيري كبير لأنها ببساطة لا تمثل الشعب المصري وقيمه ومبادءه وثقافته ، فلم تعد دموع الناس تسيل مع أبطال المسلسلات وتتوحد مع الممثلين دون وعي أو إعمال للعقل , ولكن أصبح الجمهور ناقدا محللا قادرا على تمييز الغث من الثمين , يرفض أبطالا لا تشبهه وقصصا لا تمثله ولا تشبه حياته ومن هنا يبدأ التغيير .
من أراد أن يمثلتا فعليه أن يقدم مصر المثقفين والعلماء والأدباء والمخترعين , مصر الطيبة والأصالة والعراقة , مصر القيم والمبادئ والشهامة , مصر التكافل والتضامن والتعاون , مصر الصائمين والمصلين مسلمين ومسيحيين , مصر الشباب المكافح المخلص المضحي من أجل تراب وطنه , مصر الفتيات المهذبات العفيفات المحصنات الخجولات , مصر الفلاحين والعمال أصحاب الأيادي المشقوقة عملا وكدا وكفاحا

من أراد أن يمثلنا ويعبر عنا شاهدناه ورفعناه , ومن أراد أن يرسمنا كما يريد هو هجرناه وتركناه وأفلسناه .
من المعروف أن هذه المسلسلات تنتجها شركات إنتاج كبيرة وتعرضها قنوات خاصة حيث أصبحت المسلسلات سلعة وتجارة تزدهر وتنمو بكثرة المشاهدات وتبور وتفلس بإهمالها وتركها ورفضها
ولم يعد للدول والحكومات سيطرة كبيرة على وسائل الإعلام ( multi- media ) فشركات الإنتاج الكبيرة قادرة على شراء عشرات القنوات الفضائية وإن تم التضييق عليها في القنوات الفضائية لجأت لليوتيوب لعرض ما تريد

فلم يعد سوى الوعي والإرادة الشعبية السد المنيع لإجبار هذه الشركات على عرض المحتوى الذي يريده الناس ويعبر عنهم  وإلا فمصيرهم الإفلاس .

وليس من المعقول أن نطلب من هذه الشركات التحلي بالقيم والمبادئ وحسن الخلق لأنهم لا يفهمون هذه اللغة فلغتهم هي لغة المال والأرباح .

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

اترك تعليقاً