القاهرة، 26 أيار/ مايو 2021: أوشكنا على استقبال الشهر السادس من عام 2021، ولا يزال إقليم شرق المتوسط بعيدًا عن تلقيح 20% من سكان كل بلد فيه، وهو الهدف المبدئي الذي حددته المنظمة لعام 2021.
فقد أعطى بَلدان اثنان فقط من بين 22 بلدًا في الإقليم جرعةً واحدةً على الأقل من اللقاحات لأكثر من 50% من سكانهما. ومعظم البلدان الأخرى أعطت اللقاحات بنسبة أقل من 1%، وتأخرت في تلقيح حتى العاملين في الرعاية الصحية، مع أنهم الفئة ذات الأولوية القصوى.
ويلزم توفير ما لا يقل عن 300 مليون جرعة لتلقيح الفئات ذات الأولوية التي تشكل 20% من سكان الإقليم. ومع ذلك، لم يُعطَ حتى الآن سوى 57 مليون جرعة لقاح في جميع أنحاء الإقليم، ففي نشر اللقاحات بين البلدان الثرية والفقيرة تفاوتات خطيرة.
ويُعزَى انخفاض معدلات نشر لقاحات كوفيد-19 في الإقليم إلى عوامل مختلفة، يرجع معظمها إلى التفاوتات الكبيرة في القدرة على شراء اللقاحات، ونقص الإمدادات وسط ارتفاع مستويات الطلب. ويمكن أن تسهم مشاكل أخرى في ذلك، مثل تردد الجمهور في أخذ اللقاحات، واللوجستيات المتعلقة بتخزين بعض اللقاحات في سلسلة التبريد. وفي البلدان التي تواجه حالات طوارئ، توجد أيضًا تحديات تتعلق بالوصول إلى مَنْ يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، أو المتضررين من النزاع المسلح المستمر، أو مَنْ يعيشون في مناطق منقسمة.
يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “إن اللقاحات أداة أساسية للقضاء على هذه الجائحة، وقد شهدنا في بعض بلدان الأقاليم الأخرى انخفاضًا بطيئًا في معدلات العدوى مع انطلاق حملات التلقيح الجماعي. لكننا بحاجة إلى كميات من اللقاحات أكبر كثيرًا، وإلى مزيد من التنسيق بين مختلف القطاعات، فضلًا عن تحسين مشاركة المجتمعات المحلية لزيادة الإقبال على اللقاحات”.
وتحثُّ منظمة الصحة العالمية بلدان الإقليم على توسيع نطاق حملات التلقيح وتسريع وتيرتها، وزيادة عدد مواقع تلقِّي اللقاحات، والاستعداد لاستخدام الجرعات الإضافية التي سيوفرها مرفق كوفاكس. ويجب تنفيذ الخطط الموضوعة لتلقيح مَنْ يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.
إن مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط يعمل مع البلدان يوميًّا، ويقدم إليها الدعم التقني عند الحاجة. وتُتابع المنظمة أيضًا استخدام اللقاحات واللوائح الخاصة بذلك. وتتعاون المنظمة أيضًا تعاونًا وثيقًا مع وزارات الصحة لمتابعة مَنْ تظهر عليهم آثار جانبية بعد التلقيح. ويهدف العمل مع البلدان أيضًا إلى تعزيز الوعي بشأن أخذ اللقاحات، والتصدي للشائعات والمعلومات المضلِّلة التي تؤدي دورًا رئيسيًّا في التردد في أخذ اللقاحات.
ويعمل مكتب المنظمة الإقليمي، من خلال مرفق كوفاكس، على الحد من أوجه عدم الإنصاف في نشر اللقاحات. وقد تسلَّمت حاليًّا عدة بلدان شحنات إضافية من لقاحات كوفيد-19. ومن خلال مرفق كوفاكس، تأمل المنظمة في توفير 28.41 مليون جرعة إضافية بنهاية حزيران/ يونيو 2021، والوصول إلى 340 مليون جرعة بنهاية العام في بلدان إقليم شرق المتوسط.
ويضيف الدكتور أحمد المنظري قائلًا: “إننا ندعو البلدان والشركاء إلى مزيد من الاستجابة التعاونية، وإلى ضمان نشر اللقاحات بسرعة وعلى نطاق واسع ومنصف. فهيَّا نقدم خلال هذه الأزمة أفضل ما لدينا في التصدي لها، سواء من جانب المنظمة أو البلدان. فنهاية الجائحة ما زالت بعيدة”.