بقلم.. سحر الجمال
كانت جالسة في الصالة تشاهد التليفزيون على مقعد الأنتريه المواجه لباب الشقه ، فجأه فتح الباب ليدخل وهو فارد ذراعيه ، مرفوع الهامة ، تنتابه تقمصات الأنتصار .
نظرت له متعجبه ، ومتسائلة في نفسها عن سر زهوة الأنتصار التي يتقمصها ….
ترك باب الشقه مفتوح ودخل لغرفته …ليزيد من تعجبها أكثر…نظرت أمام الباب لتجد ستة بطيخات ….فعرفت: هنا أحتمالية تلك الحالة الملتبسة به ….فكرت وقالت قد تكون زهوة انتصاره لأستطاعته أن يحمل البطيخات السته للأدوار الخمسه …أو أنه نزل عدة مرات ليحضرهم للدور الخامس …ووضعت أحتمالا آخر ، وهو شعوره بتلك الحاله لشرائه ستة بطيخات دفعة واحد ….وكان قد رمقها بطرف عينه دون حديث قبل دخول غرفته ….
لم تتعجب كثيرا ، لمعرفته به ، فهو غريب الأطوار والطباع أصلا …وأخذت تحدث نفسها مهمهمة .(..هو دايما كده متقمص وتتلبسه شخصية المنتصر ، ولا نعرف على من أو على ماذا …وأنا هشغل بالي ليه ، المهم أننا هناكل البطيخ)
ثم قامت بحمل البطيخات الست ووضعتهم على كنبة الأنتريه ، وأخذت اثنين ووضعتهم في آخر رف بالثلاجة
عند العشاء قامت بتقطيع واحدة واخذ كل واحد طبقه وكانت جميلة جدا
أما عنها هي …فهي تحب البطيخ جدا ولا تمل من أكله….عندما يكون بالبيت لا تأكل غيره ….هو يرمقها بنظراته ، عند كل طبق تجهزه لنفسها وتجلس وتشاهد التلفاز وتستمتع بأكله ….
انتهت البطيخه الأولى والبطيخات الأربعه على كنبة الأنتريه ….في اليوم الثاني في العشاء أخرجت البطيخه الثانيه من الثلاجه وهمت بشقها ….رمقها بطرف عينه عندما دخل المطبخ لأعداد كوب من الشاي…فتراجعت برهة من الوقت عن شق البطيخه … فإذا به يهم الى البطيخات الأربع ليسرع بنقلهم الى غرفته الخاصه ،ويغلق الباب بالمفتاح…حيث ان هذه الغرفة هو الوحيد الذي يمتلك مفتاحها، ومحظور على اي احد الدخول اليها ومعرفة ما يوجد بداخلها….غرفة اشبه بمغارة علي بابا ….مليئة بالذهب والياقوت والمرجان
وصلت الرسالة لها ….وعرفت أن لسان حاله يقول( أنتي هتخلصيهم ولا ايه) …..حملهم بنفس زهوة الأنتصار عند شرائهم وتركهم أمام باب الشقة
لقد بدأت الحرب تدق طبولها ، لقد أعلنت الحرب عليه ، انها حرب البطيخ
نظرت له ، ورمقته بطرف عينها وهمت بشق البطيخة الثانيه …..وكانت المفاجاة ….البطيخة فاسدة من الداخل وطعمها حامض …فرحت بهذا ودعت الله ان يكون هذا مصير باقي البطيخات ….تركت له البطيخة المعطوبة بالثلاجه ، فما كان منه إلا أن قال ( أنت سبب فسادها وانها فسدت بسبب شدة البرودة في التلاجه )…. فهو دائما ينسب كل اخفاقة أو فشل لها ، فهو لا يخطئ أبدا …
لم ترد عليه ولم تعير كلامه أهتماما ، فهي تضع خطة الحرب…وأخذت القرار …في الصباح سوف تذهب وتشتري بطيختين لها ، ولن تأكل من بطيخاته ….بالفعل اشترت البطيختين وحفرت عليهما أسمها ووضعتهم في نفس المكان الذي وضعت فيه البطيخة المعطوبة وقال أن هذا المكان كان هو سبب فسادها ….
شاهدها فقام بٱخراج بطيخة من مغارة علي بابا الخاصه به ، ووضعها في الثلاجة الثانية بحجة أن برودتها أقل …
في المساء قامت وشقت بطيختها ، وكانت لذيذة وشهية …ملأت طبقها وجلست أمام قنواتها المفضلة تأكل بطيختها وهو يرمقها بطرف عينه ….سال لعابه على طبقها …وما كان منه إلا أن انتفض ، و نهض من مكانه وذهب للثلاجة وأخرج بطيخته وهم بشقها…بدأت دقات قلبها في الأرتفاع ، وبدأت تبتهل بالدعاء، ليكون مصير بطيخته معطوبا وحامضا مثل سابقتها….عيناها متجهة نحوه …بدأت ملامح الحزن والأندهاش على وجهه ، ٱنها مثل سابقتها ، معطوبة وطعمها حامض ، وإذا به يسحب كيس القمامة ليضع فيه البطيخة ….
ضحكت ضحكة لم تستطع حبسها وهم هو بأخراج البطيخات الباقية من غرفته ووضعهم على كنبة الأنتريه مرة ثانيه …لم تعره اي اهتمام …وعادت لطبق بطيخها ومشاهدة التليفزيون ….
في اليوم التالي هم بشق بطيخة أخرى خاصته ولكنه تردد ، ووضع السكين على جنب ، وترك البطيخة ودخل غرفته ، خاف أن تكون معطوبة وتشمت هي فيه مرة أخرى، أعلنت هي حالة من الهدنه عليه ، وقامت هي بشقها ، وكانت المفاجأه ، البطيخة لذيذه جدا…
يبدو أن البطيخ قد تضامن معها في حربها ، وأنضم إلى صفها في القتال
لم تستطع أيضا ان تمنع ضحكاتها العالية التي أتت به مسرعا للمطبخ ليجد البطيخة لذيذة فيتهلل وجهه بالضحك ، ملأت له طبقه وأخذا يضحكان وقال لها أن كيدكن عظيم ورفع راية الإستسلام وانتهت حرب البطيخ بفوزها وإعادة البطيخ إلى مكانه حفاظا على الأرواح وحقنا للبطيخ المعطوب المهدر