بقلم… محمد الخماري
أفكارٌ متحجرة بدعوَى الوصاية الكاذبة اللعينة، ضاقت الدنيا بما رحبت بسبب انتشار هذا المرض الخبيث الذى فضح خفايا أصحابه، علاقاتٌ ممزقة فى الأسرة الواحدة بين الأب وابنه وبنته وزوجته.
الرجل نصَّبَ نفسه منصب المشنقة قابضاً للأرواح (عشماوي)، يهدد أسرته بكرةً وعشياّ ألَّا أُريكم إلَّا ما أرى، مَن خالفَ أمره وقع فى ويلات الجحيم، ما أقبحَ هذه الوجوه التى ورَّثت الاكتئاب فى قلوب ذويهم ومَن يعولون، هؤلاء الفئام (الصنف) من الناس لا يسمع إلا نفسه، ولا يقبل نصيحةً بحجةِ معرفته ما يصلح أولاده.
امتلأ المجتمع بالعقوق والخروج عن المألوف، وكسر حواجز الخوف والهروب من هذا اللهيب، إما باختيار طرق الانحراف والرذيلة من الأبناء أو البنات أو اختيار الأسوأ بقبول زوجٍ يملك جسد الفتاة وقلبها مع آخر إرضاءً لرغبة والدها صاحب الفكر المتصلِّب الحديدى، كذلك زوجته تنتظر عفواً ربانياً بالخروج من هذه الأسوار الشيطانية إما بموته أو طلاقه وكلاهما مرٌّ، ثم نشكو بعد ذلك من مجتمعٍ مفككٍ مريض.
أما كان لنا أن نعالج هؤلاء بالنصح الصادق أولاً ثم قطع أواصر المودة ونبذ سلوكياتهم وتصرفاتهم وهجرهم، حتى لا يستشرى هذا المرض العضال داخل وريد المجتمع.
زهاء الدنيا وجمالها وطبيعتها الخلَّابة وسحرها الجذَّاب واتساعُها، كيف نسمح لهؤلاء الذين انتُزعت منهم غريزة الرحمة أن يسرقوا حياة غيرهم وحرمانهم منها شاهرين سيف الوصاية على رقابهم، أقول أن الحَجْرَ المجتمعى علاجُهم الوحيدُ، فهم أولى بالحَجْرِ ممن لا يُحسنون التصرف في الأموال وهى جزءٌ من الحياة ما بالكم بمن يتحكمون فى المشاعر وهى الحياة.