وكيل الأزهر: “الأخوة الإنسانية” نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى .
أمين الأخوة الإنسانية: “وثيقة الأخوة” رسالة إنسانية ترسخ قيم الأخوة والتعايش المشترك وتأمل السعادة للجميع
نظمت وزارة الشباب والرياضة ،بالتعاون بين مؤسسة الأزهر الشريف، اليوم الأحد،زيارة الي مقر مشيخة الأزهر الشريف ومرصد الأزهر العالمي للرصد والترجمه والفتوي الإلكترونية
، للشباب المساكين ضمن فعاليات برنامج أكاديمية شباب المتوسط ،الذي يقام تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة،خلال الفترة من 26 لــ 1سبتمبر .
وجاءت الزيارة التي تحمل عنوان”الأزهر والشباب.. فرص وتحديات”.
إستقبل الوفد لحظة وصوله ،فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والمستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، الدكتورة مرفت سيد أحمد وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني ، خالد فوزي مدير إدارة القيادات الشبابية .
قال وكيل الأزهر، في مستهل كلمته ، إن اجتماعنا اليوم هو ثمرة طيبة لجهود متواصلة وتعاون منتج بين مؤسسات وطنية تعني بالشباب وقضاياه وتبذل في سبيل توعيته جهودًا كبيرة، وفي مقدمة هذه المؤسسات الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة، مضيفًا أن وحي السماء أنزله الله لتكريم الإنسان واحترامه وصيانة حياته وأن أي انحراف عن هذه المعاني السامية هو في ميزان الإسلام جريمة كبرى، وإفساد في الأرض.
وأضاف الدكتور الضويني، أن علاقة الناس والشعوب بعضها البعض علاقة تعارف وتعاون وتآخي، وتبادل المصالح والمنافع من أجل حياة الإنسان وإعمار الأرض، ولا مكان في فلسفة الإسلام الاجتماعية لعلاقات الصراع والهيمنة الاقتصادية والثقافية والعسكرية بين الأمم والشعوب، مبينًا أن الناظر في تاريخ المسلمين يجد أنهم حولوا التعارف من الفلسفة والتنظير إلى الممارسة والتطبيق، وإلى واقع ملموس، وصورة راقية ونماذج فريدة، خلد ذكراها التاريخ، وذلك من خلال التعامل والتعاون والتجارة.
وأكد وكيل الأزهر أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، تعد شهادة لعظمة الإيمان بالله الواحد الذي يجمع القلوب المتفرقة على معنى أن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كأخوة متحابين، ودعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، ونداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادىء التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها، مؤكدًا أن هذا ما يأمله الأزهر ويسعى إلى تحقيقه، بغية الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة.
من جانبه أوضح المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أن الدين لا ينفصل عن الإنسانية، فهو الذي يحافظ على حياة الناس وينظم التعامل بينهم، مشيدًا بما تقدمه وزارة الشباب والرياضة لدعم الشباب، الذي يعد وقود المستقبل، مضيفًا أن الاستثمار في الشباب هو أفضل أنواع الاستثمارات، لأنه ينتج عنه وطن متقدم.
وأكد المستشار محمد عبدالسلام، أن وثيقة الأخوة الإنسانية ليست وثيقة دينية بل خطاب إنساني لا يفرق بين أحد، ويأمل السعادة للجميع دون النظر إلى عرقه أو دينه أو لونه، أو جنسه، لافتًا إلى أن الوثيقة خطت بالحوار بين أتباع الأديان خطوات كبيرة، وأصبحت أداة فعالة لغرس قيم السلام والأخوة الإنسانية.
وعقب ذلك، قام الوفد بزيارة مرصد الأزهر العالمي للرصد والترجمه والفتوي الإلكترونية ، للتعرف على آليات عمله، والوسائل التي يستخدمها لتفنيد شبهات التنظيمات المتطرفة، حيث أشاد الوفد بالدور الذي يقوم به المرصد في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وأضاف المسؤول بمرصد الأزهر: “بعض الردود يتم أخذها من جانب هيئة كبار العلماء ويتم فيها الرد على مناهج داعش التي تدرس في الإعدادية والابتدائية، وهي مناهج في غاية التطرف، لأنها تدعو لقتال غير المسلمين واتباع دولة الخلافة المزعومة الخاصة بهم.
وتابع : بعد مرحلة الرصد والتحليل والرد، يقوم المرصد بنشر الردود بنحو 13 لغة على منصاته مثل البوابة الإلكترونية له، ومنصات التواصل الاجتماعي، ونشر مجموعات من الفيديوهات على موقع اليوتيوب.
ونوه المسئول بمرصد الأزهر : لم تغفل الإصدارات التي تفقدها الوفد بشغف واهتمام، عدداً من الملفات التي تهم المسلمين ومنها “مسلمو بورما” و”تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا”، وهو ما دفع أعضاء الوفد الإعلامي الإماراتي للتعبير عن إعجابهم بمدى توسع المرصد في تناول مثل هذه القضايا.
وأبدى أعضاء الوفد اهتمامهم بإصدارات المرصد الشهرية والتي تركز على كشف فكر الجماعات الإرهابية، وهو ما ظهر جلياً في عناوين تلك الكتب مثل “لماذا تتصدر جماعة بوكو حرام الجماعات الأكثر دموية في العالم”، “العائدون من داعش” و”استراتيجية داعش في استقطاب وتجنيد الشباب
وتأتي أهمية تنفيذ هذا البرنامج، لتعزيز سُبل التعاون بين المؤسسات الوطنية، لدعم الشباب، من خلال برامج التبادل الثقافي بهدف تمكنين الشباب والتواصل معهم وتشجيعهم على المشاركة البناءة، وانطلاقًا من دور الأزهر ومكانته في المجتمع المصري ودوره المحوري والاجتماعي بين أبناء الوطن، لنشر وسطية الدين الإسلامي، والقضاء على التطرف والتشدد.