كتب / طارق سالم
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليكون خليفته بالأرض يتكاثر ليعمر فيها لتصبح هي سكنه وأمنه وعمله الدائم بالفطرة التي خلق عليها وليصبح هو إنسان صالح لنفسه وأهله وبلده وصاحب قلب مؤمن طيب ينبض بالحب والخير ويعمل على نشره والعمل من أجله ويجاهل كل ما هو شر فيه هلاكه وهلاك كل من حوله ومن هنا يسعد المجتمع ويستقيم حاله تحت راية قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) هذا هو المنهج الدائم للقلب الطيب الذي يعمر بالإيمان والإيمان يؤدى إلى الطيبة والرحمة طالما هو سعى دائم لهذا .
• لماذا أصبحت قلوب بعض البشر: لأنه غفل عن مهمة جعله الله خليفته بالأرض ولا يعلم أن الله خلقه فسواه فعدله وقوله تعالى ( ألم نجعل له عينين . ولسانا وشفتين . وهديناه النجدين ) صدق الله العظيم . وقوله تعالى ( يأيها الإنسان ما غرك برك الكريم . الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك ) يا أيها الإنسان المنكر للبعث ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك وركَّبك لأداء وظائفك في أيِّ صورة شاءها خلقك .
• وعندما كان اعتراض الملائكة على خلق هذا الإنسان . يقول الله تعالى”
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء . ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) وهنا كان الله سبحانه وتعالى على علم أن هذا الإنسان سوف يكون له ذرية تسفك الدماء وتقتل وتفسد بالأرض وتقسوا قلوبهم حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة
• وعلى مر الأزمنة نرى في زماننا هذا ما توقعته الملائكة ويعلمه الله سبحانه وتعالى أنه يوجد بشر من أهل الشر قاسية قلوبهم لا ترى أعينهم غير الغل والحقد والحسد بشر نبتت أبدانهم من سحت ونبضت قلوبهم بالدماء العكرة وبسطت ايديهم للقتل دون رحمة وضلال عقولهم التي لا تفكر إلا في الشر والاذي لا تفكر إلا في إرهاب البشر الطيب بالمجتمع ونشر الخوف والرعب بين أفراده وكأنه كالثور الهائج بلا عقل ولا قلب بشر نسى أنه من خلق الله نسى أن من يرهبه ويقتله هو من نسله هو من بنى البشر هو بنى أدم يريد العيش والحياة فلماذا تستعجل أنت أيها الغبي قدره وانتهاء أجله دون ذنب أو فعل ارتكبه .
• ولكن مع أنهم بشر من خلق الله والله خلقه على فطرة الإيمان والحب والرحمة إلا أن هناك عوامل كثيرة جدا أدت إلى ميل هؤلاء البشر اصحاب القلوب الهينة التي لديها الاستعداد للميل الخبيث والغل القاسي عوامل تساعده على التقليد الأعمى دون مراعاة قدراته الذهنية .
• من هذه العوامل ما نراه بعالمنا الأن من فن هابط يقدمه ما نسميهم نجوم الشباك ونجوم البيزنس من سيناريوهات فاضحة وكاشفة فيها كل أنواع القسوة والقتل والنصب والسرقة فيها كل أنواع الغدر والخيانة فيها كل أنواع الشر المكتسب الذي يصدرونه للمجتمع من خلا مسلسلات تليفزيونية أو حلقات إذاعية أو برامج إعلامية ولا يرون إلى من يقدمون هذه الأعمال ولا يعنيهم من هو المتلقي والكثير من المشاهدين والمتابعين أصحاب نفوس ضعيفة تتلقى هذا العمل أو الفعل وكأنه يعبر عنه وعن رجولته خاصة الفئة العمرية من الشباب والأطفال للأسف فيخرج إلى المجتمع والشارع ويقوم بتقليد من شاهده مهما كانت قسوته وإجرامه .
• وخير دليل على ذلك ما شاهدناه بالأمس القريب بمحافظة الإسماعيلية مشهد لم نره إلا بالغابة مشهد لم نره حتى ايام الكفر مشهد خلع قلوب كل من شاهده شاب يهم على ذبح شاب أخر في وضح النهار وأمام جمع من البشر ويقطع رأسه وترك جسده بدون راس في وسط الطريق ويتجول بها بالشوارع دون خوف أو مبالاة من أحد . من اين جاء بهذه القسوة على فعل ذلك إلا من التقليد الأعمى مما شاهده بالتلفاز من أفلام هابطة ومسلسلات ضارة فيها كل أنواع العنف وهم يسمونه فن للأسف .
• ونراه حتى بالقرى الطيبة تجد هناك نوع من البشر قاسية قلوبهم يهمون على فعل مثل هذا الجرم من قتل وإرهاب وتقليد كل ما هو من شأنه يثبت فيه رجولته الهشة وتأخذه العزة بالإثم للخروج بفعله بالشارع أو الحارة وكأنه هو سيد قومه والكل مطيع له وإلا سوف يرى ما شاهدة بالتلفاز على الطبيعة . وبالفعل نرى من يقوم بحرق أخته من أجل الميراث وتوهجت نارا أمامه وهو لا يبالى ولا حتى يهم بإطفاء النار التي شبت فيها ولكنه تركها حتى الموت من أجل حفنة من المال . ونرى أحداث كثير نشاهدها بأعيننا بمختلف أنواع الأفعال الغير إنسانية والتي تعمى العين وتألم القلب وتشل البدن وتنشر الرعب والخوف بالمجتمع الأمن .
• نتمنى من اصحاب القلوب الواعية والقائمين على ما يسمونه فن أن يمنعوا مثل هذه الأعمال التي أدت إلى فساد شبابنا ومجتمعنا حتى يستقيم وطننا ونحيا كراما متحابين أمنين كخلق الله الحقيقيين .