كلمة الاستاذ علي مرابط وزیر الصحة
خلال لمؤتمر الصحفي عن بعد لمنظمة الصحة العالمیة
بسم ﷲ الرحمان الرحیم
حضرة السید المدیر الإقلیمي لمنظمة الصحة العالمیة لشرق المتوسط،
حضرات السادة والسیدات،
یسُعدني أن أشارككم الیوم فعالیات المؤتمر الصحفي الافتراضي لمنظمة الصحة العالمیة حول مستجدات جائحة كوفید-19 في إقلیم شرق المتوسط وجھود الاستجابة في تونس والسودان.
ولا ی سَعُ ني بھذه المناسبة إلا أنْ أثُمن الجھود الموصولة التي ماف تَئ تَ تبذلھا منظمة الصحة العالمیة لمجابھة ھذه الجائحة ،
إننا نجتمع الیوم وكُلنُا أمل لمواصلة توحید جھودنا من أجل مكافحة فیروس كورونا المستجد والمتحور Omicron الذي ینتشر في بعض دول العالم مؤخرا.
ومن ھذا المنبر، وإیمانا منا بأھمیة ھذه القضیة الصحیة العالمیة، أنني لأؤكد على العنایة البالغة التي تولیھا البلاد التونسیة لھذه المسألة، حیث یظل الوضع الوبائي لتونس تحت السیطرة، وقد تم وضع عدة بروتوكولات صحیة و إجراءات صارمة لدخول الوافدین على البلاد التونسیة مع اجباریة الاستظھار بجوار التلقیح والتحلیل السلبي لفیروس 19-covid خاصة للذین أعمارھم فوق 6 سنوات، ھذا بالإضافة إلى الحجر الصحي الاجباري لمدة 10 أیام للوافدین المقیمین غیر الملقحین .
وتعمل وزارة الصحة على تكثیف التقصي عن ھذا الفیروس وذلك من خلال الترفیع في قدرة التقطیع الجیني المخبري وخاصة لمتابعة ظھور متحورات جدیدة.
وقد تم وضع استراتیجیة وطنیة ناجعة للتلقیح ضد فیروس كورونا المستجد، وتوفیر اللقاحات سواء عن طریق الشراء المباشر أو مبادرة الاتحاد الأفریقي، أو عن طریق مبادرة covax أو عبر الھبات التي تقدمت بھا بعض الدول الشقیقة والصدیقة لمعاضدة الجھود الوطنیة التونسیة لمكافحة ھذا الوباء.
فبتاریخ 20 دیسمبر الجاري بلغت نسبة الأشخاص الذین أعمارھم تفوق 12 سنة و الذین تحصلوا على الجرعة الأولى بـ 69% في حین قدرت نسبة الذین استكملوا التلقیح بـ%59 .
وبالنسبة للأشخاص الذین أعمارھم فوق 18 سنة والمؤھلین لجواز التلقیح والذین استكملوا عملیة التلقیح یمثلون 64%.
ولمدة الأسبوعین السابقین بلغت عدد الإصابات الجدیدة المؤكدة 20.9 حالة لكل 100000 ساكن، أما عدد المصابین المقیمین الجدد بالمستشفیات بلغت 1.73 إصابة.
أما بالنسبة لآخر المستجدات عن المتحور الجدید omicron ، فإنھ تم الكشف عن حالة واحدة لدى مسافر قادم للبلاد التونسیة. وتبعا لذلك شددت السلطات التونسیة من قیودھا على مستوى المعابر والمواني و المطارات وفي مزید احترام إجراءات الوقایة الفردیة والجماعیة في الفضاءات العامة تحسبا لموجة وبائیة خامسة في ظل تزاید الإصابات.
وسعیا منا على المحافظة على قدرة المنظومة الاستشفائیة ببلادنا، تظل درجة الإنذار مرتفعة والمجابھة مستمرة، حیث تم تجھیز المستشفیات بأسرة الإنعاش والاوكسجین وتفعیل مسالك كوفید-19 في أقسام الاستعجالي بالمؤسسات الصحیة والقیام بعملیات بیضاء على المستوى المركزي والجھوي بغیة تقییم مدى جاھزیة الھیاكل الصحیة لإدارة الأزمة خاصة في مجابھة أزمة جدیدة.
أما فیما یتعلق بالرھانات في الوضع الوبائي الحالي ، فإن البلاد التونسیة تسعى إلى تسریع وتكثیف عملیة التلقیح لبلوغ كافة التونسیین والمقیمین بھا خاصة من خلال تكثیف حملات التوعیة من ناحیة وحملات التلقیح من ناحیة أخرى وتحرص أیضا على ضمان المراقبة المستمرة للحد من انتشار ھذا الوباء أو المتحورات الجدیدة لھ، ھذا بالإضافة إلى المحافظة على قدرة المنظومة الصحیة للاستجابة لكل الطوارئ الصحیة، مع ضمان استمراریة المرفق الصحیى لبقیة الأمراض.
وفیما یتعلق بالعنصر الأخیر من ھذا اللقاء الصحفي، الخاص بدور وسائل الإعلام والعموم لمساندة مجابھة ھذا الفیروس، فإننا أشید بالدور الفعال التي قامت بھ وسائل الإعلام والمجتمع المدني والمنظمات غیر الحكومیة لمساندة مكافحة ھذا الوباء.حیث ساھموا في مرحلة أولى في التعریف بمخاطر ھذا الفیروس منذ انتشاره والتوعیة بأھمیة الوقایة منھ في مرحلة ثانیة. فكل الشكر موصول لوسائل الإعلام والمجتمع المدني بمختلف أشكالھ التي شاركت في مسار تعزیز الجھود الوطنیة لمكافحة ھذا الوباء بكل ثبات.