في حياة الكثيرين منا فرامل مخفية لا يعرفها ولا يستخدمها الا في وقت الحاجة
وفرامل الانسان تقع على نوعين فرامل على هيئة قدر
فجأة دون مقدمات  تضع الانسان بلحظات خارجة عن ارادته أمام إعادة تشكيله لظروفه وقرارته الحياتية مرغما
وفرامل هو يتخذها كلحظات مستثناة من الزمن ليفكر في قرار أعوج اتخذه وصمم عليه  او ليتخذ قرارا حاسما قاطعا  لما أرّقه  وأرهقه
نعمة الفرامل نعمة حسنة لا يدركها كثيرون  ولا يعرفون قيمتها
ففي حياة كل منا منزلقات وانحدارات قد تودي بنا  الى مهالك نحن بغنى عنها مهالك تغير مجرى يومنا وبالتالي شكل الحياة التي نعيش  وتبدلها
ولو فرملت بعض التصرفات والسلوكيات لما  كنا استطعنا سحب حياتنا من  مهالك منحدر تتجه اليه
في عقولنا الباطنة الصغيرة تختبأ الكثير من الهواجس الكبيرة التي تظهر في يومنا على شكل كلمات او سلوك اوتصرفات لا واعية تخرج امام العيان فكم نحتاج لقدرة على كبحها وايقافها قبل ان تؤثر فينا بشكل أبدي  وعلى ذاكالاخر ونخسر بعدها بما كسبت ايدينا عمرا ولحظة وفكرة قد لا يكررها الزمن
ابحث في داخلك دوما عن خاصية الفرامل الذاتية لديك وابدأ  بتفعيلها واستخدامها على النحو الافضل  الذي يضمن جودك حياة وحدك من يتمناها وتذكر انها موجودة لايقاف اندفاع  نفسي ليس في محله وتضحية ليست فيأهلها وتنازلات لمن لا يستحق وعطاء بلا حدود لمن لا يقدر قيمة العطاء
ابحث عن خاصية الفرامل في تفكيرك وأوقف فكرة هوجاء او تصرفا أرعنا او كلمة مؤذية او سلوكا اعوجا ترحل أنت ويبقى أثره
وتذكر أن فراملك هي بطاقتك الذهبية المضمونة  في اعادة تشكيل ما لم يعجبك من قرار وبناؤه من جديد ومعه بناء انسان جديد
قشة
في داخل كل إنسان منا فجوة عميقة في قلبه يدفن فيها ما يعرف ويداري فيها ما يسميه من احداث في يومه بالتراكمات او التغاضي والتجاهل ويحتجزه  هناك بعناية تامة وحفظ وصون في مكان أمين في الذاكرة العقلية او الفكرية ليعود ويسترجعه لاحقا  في زمان ومكان آخر ومع اشخاص … غلط
ويخبئ كل منا في هذه الفجوة العميقة  ما اخفاه من اغتياظه  وخنقه من ذاك الآخر على هيئة تسامح أحيانا و تجاهل كثير وانكار غالبا حتى ينفجر احتقانه  في وجه من لا ذنب له ولا طائل وأيضا في زمان ومكان خاطئين
كلنا نحن بني آدم نضغط على ما يسمى أنفسنا الحنونة والرقيقة ونشد  عليها ونحملها ما لا تطيق على اعتبار أن ما تحمله منا هو مما تطيق او تحتمل وهكذا نرهق النفس الطيبة العزيزة بإحتمال لا شأن لها به
وبعدها تعود لتظهر في حياتنا تلك القشة الصغيرة اللامرئية والتافهة التي تعرف بعالم الاوزان بوزن الريشة أو لا وزن لها لتقسم ما صانته التراكمات والكرامات والمعزة على مر الايام
فجأة وبلحظة بسيطة دون سابق انذار او تخطيط مسبق وتهدم مشاعرا هشة ندعيها من الود والطمأنينة المزيفة
وفي حقيقة الامر وبكل صراحة وصدق مع الذات هي ليست بقشة بل هي عدة مواقف عالقة ومتكررة في أذهاننا لم تغفرها لنا الذاكرة بعد او تتجاوزها  عنا
ويفجر بركان الغضب المستتر في مخيلتنا فيحرق فينا اخضر الروح ويابسها معا ويحرق معه الكثير من المشاعر التي قد نحتاج لسنوات في اعادة بنائها 
احذر من أن تترك قشتك الصغيرة و الضئيلة تنمو وتكبر لتصبح هشيما لا تذروه الرياح هشيما أصفرا قد يحرق لحظات لا يمن الزمن بمثلها وجودها وجمالها دوما و ……… لات حين الندم

#عبيرسليمان