كتبت: سحر عبد الفتاح
بحضور عدد من الشخصيات العامة ورموز الثقافة والفن( الفنانة صابرين، وجومانة مراد)، استضافت دار الأوبرا المصرية احتفالية ديوان ” الأنثى و المحتال” للشاعرة السورية فلك الشام. وعلى هامش الحفل، قدمت الإعلامية الكبيرة د. هالة سرحان الشاعرة فلك الشام ودارت الأمسية الثقافيه حول تجربتها الإبداعية وملامح هذا العمل الذي وصفه النقاد بأنه يعكس صوتا شعريا متفردا و تتضمن قصائده جرأة فنية غير معتادة.
وقالت د. هالة إنها سعيدة جداً بتلك التجربة خصوصا أنها قامت بكتابة مقدمة الديوان، مشددة على حاجتنا إلى مزيد من الذوق الرفيع فى حسن اختيار الكلمات وتوظيفها ، كما يتضح في هذه التجربة الفنية المميزة، خصوصاً من شاعرات عربيات، فالمرأة العربية معروفة بالحس المرهف وإلمامها بأمور الحياة كونها أم، زوجة، صديقة، وأخت.
وكشفت الشاعرة فلك الشام عن أن “الأنثى والمحتال” هو ديوانها الأول ورغم ذلك يحتوى على الكثير من المعارك الشعرية الجميلة بين الأنوثة والذكورة كما أنه يهدى وردة إلى الرجولة الراقية في تدفق موسيقي لا ينقطع من نبع الغلاف وحتى أخر صفحاته “بنفس أنثوي دمشقي له هويته الشامية المختومة بختم الياسمين بقرار من قاسيون”.
و حول العنوان الذي أثار الكثير من الجدل، تؤكد فلك أنها لم تتعمد لفت النظر بل جاء اختيارها العنوان لأسباب موضوعية وفنية تتمثل في الإجابة عن تساؤلات من نوعية : كيف سنفهم تواجد تلك الأنثى مع “محتال” وما صورة هذا الاحتيال الذي يمارسه الرجل على ضفاف قصائدها ؟
وترى “فلك الشام” أن الشعر عندها هو بمثابة محاولة للدفاع عن الأنثى العربية من حدود نجد إلى تطوان ومن حدود الذاكرة حتى أطراف النسيان وسط مشاعر متدفقة تتأرجح ما بين التحدي والرفض وبين التسامح والانتقام ، مشيرة إلى أنها تقدم محاولة متواضعة للحفر عميقا في تربة الشعر عبر المجاز والخيال واللغة البسيطة والمشحونة في آن واحد علها تهدي القارئ هذا المجرى المتدفق من الأحاسيس المرهفة.
وكان لأوجاع الوطن العربي نصيب كبير من مساحة جرحها الذي عبر من بيروت نحو بغداد مروراً بدمشق صارخاً في اليمن وعائداً إلى ضفاف النيل بقصائد تسعى لتوصيف عذاب الشعوب العربية وحروبها ومآسيها.
ومن مفاجآت الحفل، ألقت سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب بصوتها قصيدتين من ديوان الانثى والمحتال للشاعرة فلك الشام وكانت مشاركة منها واحتفالا بعيد ميلادها، وأثار إلقاءها إعجاب الحاضرين و علقت فلك الشام برسالة موجه لسيدة المسرح العربى ” موهوبة مثل الشعور موهوبة مثل النظر”.