بقلم الكاتبة / غادة العليمي
بعيدا عن مشاجرات مواقع التواصل وزخم التريندات اللامنتهية العدد
وصناعة القضايا التافهه والزائفه لمجتمع اصغر همومه قد تمثل اكبر قضية مجتمعيه فى قارة اخرى ولدى شعوب اكثر رخاء وعقلانيه وبعيدا عن محبى الشهرة ومن يبحثون لانفسهم عن ركن فى منظومة العبث اليومى للمهمشين مجتمعيا المسماه تريند
وبغض النظر عن القاعدة العريضة لاصحاب الفراغ الفكرى الذى صنع من الملايين مسوخ جائعة تصحو كل صباح لتبحث عن بئر لغو تدلو فيه بدلوها
اسمحوا لى ان اشغل كرسي فى قطار التريند واساهم بكلمات تلح على الحاحاً غير طبيعى لان اكتبها
واسمحوا لى اولا ان اشذ عن اى قطيع والا انتمى لاى فصيل والا احذو اى جانب والا اُحسب ضمن اى فريق
واقول
ان ضياع الخصوصية اضاع الكثير من القيم وغياب القيم يصنع كل يوم حادث جديد غريب ليس غرابته فى احداثه وانما فى تباين الاراء حوله
وموضوع اليوم هو صفعه النجم المشهور لاحد معجبينه على المسرح وتحت عدسات الكاميرا
والبعض يرى ان دياب اجرم فى حق الشاب جرم جسيم يستلزم عقاب وتعويض والبعض يرى ان الشاب المصفوع هو من بدأ بالتطاول على النجم
اما ما اراه انا ان الصافع والمصفوع لا فرق بينهما غير شهرة احداهما
الشاب تعامل مع النجم كقطعة دومينو يحركها كيف يشاء من دون ادنى تقدير للخصوصية وهذا امر اصبح شائع فى غياب منظومة القيم واصبح الجميع حر فى تدخله فى حياة وخصوصيات الجميع
تقف امام ماكينة سحب آلى فتجد العشرات ملاصقين لك معتدين على مساحتك الشخصية بهدوء وبساطة
تحتفل بمناسبة سعيدة فى حياتك فيأخذ المصور الذى جلبته بمالك لقطة من عرسك او حفلتك الخاصة جدا وينشرها للعامة فتصحو صباحا فتجد ملابسك وصوتك وايماءة رأسك وطريقة احتفالك موضوع للمناقشة والنقد والسخرية السمجة لكوكب التواصل كله وجمعيهم احرار فى انتهاك حريتك الخاصة
والخطأ ليس فى اختراق حريتك وانما فى اختراق منظومة القيم العامة وهذا امر جلل خطير لا يجوز ان يمر مرور الكرام من دون وقفة شجاعة وابداء الرأى فى الامر العام وليس الموقف الخاص
وعلى الجانب الاخر تعامل المطرب الشهير كنجم غير مطالب بضبط النفس او الاحترام او الاهتمام او تقديم القدوة والمثل وهذا امر بات كارثيا لدى كل الشخصيات العامة ببلادنا
حيث يستثنى من التعامل بلطف وذوق وادب واحترام كل المشاهير والمسئولين والقيادات واصحاب المناصب
فى تحول غبى غريب لمجتمع من السادة والعبيد
والويل كل الويل لك ان دخلت فى خصومة او شجار او خلاف مع احد هؤلاء الاطراف
انا لا ادين النجم ولا ادين الشاب انا ادين مجتمع أضاع بوصلة التعامل والتواصل تماما فصار تائه ضال يختلف فى الثوابت ويحيد عن القيمه ويتناقش فى البديهيات
غياب منظومة القيم اضاع مجتمعنا وجعل منا فرق متناحرة بعيدا عن القانون لان كل فريق يضع قانونه الخاص
وبعد ان غابت قوانين منظومة القيم عن الصورة
صارت المشهد باهت
اخبروا العالم اننا نحيا فى بقعة نسي ساكنيها ابسط انواع القيم ومعانى الخصوصيه وكيف يكون التعامل بالاحترام
وسقط الامان وارتفع التريند