كتب..عبدالتواب الجارحي
عبدالناصر والسادات من قادة يوليو …..
رجلان وهبهما الله لمصر فى لحظة من لحظات مخاضاتها التاريخية التى مرت بها عبر تاريخها الطويل وما أكثرها فولدتما معا فى عام 1918 الاول ولد فى اوله 15 من يناير والثانى ولد فى آخره 25 من ديسمبر هما
الزعيمان الخالدان الرئيسان الراحلان عبد الناصر والسادات
وكأن مصر كانت على موعد مع القدر فى عام 1918
اذ وهب الله تعالى مصر فى ذلك العام إبنين من خيرة ما انجبت مصر من أبناء
حيث إستهل ذاك العام فى أوله 15 يناير بمولد الزعيم عبد الناصر وفى ختامه فى 25 ديسمر ولد الزعيم السادات وقد ولد الزعيمان فى لحظة مخاض لمولد ثورة 1919 مع نهاية الحرب العالمية الاولى اذ كانت مصر تتطلع لنيل استقلالها وحريتها وبناء نهضتها الحديثة للحاق بركب العالم الحر المتقدم
وقد نشأ الزعيمان فى ذلك المناخ النضالى الوطنى ونمت شخصيتهما الوطنية الى ان إلتقيا معا حين جمعهما القدر فى ساحة اعداد القادة ومصنع الرجال طلابا بالكلية الحربية عام 1937 والتقيا على ألا يفترقا على هدف واحد هو حب مصر والعمل على تحريرها من استعمارها وتحقيق امانيها فى الحرية والاستقلال وسلك كل منهم طريقه النضالى بعد تخرجهم من الكلية الحربية وسارا فى طريقهما معا ضباطا احرار فى تنظيم الضباط الاحرار الذى أسسه عبدالناصر وشركاء آخرين فى ثورة يوليو التى اعادت حكم مصر الى ابنائها بعد أن أنهت حكم أسرة محمد على وحققت إستقلال مصر عن إنجترا بتوقيع اتفاقية جلاء الانجليز عن مصر بعد احتلال دام 72 عاما وعمل الزعيمان معا جنبا الى جنب فى معركة بناء الوطن وتحقيق اهداف ثورة يوليو 1952 مرورا بالتأميم وبناء السد العالى وتطبيق العدالة الاجتماعية وقوانين الاصلاح الزراعى وبناء مؤسسات الوطن
وصد العدوان الثلاثى ومساندة حركات التحرر فى الدول العربية والافريقية والاسيوية والسير فى النهج القومى لتحقيق الوحدة العربية وبناء الجيش والقاعدة الصناعية المصرية مرورا بحركة عدم الانحياز الى ان واجها معا مؤامرة الرجعية العربية والصهيونية والامبريالية العالمية التى تسببت فى نكسة 1967 واستمرا يعملان معا فى اعادة بناء القوات المسلحة واعداد الشعب والجيش لمعركة استرداد الكرام وتحرير الارض حتى لقى عبد الناصر ربه فى 28 سبتمبر 1970واستكمل السادات ما بدآه معا بعد ان خلف عبد الناصر فى رئاسة الجمهورية وحكم مصر حتى استرد الكرامة وحقق النصر فى اكتوبر 1973 واسترد الارض واكمل اهداف الثورة ووقع معاهدة السلام 1979مع اسرائيل بضمانة ورعاية الولايات المتحدة الامريكية الى ان إغتالته يد الغدر وهو يحتفل بذكرى نصره فى السادس من اكتوبر 1981 وطوال مسيرة عبد الناصر والسادات لم يختلفا معا فى يوم من الايام ابدا ولم يحدث بينهما اى صراع او خلاف بشأن منصب او موقف سياسى كما حدث مع غيره من اعضاء مجلس قيادة الثورة الاخرين بل كان السادات دائما فى صف عبد الناصر فى مواجهة اى خلاف او موقف سياسى ويشهد التاريخ بذلك الى ان لقى كل منهما ربه بعد أداء دوره الوطنى
ومن المفارقات العجيبة ان بعض الجهلة من انصار كل من عبد الناصر والسادات اذا ذكر احدهما هاجمه الطرف الآخر بحدة وشدة وأهال عليه التراب وشوه سيرته وما ذلك الا لتعصب اعمى وجهل مطبق بحقائق التاريخ والدور الوطنى لزعماء الوطن
مليون تحية لروح الزعيمين الوطنيين عبد الناصر والسادات وهم فى اعلى جنان الخلد فى ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة
ومليون تحية لشعب مصر الذى انجبهم ولجيش مصر الذى رباهم على عقيدته الوطنية ولتربة مصر التى انبتت هولاء الزعماء الابطال رحم الله عبد الناصر والسادات فى الذكرى ال 72 لثورة يوليو المجيدة وكل عام ومصر وشعبها وجيشها وقائدها بخير