المهدي والرجال…عزف منفرد ..الحلقة الثانية

كتب…د.ضياء الشناف
علي مدار التاريخ،لكل فريق قائد،فكما كان النمرود سابقا وقف أمامه ابراهيم،وكما كان فرعون عاليا في الأرض من المسرفين ،ظهر له موسي من البحر ليكون سببا في نجاة المعذبين في الأرض ،ووبالا وهزيمة لفرعون المتجبر ..
وإذا كنت من فريق المؤمنين من أهل الكتب السماوية ،فستجد قائد فريق الخير بأشكال مختلفة،فهو المسيا المنتظر عند اليهود ،وهو المخلص عند اخواننا النصارى ،وهو المهدى المنتظر عند أتباع سيدنا محمد ، أما الإختلاف في المسميات فجاء نتيجة لتغاير الفهم والتأويلات المغلوطة الغير مطابقة للحقيقة،استنادا لأن بني آدم قد أصابتهم الفرقة ،فأصبح كل حزب بما لديهم فرحون….
والقانون الإلهي ،قانون منظم جدا،ومستنير لأبعد مدى،ومنطقي جدا ،ومريح للعقل والوجدان البشرى حتي يتم استيعابه،ولكن هناك قوى الظلام متمثلة في إبليس وأعوانه ،وذريته من الجن والإنس ،يقفون دائما لتعطيل هذا الناموس ،او إدخال المفاهيم الخاطئة داخل عقول بني آدم لتكوين صورة معكوسة عن الله ،وعن الهدى…
وفكرة المخلص أو المنقذ ،هي فكرة متجذرة أيضا في معظم الملل الأخرى باختلاف توجهاتها ،والكل دائم البحث عن هذه الشخصية الفريدة ،التي وإن وضعناها في ميزان الله،لوجدنا الحل واضحا جليا أمام الناظرين …
فشخصية الإنسان الكامل الذى ينتظره الكثيرين ،ما هو إلا اجتماع صفات الخير متمثلة ومتجسدة في هيئة بشر ،استطاع أن يرتقي لله ويهزم الصعوبات ،وينتصر علي شيطان نفسه ،ويقدم نفسه نموذجا صالحا لله كي يتقبله ويضرب مثالا حيا لمن يراه علي صدق العبادة والإخلاص،
وهو أيضا صاحب تجربة فريدة في مدارج السلوك. والذى اتخذ منهاجه ممن سبقوه من الأنبياء والرسل….
وبناءا علي هذا الفهم ،فإن الشخصية العادية التي تتخذ منهجا مشابها ،والإقتداء بتعاليم الرسل الصحيحة ،فهي تعتبر من الذين أنعم الله عليهم بالهدى واتباع الصراط المستقيم…
يتبع

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →