كتب..مجدي الشهيبي
برعاية الإمام الأكبر.. تدشين أول مصحف مرتل كامل بأصوات طلاب دون ١٨ عامًا بعد مراجعة دقيقة من لجنة المصحف الشريف
لأول مرة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي يشهد الأزهر الشريف ميلاد «المصحف المرتل لطلاب الأزهر»؛ مشروع قرآني فريد خرج إلى النور بعد سنوات من العمل الدؤوب ليتلو القرآن الكريم ثلاثون طالبًا أزهريًا لم يتجاوزوا الثامنة عشرة في مصحف كامل خضع لمراجعات صارمة وأُجيز من لجنة مراجعة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية.
إنه ليس مجرد تسجيل بل لوحة قرآنية خالدة تعكس جهود مؤسسة الأزهر العريقة في صناعة أجيال تحمل القرآن صوتًا وأداءً ومنهجًا.
ارتبط اسم مصر لعقود طويلة بدولة التلاوة فمنها خرجت أعظم الأصوات القرآنية التي ملأت الدنيا خشوعًا وجمالًا من الشيخ محمد رفعت إلى عبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل ومحمود خليل الحصري وغيرهم من القراء الذين صاروا رموزًا عالمية
واليوم يأتي هذا المشروع ليؤكد أن الأزهر لا يزال المصنع الأول لحفظة القرآن وحَمَلته وأن دولة التلاوة المصرية لن تنقطع ما دام هناك أجيال تُربى على موائده.
تفاصيل المشروع اختيار صعب وعمل شاق
بحسب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف «المصحف المرتل لطلاب الأزهر هو تجربة فريدة وقع فيها الاختيار على ثلاثين طالبًا متميزًا من بين أكثر من ١٨٠ ألف طالب بالمعاهد الأزهرية، عبر مراحل طويلة من التصفيات والاختبارات الدقيقة».
ولم يقتصر الأمر على اختيار الأصوات الجميلة بل خضع الطلاب لتدريب مستمر على مدار سنوات، حتى يتقنوا مخارج الحروف وأحكام التلاوة ويؤدوا القرآن بروح خاشعة وبدقة علمية.
أما من الناحية الفنية فقد استغرق التسجيل والإنتاج نحو ثلاث سنوات كاملة ليخرج المصحف في صورة مرئية مدتها حوالي ٣٠ ساعة، امتزجت فيها التلاوة بالأداء الإخراجي المتميز.
وحرص الأزهر على أن يخرج المشروع خاليًا من أي خطأ وهو ما أكده الشيخ حسن عبد النبي عراقي وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف
«المصحف المرتل لطلاب الأزهر مر بثلاث مراحل من المراجعة الدقيقة على أيدي لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر لضمان أن يُعطى كل حرف حقه ومستحقه وأن يُؤدى القرآن كما أُنزل»
هذه الصرامة في المراجعة لم تكن شكلية بل التزامًا أصيلًا بقدسية النص القرآني وبمسؤولية الأزهر في صيانة كتاب الله
وراء كل طالب مشارك قصة كفاح، فهؤلاء الثلاثون لم يكونوا مجرد أصوات
![]()

