بقلم مجدي عاطف الشهيبي
في أجواء انتخابية تتجدد فيها الآمال وتتجه فيها الأنظار نحو مستقبلٍ أفضل، يبقى صوت الناخب هو الركيزة الأساسية لأي عملية ديمقراطية حقيقية. فهو ليس مجرد رقم في صناديق الاقتراع، بل هو تعبير صادق عن الإرادة الحرة، وعن الوعي والمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع.
عزيزي وأخي الناخب
صوتك أمانة لا تُقدّر بثمن، فلا تجعل منه سلعة تُباع أو تُشترى في سوق المصالح الشخصية. فالقيمة الحقيقية لصوتك تكمن في نزاهته وصدقه، لا في ثمنه أو منفعته الآنية. تذكّر أن من يشتري صوتك اليوم، لن يراك غدًا حين تحتاج إلى من يدافع عن حقك أو يطالب بخدمتك.
اختيارك يجب أن يكون مبنيًا على الثقة في من يستحق، على الكفاءة لا القرابة، وعلى العمل لا الشعارات. امنح صوتك لمن يمتلك فكرًا ناضجًا ورؤية واضحة وبرنامجًا واقعيًا يخدم الناس جميعًا دون تفرقة، لا لمن يتخذ من العائلة أو القبيلة وسيلة للوصول إلى الكرسي.
إن استخدام العصبيات القبلية والعائلية في العملية الانتخابية هو إفلاس سياسي حقيقي، لا يصدر إلا عن من فقد القدرة على الإقناع والعمل. فالانتخابات ليست معركة خصومة أو انقسام، بل مساحة للتنافس الشريف بين من يسعون لخدمة الوطن والمواطن بصدق وإخلاص.
وليعلم الجميع أن الوعي الانتخابي هو الضمانة الأولى لنهضة المجتمع، وأن المشاركة الواعية هي الطريق لبناء مؤسسات قوية تعكس إرادة الناس وتعبّر عن صوتهم الحقيقي. فحين تذهب إلى صندوق الاقتراع، لا تفكر في اسم أو نسب، بل فكّر في مستقبل أبنائك، وفي ما تستحقه منطقتك من تنمية وعدالة وفرص أفضل.
صوتك اليوم هو رسالة للأجيال القادمة بأنك اخترت الكرامة على المصلحة، والحق على المال، والمستقبل على الحاضر الزائل. لا تدع أحدًا يشتري قرارك أو يوجّه إرادتك، فصوتك هو قوتك، وهو وعدك لوطنك بأن تكون شريكًا في بنائه لا متفرجًا على معاناته.
صوتك أمانة… فصنه بحكمة، وضعه حيث يستحق
![]()

