مسرحية : بوابة الشرف والعلم (بوابة سنورس)هذه المسرحيه ومستوحاه من الزيارة التاريخية للملك فؤاد الاول لمديرية الفيوم وخاصة مركز سنورس في 11/5/1927عمل توثيقي لهذا الحدث الهام

تأليف محمد تمام

​شخصيات المسرحية: وهي معظمها حقيقية
​مصطفى بك المنصوري (مدير التعليم والموثق).
​العمدة سيد (عمدة سنورس).
​المأمور إبراهيم (مأمور مركز الشرطة القديم).
​الحاج زغلول (بائع القصب وصوت الشعب).
​حشود الأهالي (صوت الحشود).
​الملك فؤاد الأول (دور صامت).

​الرؤية الإخراجية:
​تعتمد الرؤية الإخراجية على خلق تباين بصري ودرامي بين الماضي والحاضر. يسيطر على المسرح “بوابة الشرف” المصنوعة من الخشب والزينة في المنتصف. على اليسار، يظهر مبنى مركز شرطة سنورس القديم بواجهته الحجرية المعمارية (رمز الماضي/الأمن). على اليمين، مساحة خالية شاسعة هي أرض المدرسة المستقبلية (رمز المستقبل/العلم). الإضاءة تتغير من الإضاءة الصفراء الهادئة (الليل/الذكريات) إلى الإضاءة البيضاء الساطعة (لحظة مرور الملك/التوثيق). الحركة بطيئة وثقيلة في الفصل الأول للتعبير عن الانتظار، وسريعة ومحتفلة في الفصل الثاني.

​📜 الفصل الأول: التجهيز وعبق التاريخ

​المشهد الأول: فجر البوابة… والكدح المُبارك

​المنظر: فجر يوم الثلاثاء 10 مايو 1927. النور لسه بيبدأ يطلع خفيف على بوابة الشرف الخشبية الضخمة اللي لسه العمال بيثبتوها. على اليسار، واجهة المركز القديم مغطاة جزئياً بالأعلام.
​الحاج زغلول
: (بيظبط عربية القصب بتاعته، بيولع موقد بسيط للقهوة، بيتكلم كأنه بيحكي لنفسه)
يا بركة اللي خلقنا… يا بركة الضيف اللي جاي بكرة يعدي من عرقنا.
(بينادي بصوت فيه حنان على العمال)
يا ولاد! ثبتوا الخشب ده كويس! إنتوا مش بتبنوا بوابة بس! دي هتكون أطول بوابة نُصبت في الفيوم كلها! دي لازم تستحمل نظرة الملك، مش مجرد مروره! إنتوا بتحطوا تاريخ مش خشب.
​العامل محمود
: (وهو بيتصبب عرقاً)
يا حاج زغلول، البوابة تقيلة يا حاج، دي معمول حساب إن العربة الملكية عالية وعليها ريش! ده شغل أقصى جهد عشان لحظة واحدة بكرة!
​الحاج زغلول
: (بيبتسم)
لحظة واحدة تساوي مية سنة قدام يا ابني. اللحظة اللي الملك هيشوف فيها واجهة مركز البوليس القديم ده، ووشوش أهل سنورس، وهو معدي رايح يحط حجر أساس المدرسة. دي شهادة حق للبلد دي كلها. مش مجرد خشب وزينة. إوعى تبص عليها على إنها خشب بس! دي بوابة الشرف، وده المكان اللي هيتذكر بيه اسم بلدنا للأبد.
​العامل محمود
: أنا كل اللي أعرفه إن رجلي وجعتني من الوقفة. ربنا يكرم الملك ونخلص على خير. هو إيه حكاية المبنى ده بالظبط يا حاج؟ ليه مركز البوليس هو اللي اتزين بالذات كده؟
​الحاج زغلول
: (بيبتسم بوقار)
عشان ده الأصل يا ابني. ده الأصل. ده اللي بدأنا منه. ده مش مجرد قسم، ده حتة من تاريخ تنظيم مصر كلها.
​(يقترب المأمور إبراهيم من الحاج زغلول، عيونه متعبة من السهر، بيبص على واجهة المركز بفخر قديم.)
​المأمور إبراهيم
: يا حاج زغلول، متقلقش على البوابة، حطينا تحتها الأساسات بقوة. القلق كله عندي من النظام والأمن. بكرة سنورس كلها هتكون هنا. مفيش غلطة مسموحة. أنا بسرح في تاريخ المبنى ده يا حاج. تاريخ المكان ده نفسه يثبت البوابة دي.
​الحاج زغلول
: إنت اللي لازم تحكي لنا يا مأمور. إنت اللي شايل تاريخ المكان ده كله فوق كتافك.

​المشهد الثاني: المأمور والعمدة… أصل الإدارة

​المنظر: العمدة سيد بيوصل، لابس عباية نظيفة، بيمشي بوقار. بيسلم على المأمور إبراهيم.
​العمدة سيد
: (بفرح)
صباح الخير يا إبراهيم، صباح العز والشرف. شايف البوابة؟ بتنور لوحدها. الزينة كملت؟
​المأمور إبراهيم
: كملت يا عمدة، والقلوب مستعدة. بس تعال نتأمل المكان ده كويس قبل ما الزحمة تاكل الذاكرة. تعرف يا عمدة إن المبنى اللي إحنا واقفين قدامه ده، اللي كان بيت الحاج عبد الحميد زيدان، كان هو الأصل؟
​العمدة سيد
: (بيمد إيده للمأمور وبيسرح بنظره)
طبعاً عارف. كانت الفيوم قبل التنظيم الإداري تبع مديرية بني سويف كلها! كأننا كنا ضيوف في بلدنا!
​المأمور إبراهيم
: (بشغف)
لحد ما جه الخديوي إسماعيل وقال: لا. ولازم تنظيم. فأمر بإنشاء “الأثمان”. وإحنا هنا في سنورس، كنا الأول! كان “ثمن سنورس” هو اللي اتنشأ سنة 1872! قبليها بسنة، كنا إحنا الحاضرة والبندر اللي بيضم إبشواي وطامية والفيوم اللي بنشوفها دلوقتي!
​العمدة سيد
: (بيضحك بفخر)
يعني نقدر نقول إننا هنا بدأنا الشرطة في الفيوم كلها! بدأت من بيت الحاج زيدان ده. وبعدها بسنة واحدة عملوا قسم بندر الفيوم! سنورس كانت القاطرة. والنهارده، إحنا بنكمل الرسالة دي. رسالة مش بس أمن، رسالة تعليم ونور.
​المأمور إبراهيم
: البوابة دي معمولة بالظبط في المكان اللي بيفصل المبنى القديم ده عن الأرض اللي هتبقى عليها المدرسة. كأنهم بيقولوا: “من هنا، من أرض مركز الشرطة القديم، نبدأ المستقبل بالعلم”. الأمان بيسلم الراية للتعليم يا عمدة.

​المشهد الثالث: الوافد الرسمي وربط التنمية

​المنظر: مصطفى بك المنصوري بيوصل، متعب من السفر، لكن حماسي جداً. معاه ملفات.
​مصطفى بك المنصوري
: (يلهث قليلاً)
يا عمدة! يا مأمور! البوابة عظيمة! أنا فخور بالجهد ده! لسه مخلصين جولة في المديرية. جلالته تعب جداً في السفر.
​العمدة سيد
: تعيش يا بك! تعبتوا عشاننا. أكيد زيارة الملك مش بس عشان مدرستنا الصغيرة؟
​مصطفى بك المنصوري
: (بجدية الموثق)
طبعاً لأ! الزيارة دي كلها كانت تتويج لمشروع نهضة. كان فيه هدف اقتصادي وتنموي ضخم: افتتاح مشروع الكهرباء الرائد في قرية العزب! توليد الطاقة من الهدارات! مشروع لا مثيل له في القطر!
​المأمور إبراهيم
: نور مادي! وتقدم!
​مصطفى بك المنصوري
: بالظبط! نور مادي. لكن الملك عارف إن النور ده محتاج نور تاني. نور عقلي. عشان كده، جلالته قرر يختتم الرحلة هنا في سنورس، يحط حجر الأساس للمدرسة. عشان يقول: “اللي بيبني سد، لازم يبني مدرسة”. اللي بيفتح الكهربا، لازم يفتح العقول.
​العمدة سيد
: (عيونه بتلمع)
ودي رسالة سنورس يا بك! سنورس مكانها مش في الماضي، مكانها في المشروع القومي ده! كل التفاصيل دي هتتسجل في كتابك “الرحلة الملكية”؟
​مصطفى بك المنصوري
: (بيبتسم)
سأخصص فصلاً كاملاً لـ”بوابة التشريفة” دي. وسأكتب تحديداً إنها نُصبت قدام واجهة مركز الشرطة القديم، عشان العالم يعرف إن النهضة بدأت من نقطة صغيرة هنا.

​المشهد الرابع: همسات الترقب وأمل الأجيال

​المنظر: ليل 10 مايو. الأضواء الخافتة بتنور البوابة. صوت الهمسات بييجي من بعيد. الحاج زغلول بيراقب البوابة وهو قاعد جنب عربيته، بيكتب حاجة على ورقة قديمة.
​جوقة الأهالي
: (صوت همس خفيف)
يا رب بكرة يعدي على خير… أنا قلبي مش مطاوعني أسيب ابني يروح مدرسة بعيدة تاني… خلاص، التعليم هييجي لحد عندنا…
​الحاج زغلول
: (بيتمتم لنفسه)
المدرسة دي مش مجرد فصول وطوب. دي هتطلع ناس عندها وعي. وعي إن البوابة دي اتشالت عشانهم. يا ولاد بلدنا، إنتوا هتشوفوا المستقبل بعينيكم.
(بينادي على نفسه بصوت أعلى كأنه بيحكي للزمن)
يا زغلول! إنت عارف إن المدرسة دي هتعيش سنين طويلة. هتعيش لحد ما الأجيال تتغير. هتبقى يوماً ما… في زمن غير زمننا ده، بعد ما تحصل تضحيات كتيرة… هتبقى مدرسة الشهيد صلاح الدين حسين الإعدادية! إحنا بنحط أساس المجد للشهداء اللي لسه مجوش!
​جوقة الأهالي
: (صوت الهمس بيعلى شوية)
كل ده هيحصل بكرة… كل ده هييجي من تحت البوابة دي… يا بخت اللي شاف الملك…

​📜 الفصل الثاني: العبور والتوثيق (ذروة الحدث)

​المشهد الأول: الاستنفار على الخط الأحمر

​المنظر: صباح 11 مايو. الشمس ساطعة جداً. الحشود زادت لدرجة الضغط على الحبال. المأمور إبراهيم في حالة توتر قصوى، عيونه بتراقب كل تفصيلة في الحشد وواجهة المركز.
​المأمور إبراهيم
: (بصوت حازم يرتجف)
يا عساكر! خط أحمر! ممنوع حد يتحرك! الملك قرب يوصل! إحنا هنا “ثمن سنورس”، لازم نوري جلالته إننا أهل للنظام والأمن! أنا مش عايز غير الصمت في لحظة العبور، وبعدها التهليل! النظام!
​الحاج زغلول
: (بيدي عصير القصب مجاناً في الجو الحار)
اشربوا واهدوا يا حبايبي! أرجوكم! اللي يرفع صوته، يرفعه بس للهتاف! متخلوش التوتر يضيع الشرف اللي جالنا لحد هنا. دي لحظة تاريخية، مش وقفة سوق!
​(صوت الأبواق والموسيقى العسكرية بتبدأ تقرب وتعلى تدريجياً. الحشد بيسكت فجأة في ترقب مهيب.)
​العمدة سيد
: (بصوت هامس للمأمور)
الملك وصل. أرجوك يا إبراهيم، خلي بالك من مركز الشرطة، لازم يفضل باين ورا البوابة. هو ده الشاهد.

​المشهد الثاني: الموثق يرصد المشهد الأبدي

​المنظر: مصطفى بك المنصوري بياخد موقعه الرسمي، عيونه متسعة بتسجل كل شيء قبل ما قلمه يتحرك.
​مصطفى بك المنصوري
: (للعمدة بصوت هامس جداً)
يا عمدة، انظر إلى الناس. انظر إلى وجه البوابة. دي صورة أبدية. أنا هسجلها بالملي في كتابي. الصورة دي هتتنسخ وتتوزع في كل مدارس القطر.
​العمدة سيد
: (عيونه مدمعة)
سجل يا بك إن العمدة سيد كان فخور لحد ما عيونه دمعت. سجل إن سنورس بتقدم الشكر للملك اللي ربط بين النور اللي طالع من هدارات العزب، والنور اللي هيطلع من عقول ولادنا في المدرسة دي.
​مصطفى بك المنصوري
: (يكتب ملاحظة سريعة في دفتره)
سأكتب: “سنورس مدينة ربطت بين تنمية المادة وتنمية العقل”. هذه البوابة ليست حاجزاً، بل هي جسر العبور. العبور من سلطة الأمن اللي بدأت في المبنى اللي ورانا، إلى سلطة العلم في الأرض اللي قدامنا.

​المشهد الثالث: العبور المهيب والبركة الملكية

​المنظر: صوت الأبواق قريب جداً، يكاد يكون داخل المسرح. الحشود صامتة تماماً، لا صوت يعلو فوق صوت الموكب.
​جوقة الأهالي
: (صمت تام، ثم صرخات مفاجئة مختلطة بالزغاريد تبدأ مع ظهور العربة الملكية)
الله! يعيش جلالة الملك!
​(عربة الملك فؤاد الأول تمر ببطء شديد ووقار عظيم من تحت “بوابة الشرف”. يتوقف الملك للحظة تحت قوس البوابة، ونظراته تقع على واجهة المركز القديم وعلى وجوه الأهالي.)
​الملك فؤاد الأول
: (صوت وقور ومسموع بوضوح)
بوابة تليق بغاية العلم. تحية لأهل سنورس الكرام.
​(الملك يلوح بيده بحركة بسيطة. العمدة والمأمور ينحنيان في احترام عميق. المأمور إبراهيم يضرب تعظيم سلام كامل. العربة تستأنف سيرها ببطء نحو أرض المدرسة.)
​الحاج زغلول
: (بصوت يختنق بالدموع والفرح، يكاد لا يُسمع)
خلاص! عدينا! المدرسة اتبركت! شرفنا يا ناس! هذا اليوم سيبقى للأبد!

​المشهد الرابع: الإنجاز وتسجيل الذاكرة

​المنظر: الموكب راح لوضع حجر الأساس. مصطفى بك المنصوري يجلس على حجر بيكتب بعنف. العمدة والمأمور بيتنفسوا الصعداء.
​المأمور إبراهيم
: (يتنفس الصعداء بتعب)
مرّت بسلام… البوابة أدت مهمتها. أنا حاسس إن المبنى القديم ده، واجهته كلها كانت بتتكلم لحظة مرور الملك. بتقول: “أنا كنت الأساس، وهو جاي يكمل الأساس.”
​العمدة سيد
: (بفخر، ونظره يتجه نحو موقع وضع الحجر)
هذه الأرض أصبحت مباركة يا إبراهيم. المِسْطَرِين اللي مسكه جلالته… والقَصعة الفضة اللي حط فيها المونة! هل تصدق أنهم جابوا قصعة من الفضة عشان بس يحط حجر الأساس لمدرستنا؟ ده تكريم لا يمكن ننساه أبداً!
​مصطفى بك المنصوري
: (يرفع رأسه من الكتابة وعيونه لامعة)
سأكتب هذه التفاصيل بالذات يا عمدة! سأكتب: “المسطرين الفضي والقَصعة الفضية هما رمز لمدى اهتمام جلالته بالعلم، وبأن هذا الأساس يجب أن يُبنى عليه صرح عظيم.” العظيم في الأمر ليس حجر الأساس، بل هذا العبور الرمزي من مركز الأمن القديم للعلم المُنير.
​العمدة سيد
: اكتب يا بك، إننا وعدنا الملك بأننا سنكون أهلاً لهذه الثقة. ولادنا هيطلعوا من المدرسة دي عارفين إن العلم هو الطريق الوحيد للسلطة الحقيقية. المدرسة دي هي بداية التغيير لسنورس كلها.

​📜 الفصل الثالث: الوداع وبقاء الأثر

​المشهد الأول: إزالة الرمز وبقاء الأثر

​المنظر: صباح 12 مايو. العمال بيفككوا البوابة الخشبية الضخمة. المشهد حزين وصامت نسبياً. الحاج زغلول يراقب بألم.
​الحاج زغلول
: (بصوت يائس يحمل شجناً)
بتهدوها ليه؟ ليه بتشيلوا الشاهد؟ يا ريتني كنت صورتها في قلبي! كانت ممكن تفضل واقفة كرمز!
​العامل محمود
: (وهو بيشد الحبال)
يا حاج زغلول، متزعلش. هي بوابة تشريفة مؤقتة. لازم تتشال عشان نبدأ شغل البنا للمدرسة. إحنا لازم ننسى البوابة عشان نفتكر المدرسة!
​الحاج زغلول
: (بيقترب من مكان البوابة اللي اتشالت)
المكان ده نفسه هيفضل يتكلم. إنتوا دلوقتي بتشيلوا الخشب، بس بعد كدة مركز البوليس نفسه هيتنقل لمبنى جديد. والمكان ده كله، هيتبني عليه مباني مدنية زي مجلس مدينة سنورس. شوف الدائرة بتتقفل إزاي؟ من ملكية خاصة، لأمن، لشرف، لإدارة مدنية.
​المشهد الثاني: المستقبل والوفاء للأبطال
​المنظر: العمدة سيد والمأمور إبراهيم يقفان في المكان الفاضي اللي كان فيه البوابة.
​المأمور إبراهيم
: (بصوت حزين)
خلاص يا عمدة. لم يعد هناك أثر لـ”بوابة الشرف”. ومركز الشرطة القديم… أيامه معدودة هنا.
​العمدة سيد
: (بعين بتشوف المستقبل البعيد)
الأثر مش في الخشب يا إبراهيم. الأثر في الأسماء. المدرسة دي اسمها دلوقتي “مدرسة الملك فؤاد الابتدائية”. لكن هتكبر. وهتكبر معاها تضحيات أولادنا.
(يسكت للحظة، ثم يتحدث بنبرة واثقة فيها إيمان عميق)
هييجي يوم يا إبراهيم، بعد سنين طويلة، وبعدما تكون البلد قدمت أبطال وشهداء. هييجي يوم يتغير فيه اسم المدرسة، عشان تكون رمز للوفاء. هتتسمى يوماً ما مدرسة الشهيد صلاح الدين حسين الإعدادية. الأبطال اللي هيطلعوا من المدرسة دي هما اللي هيغيروا اسمها بنفسهم.
​المأمور إبراهيم
: التضحية هي اللي بتوثق التاريخ الحقيقي. مش حجر الأساس بس.

​المشهد الثالث: توثيق الأثر الخالد

​المنظر: مصطفى بك المنصوري بيحط اللمسات الأخيرة في كتاب “الرحلة الملكية” بمكتبه، وهو بيراجع الصور.
​مصطفى بك المنصوري
: (بيقرأ بصوت عالي مسودة فصل النهاية)
“… وهكذا، بعد أن أزيلت ‘بوابة التشريفة’، لم يعد الأمر يتعلق بوجودها المادي، بل بوجودها الرمزي. لقد أدت واجبها كنقطة عبور بين مركز شرطة سنورس (رمز الأمن الإداري) وبين المدرسة (رمز الأمل التعليمي). كانت البوابة الشاهد الذي وثق المرحلة الانتقالية لمديرية الفيوم: مرحلة ربط التنمية المادية (مشروع الكهرباء) بالتنمية البشرية…”
(يضع القلم بابتسامة رضا وفخر)
خلاص. أنا وثقت كل حاجة. سنورس دخلت التاريخ، مش هتطلع منه أبداً.
​المشهد الرابع: الختام والحكمة الباقية
​المنظر: غروب الشمس. العمدة والمأمور والحاج زغلول يبتعدون في نهاية الشارع، بيبصوا على المركز القديم والأرض الفاضية.
​الحاج زغلول
: يومين مروا كأنهم حلم. لكن طعم القصب بتاع اليومين دول عمره ما يتنسي.
​المأمور إبراهيم
: (بصوت حزين)
أنا هتوحشني واجهة المركز ده. أنا عشت هنا عمري كله.
​العمدة سيد
: (يطبطب على كتف المأمور)
المبنى ده هيتغير يا إبراهيم. لكن الأرض مش هتتغير. الأرض دي اللي كانت بتاعت الحاج زيدان، اللي بقت مركز الأمن، اللي بقت بوابة الملك فؤاد. إحنا دلوقتي ماشيين، لكن ولادنا هيرجعوا للمكان ده كل يوم عشان يتعلموا. الرمز الحقيقي هو الأرض اللي بتحمل الذكرى.
​(يمشون في صمت. تسلط الإضاءة الدافئة على المكان الذي كانت فيه البوابة، ثم على واجهة المركز القديم.)
​جوقة الأهالي
: (صوت خافت قادم من بعيد كصدى)
بوابة الشرف… بوابة العلم… بوابة سنورس للتاريخ!
​(الستار يسدل ببطء شديد على المشهد الأخير.)

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

بيانات حكومية

2 Minutes
أخبار محليه اخبار مصر المرأه والجمال بيانات حكومية توك شو ثقافه ثقافه وفن رجال ونساء فن
لجنة الثقافة والفنون بالمجلس القومي للمرأة تنظم ندوة”رسائل نساء أكتوبر” بقلم ليلى حسين
6 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر اخر الاخبار بيانات حكومية
تعرف بالتفصيل على الـ28 فرصة استثمارية واعدة المحددة من وزارة الصناعة بهدف تعميق التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق بقلم ليلي حسين
1 Minute
أخبار المحافظات أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
وزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم والتعليم الفنى يشهدان توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة ” إتش بى – مصر” بشأن تنفيذ البرنامج العالمى الخاص بأكاديمية إتش بى للابتكار والتعليم الرقمى HP IDEA فى مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية بجميع محافظات الجمهوريةبقلم ليلى حسين
0 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
بمناسبة اليوم العالمي للبريد‏36.8 % زيادة في قيمة المبالغ المودعة في صندوق توفير البريد عام 2024 / 2025 بقلم ليلى حسين ‏