كتبت: سحر عبد الفتاح
أصدر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، بيانا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون 12 يونيو/ حزيران من كل عام، هذا نصه:
————-
كانت ولا زالت قضية عمل الأطفال – لكونها قضية تؤرق الضمير العالمي – محل اهتمامنا، فهى تجسد انتهاكا صارخا لحق أساسي من حقوق الطفل، لذا يعتبر اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون يوم 12 يونيو/ حزيران من كل عام، فرصة سانحة للتأكيد على ضرورة العمل معا بروح الالتزام للحد من عمل الأطفال، ووقف أسوأ أشكاله، بحلول العام 2025 وفق ما ورد في أهداف التنمية المستدامة.
والواقع أن ما يعيشه العالم اليوم بشكل عام، ومنطقتنا بشكل خاص بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن ظروف الحرب والنزاعات والصراعات، أدى الى زيادة أعداد الاطفال العاملين ليصل عددهم إلى 160 مليون طفل في العالم ما بين سن 5 – 17 سنة، منهم 7.2 مليون طفل عامل في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. بل وهناك تقديرات بالزيادة بنهاية عام 2022 بواقع 8.9 مليون طفل عامل في العالم.
لا شك أن جائحة كورونا وتداعياتها، قد تسببت في ازدياد أعداد الأطفال العاملين بنسب لم يشهدها العالم منذ 20 عاما، إلا أن مشكلة التغيرات المناخية تسببت في أزمة جديدة لحقوق الطفل، بما فيها قضية عمل الأطفال،حيث تشير كل التقارير الدولية التي ظهرت مؤخرا إلى أن التغيرات المناخية ستؤثر على الأطفال صحيا وجسديا وتغذويا، فما بالنا بتلك الأنامل الصغيرة وهى تعمل في ظروف مناخية قاسية وتدهور بيئي محفوف بالخطر سيكون وبالا على صحتهم ونموهم، وتقدر الأمم المتحدة بأن هناك نحو مليار طفل معرض للخطر بسبب التغيرات المناخية، وأن هذا الخطر قد يصل لكل الأطفال ما لم يتحرك العالم الآن، وهو أمر – جد – خطير لأن الأطفال رغم أنهم الفئة الأقل مسؤولية عن تغير المناخ إلا إنهم يحملون – للأسف – العبء الأكبر لتأثيراته.
ندعو كل الأطراف الفاعلة – الحكومات ومؤسسات أصحاب العمل والعمال والمجتمع المدني -إلى التعاون وتضافر الجهود من أجل تحمل المسؤولية والوفاء بالالتزام للحد من عمل الأطفال، ووقف أسوأ أشكاله، فالأطفال مكانهم مقاعد الدراسة وليس العمل أو إعالة أسرهم. وهذا لن يأتي إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية من أجل مكافحة الفقر ووقف العنف وتقديم التعليم الجيد الشامل للجميع، مع توفير شبكات وأنظمة الحماية الاجتماعية الشاملة القائمة على المساواة وعدم التمييز، إلى جانب التحرك العالمي من أجل مواجهة التغيرات المناخية والحد من تأثيراتها بمشاركة كل الفئات بما فيها الأطفال أنفسهم.
ونؤكد بأننا في المجلس العربي للطفولة والتنمية وكل مؤسساتنا التنموية مستمرون في العمل مع الشركاء، من أجل التهيئة لمستقبل أفضل للجميع …مستقبل يصون حقوق الأطفال ويحقق رفاههم… فأطفالنا مستقبلنا، وواجب علينا أن ندعم كل ما يساعد أن يعيشوا طفولتهم البريئة دون أذى أو ضرر .