خوفا من الحساب فهل نحن على الدرب أتمنى قبل ان يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
فى خطبة الجمعه اليوم من مسجد ميت رومى الكبير كانت بعنوان الكسب الحلال وأثره على الفرد والمجتمع .
وضرب الخطيب مثلا لابن الخطاب جعل كل من بالمسجد يترقب ويرتجف قلبه وأصبحت نظراته حائرة بين جنبيه .
فى ولاية عمر بن الخطاب رضى الله عنه راى ابلا جميلة تسر الناظرين وضخمة البنيان وتمشى صفا صفا براحة دون ازعاج بالطرقات فلفتت نظره وعلى الفور من جمال منظرها وهيأتها سأل من معه لمن هذه الابل فقالوا له أنها لعبد الله ابن عمر فارتجف بمجلسه وقال لمن قالوا انها لعبد الله ابن عمر على الغور قال ااتونى به فلما جاء اليه مسرعا وقال لبيك يا أبي .
قال له عمر هل هذه الابل ملك لك فقال نعم يا أبي اشتربتها صغيرة ونحيفة وعملت على تربيتها لانى أعمل بالتجارة حتى كبرت واشتد عودها وأصبحت كما ترى .
فقاله له عمر نعم عندما تاتى الابل الطعام فالكل يترك لها الطعام لانك عبد الله ابن عمر وايضا عندما تأتى الى الماء فتترك جتى تشبع لأنها ابل عبد الله ابن عمر وهكذا حتى وصلت الى حالها هذا والكل يوسع لها الكرقات ويترك لها ساحة المأمل والمشرب دون مضايقة .
فهم عمر من مجلسه وقال له اذهب على الفور للسوق وقم على بيعها وخد الثمن الذى اشتريته بها والباقى ضعه فى بيت مال المسلمين يااا الله .
ما احوجنا فى هذا الزمان الى حكمة وفكر وعدل عمر بن الخطاب حتى تستقيم كل أمورنا الدنيوية ونكون سواسية لا تميز بين امير وغفير ولا بين انى وفقير ولا أبيض ولا أسود الكل يأخذ نصيبه من الدنيا بعدل وشفافية . ولكننا نرى اليوم أن أولاد ذوات المناصب العليا تسكن فى مساكن غير مساكننا تأكل طعام غير طعامنا وتشرب ماءا غير ما نشربه وتمشى بالطرقات والكل يوسع لها الطريق ويحسن له التحيات والكل يريد التقرب والتمسح لأنه ابن فلان الوزير وفلان ابن العمدة وفلان ابن رجل الاعمال ونجدهم جميعا ابناء يضربون بالأرض طولا وعرضا دون مراعاة من بجانبهم يتطالون على خلق الله من البشر وكأنهم خلقوا من ضلع أخر ولم نجد من يحاسبهم ولا يعاتبهم ولكن نجد من يدافع عنهم ويتسابق فى خروجهم من أية كارثة يفعلونها سواء بالمال او التدليس بغيره من البشر ليحمل وزه عنه .
ونرى كل يوم أمثلة كثيرة من هذا النوع من البشر سواء كانوا كبارا او صغارا وكأنهم خلقوا ولم يحاسبوا يسعون بالأرض ولا يسعون للأخرة .
رضى الله عنك بابن الخطاب ويالتنا نتعلم من حكمتك وعلمك وفكرك وحكمك وعدلك.
وشكرا جزيلا لخطيب مسجدنا انه لفت نظر الحضور لحكمة عمر لكى نراجع أنفسنا ونسير على نهجه وعدله ونعمل من الكسب الحلال واللقمة الحلال والعيشة السوية حتى نلقى الله بقلب سليم .