بقلم / محمد فرج الله الشريف
تحت عنوان إدراك اللحظة الفارقة والمشاركة في إعادة رسم خريطة العالم ونحن على أعتاب عالم جديد يعاد تشكيله وتصاغ تحالفاته
تأتي الزيارة التاريخية والموفقة للأمير محمد بن سلمان لمصر والتي تم الإعداد لها طويلا لتصبح مصر والسعودية النواة الصلبة لأحلام طال انتظارها كالسوق العربية المشتركة والجيش العربي الموحد والتكامل الاقتصادي والتجاري والسياسي والعسكري بات ذلك كله في مرمى البصر
وعلى بعد خطوة .
إن البيان الختامي لهذه الزيارة اليوم وما رافقه من اتفاقات وصفقات يعد خطوة استباقية لأحداث جسام تقبل عليها المنطقة والعالم كله عالم ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية عالم الأقطاب المتعددة
وإن لم نصبح رقما مهما في المعادلة التي تصاغ وتشكل الآن فسوف نصبح الأعشاب التي تتصارع عليها الأفيال
( وعندما تتصارع الأفيال تموت الأعشاب ) .
إن البيان الختامي اليوم لزيارة الأمير محمد بن سلمان يعد نقلة هائلة في العلاقات المصرية السعودية وترسيخا لشراكة واسعة في قادم الأيام وتأكيدا على الدور الريادي والمحوري للبلدين وأنهما لن يتركا العالم العربي تعصف به رياح الفتن ولن تكون أمتنا ريشة في يد القوى الكبرى تعبث بمقدراتها وتحويل بلادنا إلى رقعة شطرنج يلعب الكبار عليها ولكننا سنكون جزءا من اللعبة محافظين على أمننا القومي وعلى مصالحنا وسنلعب مع الكبار بمنطق الكبار منطق المصالح وتبادل المنفعة والاستفادة كل ذلك استباقا لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن الشهر المقبل وما تحمله من مساومات .
لقد أكد البيان الختامي لتلك الزيارة على الآتي : –
1- تعزيز الشراكة الاقتصادية استثماريا وتجاريا بين البلدين وزيادة التعاون الاستثماري والتبادل التجاري وتحفيز الشراكات وتم إبرام صفقات واتفاقات تجارية واستثمارية بحوالي 7.7 مليار دولار والإعلان عن عزم المملكة توجيه استثمارات في مصر تبلغ 30 مليار دولار
2- أكدا الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين أمنهما واستقرارهما وضرورة التنسيق والتشاور إزاء جميع التطورات والمستجدات .
3- التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وأنها في مقدمة القضايا العربية واتفقا على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
4- أكد الجانبان على الدعم الكامل للجهود الرامية إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني والقرارات الأممية وشددا على إدانة هجمات الحوثيين على الأعيان المدنية والمرافق الحيوية السعودية .
5- وأكد الطرفان على أهمية توصل الأطراف العراقية إلى صيغة لتشكيل حكومة جامعة تعمل على تحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والتنمية
6- كما أكد الجانبان على دعمهما لإنجاح المرحلة الانتقالية في السودان وأهمية الحوار بين الأطراف السودانية كافة بما يحقق وحدة الصف .
7- كما أكد الجانبان على أهمية أمن واستقرار وحدة الأراضي اللبنانية والحفاظ على عروبة لبنان ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية .
8- كما أكد الجانبان على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري والتأكيد على وقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري التي تهدد أمنه واستقراره .
9- كما أكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية والتوصل لاتفاق ليبي / ليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية .
10- كما أكدا على دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي والتأكيد على ضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل .
11- كما أكد الجانب السعودي على دعمه الكامل للأمن المائي المصري وذلك فيما يتعلق بقضية سد النهضة وحث إثيوبيا على عدم اتخاذ أية إجراءات أحادية بشأن ملء وتشغيل السد .