الغرب الذي خان الأخلاق وخان الإنسانية وخان مسيحيته ، الغرب الذي كفر بأنعم الله وتمرد على كل نعمة وهبها له الله ، الغرب صاحب حضارة الادعاء :
يدعي احترام حقوق الحيوان ثم يطعنه في حلبة المصارعة بالسهام حتى الموت وسط هتاف وتصفيق الحاضرين
يدعي إقامة العدل وقد تسلط على الدول الضعيفة وأنهكها وسرق خيراتها ومص دماءها وسحق هويتها ولغتها ، حتى إذا خرج منها ألقى فيها بذور الخلاف والتفكك والصراع حتى لا تقوم له قائمة .
يدعي ترشيد الاستهلاك ومساعدة الدول الفقيرة ثم تجدهم يقيمون مهرجانات يضربون بعضهم البعض بعشرات الأطنان من الفواكه والخضروات كمهرجان الطماطم ومهرجان البطيخ الذي يلبسونه أحذية في أرجلهم ، ويسكبون الألبان أنهارا في الشوارع في احتفالات صاخبة في الوقت الذي يموت فيه ملايين البشر جوعا .
الغرب الذي يدعي احترام حقوق الإنسان وقال أحد فلاسفتهم ” أما أنتم أيها المسلمون فما زلتم تقيمون علاقة مع الله أما نحن فقد نحينا قضية الإله جانبا وآمنا بالإنسان وحقوق الإنسان “
حتى إيمانهم بالإنسان وحقوقه فهو إيمان كاذب إيمان قائم على تمييز عنصري بغيض ، وقد حارب الغرب فطرة الإنسان السوية بالعري والاختلاط المشين وحفلات السكر وتبادل الزوجات .
وأخيرا المثلية الجنسية التي يتباهون بها هو سقوط بالإنسان إلى أسوأ مستنقع آسن وانتكاس للفطرة الإنسانية ، ولم تكتف بذلك بل تبذل كل جهد وتنفق مليارات الدولارات لنشر هذه المثلية البغيضة في أنحاء الأرض بل وفرضها فرضا على الشعوب .
الغرب الذي يتباهى بالصناعة لوثت مصانعه الأرض وأفسدت البيئة .
الغرب الذي تباهى بأسلحته المتطورة أشعل الحروب بلا ضمير ليفتح الأسواق ويبيعها .
الغرب الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويلقي بآخر أوراقه على طاولة الحياة حيث كانت الحرب الروسية الأوكرانية الضربة التي أسقطته أرضا وكأن الغرب كان فأرا يرتدي فراء أسد يمشي فيه مختالا ويزهو به متقمصا دور الأسد حتى جاءت هذه الحرب فنزعت عنه هذا الفراء .
الغرب الآن يعود للوراء عشرات السنوات باستخدامه الفحم كوقود بديلا للبترول والغاز الذي يبحث عنه ولا يجده .
الغرب يعاني ارتفاعا هائلا في التضخم تبعه ارتفاعا هائلا في الأسعار لم تعتده تلك الشعوب المرفهة لدرجة أن بعض الحكومات تطالب مواطنيها بتقليص عدد الوجبات اليومية والاقتصاد في الطعام فالمنتجات الغذائية التي كانوا يهدرونها في الشوارع عابثين باتت أرفف المحلات خالية منها .
الغرب الآن يعاني خلافات هائلة بين الساسة في إدارة الأزمات الحالية في ظل وجود قيادات غير محنكين ولا ذوي خبرة مما دفع العديد من الوزراء في كثير من الدول لتقديم استقالاتهم رافضين إدارة قياداتهم لتلك الأزمات وتخبطهم وتصريحاتهم الصبيانية كما حدث في بريطانيا من تقديم استقالات لعدة وزراء في أسبوع واحد .
الغرب الآن يعاني ضعفا ملحوظا في القبضة الأمنية حيث تشهد العديد من الدول الغربية أعمال عنف وقتل وتفجيرات غير مسبوقة .
وأخيرا التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية ليست في صالح الغرب على الإطلاق حيث ارتفعت درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة وقلت نسبة هطول الأمطار في أوروبا تحديدا مما أدى إلى الجفاف والتصحر في مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ، ناهيك عن حرائق الغابات .
إن احترام القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية وما حثت عليه الأديان من فضائل هو الحضارة الحقيقية ، الحضارة التي تبقى وتستمر ، الحضارة التي ينعم فيها الإنسان بإنسانيته ورقيه الحقيقي ، الحضارة التي ترفع من شأن الإنسان وترتفع به ارتفاعا يليق بأنه خليفة الله في الأرض .