كتبت: سحر عبد الفتاح
صدر مؤخرًا عن دار “منشورات المحرر” كتاب “النزوح وبعض مظاهره في المجتمع التكريتي” للباحثين العراقيين مهند يحيى حسن، ودعاء محمد إسماعيل.
والكتاب هو دراسة إحصائية/ اجتماعية/ أدبية خاصة بالمناطق المتعرضة للتهجير، بعد سيطرة داعش عليها.
يرصد الكتاب أهم التغيرات التي طرأت على تلك المناطق من وجهة نظر اجتماعية واقتصادية وأمنية، عن طريق ما تم توثيقه سرديًّا من قبل أدباء إحدى تلك المناطق -مدينة تكريت العراقية- كأنموذج حي للتعبير عن أزمة التهجير وإفرازاتها على المديين القريب والبعيد.
وقد تضمن الكتاب مبحثين، الأول: دراسة مبنية وفقًا للمنهج الوصفي، أما الثاني فقد تضمن استعراضًا سيميائيًّا بسيطًا لأهم ما تضمنته تلك المدونات الأدبية المدروسة، والتعريف بشخصوها من قبل معديها.
وقال الكاتب مهند يحيى، إن ظاهرة النزوح تعد من أهم المشاكل التي بدأت تطرأ على العديد من مجتمعات دولنا العربية –غير المستقرة سياسيًّا– وقد اتخذ من مجتمع العراق ومن مسقط رأس السلطان صلاح الدين الأيوبي والرئيس العراقي السابق (صدام حسين) أنموذجًا، للحديث عنها؛ كونها من المناطق المستهدفة على الصعيدين المذهبي والإثني من قبل من تسلم مقاليد السلطة بعد الـ 2003.
ولفت إلى أن الكتاب تضمن مواضيع جريئة، لم يتعرض إليها أحد من قبل؛ كونهما –هو وزميلته- مزجا فيه بين الدراسات ذات الطابع المنهجي/ الوصفي، لمجتمع تم انتقاء عينته قصديًّا، ومعالجة بياناته إحصائيًّا، بطريقة أهلتهما للتعرف على مصداقية ومقدرة أداة قياس الظواهر المراد قياسها من كشفها، وقد تم تعزيزها بنماذج أدبية لكتاب معروفين بمدوناتهم الأدبية –من تلك المناطق- تطلبت عملية فرزها وقتًا تجاوز الثلاثة أشهر وأكثر، وقد تمت دراستها بشكل سيميائي، ومن ثم عرضها مع سير مختصرة لهم كملاحق في نهاية الكتاب .
وأشارت الكاتبة دعاء محمد إسماعيل، إن الكتاب يمثل لها يعد تجربة جديدة في عالم التأليف، لم يعهدها أحد، فهي ستكون محط أنظار الدارس الاجتماعي، والمهتمين بمراقبة الشأن السياسي للمناطق المتعرضة لفعل داعش، والدارس في مجال الأدب على السواء؛ كون الكتاب جمع بين منهجين مختلفين، بطريقة توافقية بسيطة، كما يمكنها من تعريف وتعليم الكاتب الناشئ؛ لأهم مفردات وعتبات كتابة أي نص سردي .