هل تشتعل حرب عربية إيرانية ؟ بقلم/ محمد فرج الله الشريف


منذ الحرب العراقية الإيرانية ثمانينيات القرن الماضي والأجواء غير صافية وسماء العلاقات العربية الإيرانية ملبدة بالغيوم
لكن في السنوات الأخيرة بدأ الشرخ العربي الإيراني في الاتساع بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين وخروج مسئول إيراني كبير يصرح ويقول ” لقد سقطت العاصمة العربية الرابعة في قبضة إيران ” في إشارة إلى صنعاء وقبلها ثلاث عواصم هي بغداد ودمشق وبيروت.
كان ذلك التصريح الاستفزازي إيذانا باشتعال الأجواء وانتباه العرب للخطر الإيراني وأن إيران ماضية في محاولة إسقاط عواصم أخرى ولا ننسى محاولة إسقاط المنامة العاصمة البحرينية لولا تدخل قوات خليجية تحت اسم ( درع الجزيرة ) .
ثم لم تتوان إيران في إضعاف تلك الدول التي سيطرت عليها من خلال زرع المليشيات المسلحة وإمدادها بالسلاح الوافر المتقدم لتحكم قبضتها وتمرر مشاريعها وخططها كفتح طريق بري لها عبر العراق وسوريا إلى البحر المتوسط والتحكم في قرارات تلك الدول .
كان سقوط صنعاء تحديدا في يد الحوثيين أمرا مزعجا للسعودية التي اعتبرته خنجرا في خاصرتها.
ومن تلك اللحظة بدأ التفكير العربي المشترك لإنهاء سيطرة إيران على تلك العواصم العربية وإضعاف مليشياتها المنتشرة في بلداننا العربية ومواجهة الخطط الإيرانية التي تحاك ولا تتوقف .
ومما أشعل الأجواء أكثر وأكثر هو الرغبة الملحة والإصرار الإيراني على التفوق العسكري في المنطقة بامتلاك السلاح النووي الأمر الذي سيعقد الأمور كثيرا.
لكن السؤال المهم الآن هو : هل تشتعل حرب عربية إيرانية ؟
الإجابة: لا أحد يتمنى أن تشتعل مثل هذه الحرب وهو أمر شبه مستبعد للأسباب الآتية:-
1- دول الخليج لا ترغب في هذه الحرب تلك الدول التي بنت خلال العقود الماضية قلاعا اقتصادية هائلة وحققت نهضة كبيرة من الأمن والاستقرار والرخاء ولا تريد أن تنسف ذلك كله في حرب تدمر هذا الاقتصاد الواعد والمنطلق بسرعة الصاروخ وتعيد تلك البلاد إلى نقطة الصفر . حرب الكل فيها خاسر .

2- إيران لا ترغب في مواجهة مباشرة مع الدول العربية بسبب هشاشة اقتصادها فهي تدرك تماما أنها لو استطاعت أن تصمد عسكريا لوقت طويل فإنها غير قادرة على الصمود اقتصاديا في حرب قد تطول لشهور أو أعوام أمام دول الخليج الغنية .

3- الطرفان يدركان تماما أن هذه الحرب لو اشتغلت الآن في هذه الأجواء الدولية الملتهبة حتما ستكون حربا عالمية بامتياز لأن الكبار المشحونين سيتدخلون لتصفية حساباتهم الخاصة على موائد العرب وإيران .

4- شعور الطرفين بارتياب من الرغبة الإسرائيلية الجامحة لإشعال تلك الحرب والدفع بقوة نحوها وإلقاء المزيد من الحطب لتأجيج الصراع .
فهناك سؤال منطقي يجب أن يطرحه العقل العربي الذي خبر إسرائيل جيدا ‘
ماذا لو حشدت إسرائيل العرب خلفها لتلك الحرب وأدارت الدفة وألقت البنزين على النار حتى منتصف الطريق ثم تركت الجميع وعادت لتقف موقف المشاهد المتفرج !!؟؟
لذلك كانت كلمة الأمير محمد بن سلمان في قمة جدة أمس واعية ومدركة لتلك الأبعاد حيث قال نصا :
” ندعو إيران باعتبارها دولة جارة يربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءا من رؤية تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والاحترام المتبادل بين دول وشعوب المنطقة من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفاء بالتزاماتها “
لذا يجب على الجميع البحث عن جسور مشتركة للتفاهم والتواصل وبناء الثقة حفاظا على الأرواح والممتلكات وحقوق الأجيال القادمة في العيش في أمن وسلام .
حفظ الله بلادنا من كل سوء وشر وجنبنا ويلات الحروب وألهم الجميع الرغبة في إعلاء قيم السلام والخير .

Loading

عبير سليمان

Learn More →