الأمم المتحدة الدورة 77 للجمعية العامة تبدأ أعمالها والرئيس كوروشي يؤكد أنه لا يمكن العودة إلى “العمل كالمعتاد بقلم ليلى حسين

في الجلسة الأولى العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلن الرئيس تشابا كوروشي أن “الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم” هي شعار رئاسته. وأكد في كلمته أن مهمة المجتمع الدولي تتمثل في العمل معا عند وجود خلافات، وبناء الجسور عندما تكون هناك انقسامات عميقة، قائلا إن قاعة الجمعية العامة هي مكان لبناء الثقة – لتحقيق السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان

واستهل السيد كوروشي الجلسة بدعوة الدول الأعضاء إلى الوقوف دقيقة صمت للصلاة أو التأمل.

وقال في أعقاب ذلك: “بينما نبدأ الدورة السابعة والسبعين، فإننا نفعل ذلك في عالم تتسع فيه الانقسامات الجيوسياسية وعدم اليقين الذي طال أمده.

وأوضح أن الجائحة – رغم أنه بات بالإمكان إدارتها – تستمر في إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم؛ إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد، وارتفاع أسعار الطاقة، واضطرابات سلسلة التوريد العالمية، كل ذلك يعني كمية أقل من الغذاء لأولئك الذين يعانون بالفعل من نقص فيه، بينما يهدد التضخم القياسي بزعزعة مجتمعاتنا.

وأضاف أن الصراع يخلق اضطرابات إنسانية لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، ويختبر قوة مؤسساتنا.​

وكان الصراع في أوكرانيا نقطة تحوّل بالنسبة لنا جميعا، بحسب السيد كوروشي، وحذر من أنه ما لم نتوخى اليقظة، يمكن لطريقة تسمّى “الحرب” – مستهجنة ومستنكرة بحق لعقود – أن تظهر مرة أخرى بشكل متكرر في مجموعة أدوات حياتنا الدولية.​

وقال: “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لدعم وحماية قيم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه. لا يمكن يكون هناك انتقاء، وبالتأكيد ليس في هذه الأوقات المضطربة، وغير المؤكدة.”

ودعا إلى اعتماد نهج وقائي وإنهاء النزاعات والأزمات قبل اندلاعها.

“الحلول من خلال التضامن والأستدامة والعلوم .

أشار السيد كوروشي إلى أن العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة للحصول على إجابات. وتتحمل الجمعية العامة، بصفتها الهيئة التداولية الرئيسية في المنظمة مسؤولية خاصة.

وقال: “بعد أن بدأت فترة ولايتي كرئيس، أهدف إلى تسخير المواهب لهذا المجتمع من الدول الأعضاء في صياغة الحلول المنهجية اللازمة لتغيير عالمنا. بقبولي هذا الامتياز، تعهدت أن أعمل كوكيل للتعددية والتعددية الثقافية والتعددية اللغوية.“​

سأبذل أنا وفريقي قصارى جهودنا للدفع باتجاه ’الحلول عبر التضامن والاستدامة والعلم‘ – الشعار الذي اخترته لهذه الرئاسة

كما تعهد بأن الحياد سيكون السمة المميزة للعمليات. “سأبذل أنا وفريقي قصارى جهودنا للدفع باتجاه​ ’الحلول عبر التضامن والاستدامة والعلم‘​ – الشعار الذي اخترته لهذه الرئاسة.

ومن هنا، أعرب عن رغبته في اتباع نُهج متكاملة وتعزيز دور العلم في تشكيل القرارات.​

وتابع يقول: “سأعمل على تعزيز التقدم القابل للقياس في تحوّل الاستدامة – وغرس التضامن الذي نحتاجه لتحقيق اختراقات أو لتجنب الكوارث في المستقبل.

وأوضح أن تقييم​ أهـداف التنمية المستدامة​ لا يكفي ببساطة، وقال: “نحن بحاجة إلى المزيد من العلم إلى جانبنا إذا أردنا تحقيق الأهداف بحلول عام 2030. ويجب علينا جميعا بذل المزيد من الجهود، لأنه كما قال أبراهام لينكولن ’لا يمكنك الهروب من مسؤولية الغد بالتهرب منها اليوم‘.

وشدد على أن الأمم المتحدة قادرة على توفير الموارد لتقديم المساعدة المنقذة للحياة .

ويجب

 أن نستخدمها بأفضل ما لدينا من قدرات. لا يمكننا أن نسمح للتوترات الجيوسياسية أو انعدام الثقة بأن تكون عقبات في نهاية المطاف أمام الحفاظ على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.”

أزمات متفاقمة

حذر السيد كوروشي من أنه مع ارتفاع حرارة كوكبنا، وندرة الموارد الطبيعية، ستزداد الصراعات سوءا. وتستعد أزمة المياه لتصبح أكبر تهديد مقبل لنا.

كما تطرق إلى ما شهدته الأسابيع الأخيرة من درجات حرارة قياسية وحرائق مستعرة وفيضانات مدمرة. “يبدو كما لو أن الطبيعة الأم تقاوم. لكن القليل من أسلحتها مدمرة مثل تلك التي صنعناها بأنفسنا.

وأشار إلى مخاطر استخدام الأسلحة النووية “الذي لم يكن أبدا خلال الأعوام الأربعين الماضية أكبر مما هو عليه اليوم.” وأكد أن هذا الواقع المشؤوم يدعونا جميعا إلى الاتحاد حول مسألة نزع السلاح. وينطبق ذلك أيضا على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، والتي يُعدّ انتشارها عقبة كبيرة أمام تنميتنا وتقدمنا في جميع أنحاء العالم، وقال: “يجب أن نعمل على وقف تجارتها غير المشروعة.”

وشدد على أنه لا يمكننا ببساطة العودة إلى​ العمل كالمعتاد” بمفهومه المعروف قبل الجائحة. لن نعود إلى الوضع الطبيعي القديم. الطريقة الوحيدة لتحقيق نتائج أفضل هي عبر التحوّل.

وقال: “إن ملامح التحوّل الذي نحتاجه معروفة بالفعل. إن أجندة عام 2030 للتنمية المستدامة، وإطار سنداي واتـفاق باريس​ وأجندتنا المشتركة كلها توجهنا في الاتجاه الصحيح. ما تبقى أن نراه هو ما إذا كنا سنحقق ذلك.”

فرصة للاحتفاء بالأقليات

وقال الرئيس كوروشي إن الاجتماع رفيع المستوى الذي يُعقد في الأسبوع المقبل للاحتفال بالذكرى الثلاثين لاعتماد​ إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية، سيشكل فرصة لاحتضان حقوق الإنسان واتخاذ نهج شامل لها.

وقال: “أدعو جميع الدول الأعضاء إلى إدراج التعهدات الطوعية في بياناتها الوطنية للمضي قدما بشكل مشترك في تنفيذ الإعلان والتأكد من أن هذا الاجتماع له نتيجة إيجابية وتطلعية.”

وأعرب عن تطلعه قدما للعمل مع مجلس حقوق الإنسان، مهنّئا​ السيد فولكر تورك​ على تعيينه في منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأكد أنه خلال عمله، سينخرط بشكل وثيق مع مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وهيئات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة.

وتابع يقول: “أعتزم تعزيز عملية التنشيط الحاسمة، وكذلك متابعة الإصلاحات الرئيسية الجارية بقيادة الأمين العام، لجعل الجمعية العامة والأمم المتحدة مناسبين للغرض.”

وأكد في نفس الوقت أن الأفكار الجيدة ليست حكرا على الحكومات: “يجب علينا المشاركة بشكل هادف مع شركائنا في المجتمع المدني والأكاديميين والقطاع الخاص.” كما دعا إلى التواصل بنشاط مع الشباب، وإشراكه في كل ما نفعله، “بحيث عندما يجلس في هذه المقاعد، يمكنه أن يخرج بخطط أفضل وأفكار أفضل مما فعلنا.

الأمين العام: تحديات مماثلة تواجهنا اليوم

استهل السيد غوتيريش كلمته بتهنئة السيد تشابا كيروشي على توليه رئاسة الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة. وأشار إلى شعاره “الحلول من خلال التضامن، الاستدامة والعلوم” قائلا تلك مكونات ضرورية للتصدي للتحديات المشتركة وتطوير الحلول من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلما.

وقال: “لا تزال التحديات العديدة التي حددت الدورة السادسة والسبعين معنا إلى حدّ كبير، ونحن نتطلع إلى الدورة السابعة والسبعين. إننا نواجه عالما في خطر خلال عملنا للنهوض بالسلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.”

وشدد على أن التصدي للتحديات المشتركة سيتطلب تضامنا مستمرا، من النزاعات وتغير المناخ، إلى نظام مالي عالمي معطل يخذل البلدان النامية، إلى الفقر وعدم المساواة والجوع.

الأمم المتحدة بيت التعاون

وقال إن الأمم المتحدة هي بيت التعاون، والجمعية العامة هي الحياة داخل هذا المنزل.​

أنتم تمثلون القلب النابض للتعاون العالمي. وستسمر الأشهر المقبلة في اختبار قوة ومتانة النظام متعدد الأطراف الذي تمثله هذه المنظمة.”

وأضاف أن العالم يتطلع إليكم لاستخدام جميع الأدوات المتاحة للتفاوض والتوصل إلى توافق في الآراء والحلول.​

وقال: “النقاش. المداولة. الدبلوماسية. تمثل هذه الأدوات الأبدية أفضل طريق لعالم أفضل وأكثر سلاما.

ودعا في ختام كلمته إلى أن تكون الجلسة السابعة والسبعين لحظة تحوّل للناس والكوكب على حدّ سواء. وشدد على أنه يمكن التعويل على دعمه الكامل لعمل الجمعية العامة في هذا العام المقبل.

للمزيد من الأخبار حول نشاطات الأمم المتحدة في العالم والمنطقة العربية وجمهورية مصر العربية،​ تابعوا موقعنا على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي حيث ننقل لكم​ آخر المستجدات الخاصة بعمل الأمم المتحدة.

Loading

ليلى حسين

Learn More →