كتبت: سحر عبد الفتاح
يقيم منتدى الشعر المصري بحزب التجمع ندوة لمناقشة ديوان ملامح ظلي
للشاعر محمد الشحات الصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ،
يشارك في المناقشة الناقد د. احمد فرحات والشاعر الناقد د. محمد السيد
إسماعيل ، والناقد د. عمر محفوظ الاستاذ بكلية دار العلوم ويديرها
الشاعر عيد عبد الحليم.
وذلك في السادسة مساء الأثنين 5ديسمبر بالمقر المركزي لحزب التجمع 1ش
كريم الدولة ميدان طلعت حرب القاهرة
تنتمي قصائد الديوان الجديد إلى ما بعد الحداثة، ويتبّع فيها الشاعر
المنهج الرمزي، بحيث يبدو النصّ الشعري ملتبسًا ويعتريه شيء من الغموض.
ولهذا يمكن اعتبار لغة الديوان إيحائية، بحيث يتجاوز الشعر وظيفته
الأساسية في نقل المعنى والصور لينقل الى القارئ وقعها النفسي بغية توليد
مشاركة وجدانية من داخل الشاعر الى المتلقي مباشرةً.
قالت عنه لناقدة هبة السهيت أنّ الظل هو الجانب الخفي الذي يرمز إلى
“وجهنا الآخر” و”شقيقنا المظلم” الذي من جنسنا، والذي رغم كونه غير
مرئي، فهو لا يفارقنا أبداً ويشكِّل جزءاً لا يتجزأ من كلِّيتنا، بل إنه
“الطرف المقابل” لأنيَّتنا الواعية: “كلنا متبوع بظل، وكلما قلّ اندماج
هذا الظل في الحياة الواعية للفرد كان أشدّ سواداً وقتامة، واللقاء مع
الظل على هيئة حوار بينه وبين الأنا، لحظة مُكرِبة جداً: فالانا تتعرض
لخطر الغرق في النوازع المكبوتة التي تقرّ بنسبتها إليها والتي تتضاد
ونوازعَها الواعية”.
وقال عن الديوان الدكتور احمد فرحات تتشكل نواة البنية السردية في ديوان
ملامح ظلي لمحمد الشحات من خلال تبني خاصية التجريب الذي ينفي الحدود
الفاصلة بين الأنواع، التجريب في اللغة والتركيز على مستوى الدلالات
اللغوية والتجريب المعتمد على العمل الواحد بوصفه سياقا متحدا، وإن تعددت
تقسيماته الموضوعية وغيرها. فالمتأمل في شعر محمد الشحات من خلال ديوانه
عبر متوالية قصائد “ملامح ظلي” يمكن أن يلمح الموقف السردي في النص
الشعري وتأثيره بصفة لافتة بموقف الشاعر من لغته وتراثه ومحيطه الحضاري
وإرثه الثقافي العام والخاص، وأدواته الفنية واستيعابه تقنيات الفنون
المعاصرة والقديمة في آن واحد من مسرح وسينما وفنون قولية وأخرى غير
قولية، تعين الشاعر ليستوعب السرد الشعري
قال عن الديوان د. مصطفى عطية جمعة من عنوان الديوان ومن خلال القصيدة
الأولى فيه، نجد رؤية غاية في الفرادة، وتمثل إضافة إبداعية نوعية، حيث
سعى الشاعر إلى أنسنة الظل، ومن ثم فصله عن ذاته، وبدلا من أن يكون الظل
تابعا للذات الشاعرة في تنقلاتها، ويبدو في عينيها عندما يكون الجسد تحت
ضوء الشمس، أو في معية أضواء المصابيح، فإن الظل صار ذاتا مستقلة،
يحاورها الشاعر، ويجاورها، ويصارعها، ويتلقى الصفعات منها، بل إن الظل
بات رقيبا على الذات الشاعرة، يحاسبها على تصرفاتها، بل ويسابقها أينما
ذهبت، لندرك أنها حوارية الذات مع نفسها، فما الظل إلا صورة أخرى للذات،
ولكنها باهتة نوعا ما، إلا أنها في القصيدة ساطعة بقوة.