عقد معهد التخطيط القومي الحلقة الثالثة من نشاط (لقاء الخبراء) للموسم العلمي 2022/2023 تحت عنوان “أزمة الأعلاف والإنتاج الداجني في مصر” لمناقشة أزمة الأعلاف الراهنة من حيث المظاهر، والأسباب، والتداعيات، والحلول، وذلك بحضور نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في هذا المجال من داخل وخارج المعهد.
في هذا الإطار أوضحت أ.د. فادية عبد السلام (المنسق العام للقاء الخبراء) أنه تم مناقشة مجموعة من القضايا الهامة ذات الصلة بقضية أزمة الأعلاف والإنتاج الداجني في مصر في مقدمتها، تباطؤ الإفراج المرحلي عن شحنات الذرة وفول الصويا المكدسة في الموانئ و قرار البنك المركزي المصري الصادر في فبراير 2022 بوقف التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ كافة العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية. وتم استعراض حجم الإنتاج المحلي والاستهلاك الفعلي من الدواجن وبيض المائدة في الفترة الأخيرة، واحتياجات صناعة الدواجن من الأعلاف والمواد الخام إضافة إلى أزمة تنامي حجم ونشاط السوق السوداء للأعلاف في مصر. كما تم استعراض حجم الأضرار التى لحقت بصغار المربيين والتي قد تهدد بخروجهم من هذه الصناعة، ومناقشة دور الزراعة التعاقدية والتعاونيات الزراعية والبنك الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف في الأجلين المتوسط والطويل.
وقد خلص اللقاء إلى تقديم بعض التوصيات في مقدمتها، ضرورة الإفراج الفوري عن شحنات الأعلاف والذرة وفول الصويا المكدسة في الموانئ ومراقبة توزيعها داخل السوق المحلي، والتسعير العادل لها للحد من احتكارات المستوردين، وكذلك ضرورة تنويع مصادر استيراد الأعلاف والمواد الخام اللازمة لتصنيعها عن طريق البحث عن شركاء تجاريين جدد، مع بحث إمكانية تطبيق آلية مبادلة العملات Currency Swap والصفقات المتكافئة Trade Counterأو الترتيبات التجارية Arrangements Trade للحد من الطلب على الدولار في ظل نقص الموارد الدولارية فى الوقت الراهن.
كما تم التوصية بـضرورة تفعيل دور الزراعة التعاقدية والتعاونيات الزراعية والبنك الزراعي المصري للتوسع في الإنتاج المحلي للذرة الصفراء وفول الصويا، والتوسع فى اتفاقيات الزراعة التعاقدية بالدول الأفريقية وتحديدًا دول الكوميساCOMESA لزراعة هذة المحاصيل لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها في الأجلين المتوسط والطويل.
كما أكد المتحدثون على ضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة في تحسين إنتاجية القطاع الزراعي باستحداث تقاوي عالية الإنتاج أخذًا فى الاعتبار ترشيد استهلاك المياه ورفع كفاءة استخدامها، ولاسيما في الأراضي الجديدة، وإعادة تدوير بعض المخلفات الزراعية واستخدامها كأعلاف بديلة للدواجن، مثل تفل الطماطم والبنجر والبرتقال بإضافة مادة الأمونيا، وكذلك التوصية باستخدام ألواح التين الشوكي كأعلاف للحيوانات والدواجن، حيث تعطي معدلات أعلى في إنتاج اللحوم والألبان تضاهي الأعلاف التقليدية، كما أنها تعمل على تحسين مناعة الحيوانات والطيور وتقلل معدلات إصابتها بالأمراض والأوبئة.
وفي ختام اللقاء تم التأكيد على ضرورة إعادة تفعيل دور الإرشاد الزراعي ليكون حلقة الوصل بين المراكز البحثية والمزارعين في نقل التكنولوجيات الحديثة في الإنتاج، وكذلك تفعيل دور الجهات الفاعلة في إنتاج واستيراد وتسويق أعلاف الدواجن في مصر وهي (وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة التموين، والبنك الزراعي، وشعبة الدواجن بالغرف التجارية، وغرفة صناعة الدواجن).
هذا وقد حضر اللقاء نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين فى هذا المجال من خارج المعهد من بينهم د. أيمن حافظ عميد كلية الزراعة جامعة المنوفية، ود. طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، ود. هدى رجب رئيس مركز الزراعات التعاقدية، ود. أسامة زعتر الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، ود. محمد فتحي سالم أستاذ التكنولوجيا الحيوية بجامعة السادات، ود. خيري العشماوي أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، وأ. عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة- اتحاد الغرف التجارية، وأ. أبو الفتوح عبد المعز رئيس شعبة بدارى اللحم –الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ود. محمد شافعي من كبار منتجي الأعلاف ومربي الدواجن وعضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ود. علاء علي رئيس مجموعة قطاعات دعم الائتمان- البنك الزراعي المصري، ود. محمود جلال الباحث والمخترع.