بقلم / محمد فرج الله الشريف
يعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وبالقرب من حدودها الجنوبية مع سوريا فجر الاثنين الماضي يصنف أنه زلزال كبير ويقترب من تصنيفه كزلزال كارثي مدمر حيث بلغت شدته 7.9 بمقياس ريختر ( مرفق مع المقال جدول يبين تصنيف الزلازل حسب قوتها ومدى تأثيرها ومرات حدوثها في العالم كل عام ) .
يعد هذا الزلزال هو الأعلى منذ سنوات طويلة الذي يضرب هذه المنطقة ووصل تأثيره إلى كل دول شرق المتوسط ومنها مصر حيث شعر به سكان القاهرة . إذ يبعد مركز الزلزال عن مدينة رفح المصرية 690 كيلو متر شمالا .
بلغ عدد ضحايا الزلزال حتى هذه اللحظة ( 3200 ) في الجانب التركي و ( 22000 ) مصابا
أما في الجانب السوري فبلغ عدد الضحايا ( 1650 ) و نحو ( 8000 ) مصابا والأعداد مرشحة أن تتضاعف وقد واقتسم الجانبان المتصارعان في سوريا عدد الضحايا والمصابين فنصفهم في الجانب الذي يسيطر عليه النظام والنصف الآخر في الجانب الذي تسيطر عليه المعارضة .
قبل وقوع الزلزال بيوم واحد تساقطت ثلوج هائلة على المخيمات التي يسكنها النازحون في الشمال السوري وحاصرت الثلوج خيامهم في وضع مأساوي مرعب ولم يلتفت أحد إلي معاناتهم أو يشعر أحد بلسعة البرد التي تفتت الضلوع وصمت آذان العالم لصرخاتهم ,
فلعل امرأة ضعيفة أو شيخا محزونا أو طفلا عاجزا ألهبه الصقيع فصرخ رافعا يده إلى السماء داعيا ربه دعوة مظلوم مكروب , دعوة من تقطعت به السبل وتخلى عنه الجميع فاهتزت الأرض غضبا لتلفت أنظار العالم القاسي المتوحش لأناتهم ،
العالم الذي لا تمتد يده إلا للدمار والتخريب والقتل .
فمتى يفيق الإنسان من غفلته وجبروته ويدرك أننا نعيش على أرض واحدة وأن البشرية تحيا في مركب واحد فغرقه هلاك للجميع ونجاته نجاة للجميع !؟
متى يدرك الإنسان الغافل أنه ضعيف أمام قوة الله وجبروته وأن جنود الله قادرة على إفناء الأرض بهزة أو رجفة أو صيحة !؟
متى تنتهي النزاعات والصراعات بين الدول أو بين أبناء الدولة الواحدة التي لا يقاسي ويلاتها إلا الضعفاء والأبرياء والأطفال والعجزة !؟
وهل يهز هذا الزلزال ضمائر البشر التي صدأت وقلوبهم التي قست وعقولهم التي تبلدت ويعود الإنسان إلى رشده !؟ .
( مرفق في هذا المقال صور لمأساة سكان المخيمات إثر موجات البرد القارص والثلوج التي غطت مخيماتهم ) .
#هزاتالزلازلعلىوقعصرخات_المخيمات