ذبيح قطعة الجاتوهبقلم / محمد فرج الله الشريفشهدت محافظة القليوبية اليوم جريمة بشعة حيث قام أربع أشخاص بذبح صاحب محل حلويات بعد أن اشترت طفلة عمرها 14 سنة قطعة جاتوه ثم أرادت استرجاعها فرفض محمد صاحب المحل الذي رأى أن القطعة تم العبث بها فغادرت الطفلة إلى بيتها وعادت بأربعة أشخاص مسلحين بأسلحة بيضاء فنشبت بينهم وبين محمد مشاجرة قاموا على إثرها وبدم بارد بنحره من رقبته وطعنه عدة طعنات .لتضاف تلك الجريمة إلى سابقاتها ومثيلاتها من الجرائم المشابهة .أن أصابع الاتهام لا توجه إلا للدولة التي تخاذلت في التصدي لمثل هذه الجرائم والتي لا تفصل في القضايا ولا ترد الحقوق ولا تحمي الضعيف من القوي ولا تضرب بيد من حديد على يد مرتكبي الجرائم العابثين بأرواح الناس ودمائهم فأصبح ذبح إنسان أسهل من ذبح بهيمة .حتى متى سيظل هذا الصمت المخزي والسلبية المفرطة تجاه مثل هذه الجرائم .أما آن الأوان للأعضاء الموقرين ببرلماننا الموقر أن يتقدموا بمشاريع قوانين تغلظ عقوبة الاعتداء على الغير بالقتل أو الضرب أو السب .أما آن الأوان لوضع قوانين رادعة لحاملي الأسلحة النارية والبيضاء .أما آن الأوان لرجال الشرطة أن يصبحوا أكثر يقظة ونجدة وسرعة وغوث لكل من يعتدى عليه .إن المهمة الأولى والأساسية للشرطة ورجال الأمن هي منع الجريمة قبل حدوثها وليس القبض على مرتكب الجريمة .أما آن الأوان لنرى شرطة مرهوبة الجانب يلجأ إليها الناس لأخذ حقوقهم بدلا من أخذه بالقوة والعنف والبلطجة .أنقذوا المجتمع قبل أن يفوت الأوان ويتحول إلى غابة حقيقية لا مكان فيها لشرطة ولا لقانون وإنما مرتع للبلطجية المدججين بالسلاح .أوقفوا نزيف الدم الذي يسيل كل يوم في شوارع مصر ,احموا الأسر التي تتمزق قلوبهم كمدا وحزنا وألما على ضحاياهم .احموا أجيالا تولد فترى أمامها الحقوق لا تسترد إلا بالقتل والذبح فتتشوه فطرتهم ويشبون ويألفون البلطجة والعنف .إن التصدي لهذه الجرائم ومنعها والأخذ بقوة على يد مرتكبها لهو أمن قومي حقيقي يضمن لمجتمعنا التماسك ويقوى لدى أفراده الولاء والانتماء .