أردوغان الجديدبقلم/ محمد فرج الله الشريفأردوغان الذي نجح في الانتخابات التركية الأخيرة هو أردوغان الجديد ، أردوغان الذي أدرك أن مصر والسعودية والإمارات ليسوا أعداء لتركيا .أردوغان الذي أدرك أن العدو الحقيقي هو الغرب المتآمر على الجميع .أردوغان الذي عدل خطابه ووجهة نظره تجاه العرب .أردوغان الذي أصبح في خندق واحد مع مصر والسعودية والإمارات هو خندق الرفض للامبرالية العالمية والهيمنة الغربية ، خندق الرفض لسطوة وسيطرة القطب الأوحد ، خندق التوجه نحو الشرق .أردوغان الذي يبحث عن أرض مشتركة تجمعه مع مصر وها هما على وشك إعادة العلاقات الدبلوماسية لوضعها الطبيعي بل وعلى أعلى المستويات وقريبا خلال الأيام القادمة سيلتقي الرئيسان السيسي وأردوغان .أردوغان الذي دعا تركيا للتصويت لوزير السياحة والآثار المصري السابق خالد العناني المرشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو للفترة القادمة .أردوغان الذي أدرك أن الإسلام العربي في مصر والسعودية والإمارات هو نفسه الإسلام التركي وكان من الخطأ الجسيم أن نفرق بين إسلام تركيا وإسلام العرب .في الوقت الذي كان المرشح المنافس لأردوغان وهو كمال كليتشدار أوغلو مدعوما من الغرب ويتبنى سياستها ووجهة نظرها ومن المؤكد أنه سيكون في صدام مع العرب للاختلاف الواسع في وجهات النظر والتوجهات .وعلى هذا فإن فوز أردوغان يصب في المصلحة العربية والإقليمية ، فمرحبا بأردوغان الجديد شريكا لمصر .بل إننا ندعو ونتمنى لأن تتجاوز العلاقات المصرية التركية مجرد التطبيع للوصول إلى تحالف إقليمي كبير سيكون له فوائد هائلة للطرفين وللمنطقة وسيكون ضربة موجعة لعدونا المشترك إسرائيل .
