قبل آدم جديدبقلم / محمد فرج الله الشريفطوقني ابن حزم بطوق الحمامة , وأشجاني القمر الساري بين السحب يتغزل في الكون ويثني على الذات العظمى , هامت روحي طائرة سابحة في الأفق الأعلى , تبحث عن سر الكوكب , تبحث للإنسان عن الحب الأعظم ؛ كي يبنى الكوكب ويؤسس على لبنات من نور .هناك التقينا لحظة الاكتمال أردنا الامتزاج وكان الحب شعارا , كان الصفاء ونقاء النفوس سبيلا للوصول , كانت باحثة عن فردوس – والفردوس دوما كان طريقا للذائب في أحضان العشق – كانت أعذب أنشودة .شفاه كانت صامتة خجلا لا تنطق , وعيون بكل بلاغة الصمت تنهمر دموعا تتحدث . ما أصعب أن تمتزج ابتسامة حب بدموع الخوف من الفصل !أخذت تكتمل الدائرة التي تريد الانغلاق وتتحقق وحدة الحياة وتتصل السلسلة المتفرقة الحلقات فيكتمل الشكل ويصبح سحريا ,وقفت زاهرة باسمة في فصل الربيع تموج بإحساسات ورحيق يتدفق , فتميل الشمس النارية وتكون سلاما ,وفي لحظة الملامسة ينزل سيف القهر باسم التمزيق والتفريق ؛ ليرتفع ستار الفصل الثاني فتتساقط الأوراق – هل يخلو الفضاء من انفجار النيازك ؟ – كان التاريخ يأبى الامتزاج فأعلن بكل قوة انصبوا الصليب واصلبوه , علقوا المشانق واشنقوه لأننا امتزجنا , لأن حبنا ليس أرضيا , صوفي في بعض جوانبه , قام ليكسر شكلا مكتملا , يذبحنا ليكون العاشق والمعشوق ضحايا وتسيل دمانا في مجرى التاريخ , انكسر شعاع الحب الغارق في أروقة الروح , وانطفأ وميض أحببناه ,في لحظة الانقسام كانت أناملنا تتجاذب تأبى التباعد , تصرخ ضمني , ضعني في بستان آخر , في كوكب آخر , فمد العاشق يديه بغير ذراع . وقطر قلبي عبرة كنت خبأتها لتروي ظمأ آلاف السنين , خبأتها لتسقط عبر تاريخي , وقطرت شفتاي ابتسامة من زمن النبوة كنت أنوي أن أوزعها على كل العشاق , ابتسامة تحمل كل خلاصة الرومانسية الأرضية وبعض من رومانسية أخرى .وعلى أبواب الميدان سقط الفارس المنتظر والفرس الأبيض غاصت قدماه , والزهرة تقتات الأملمثقلة الأنفاس وقفت وحيدة باكية رحيقها , فأشفق ابن عربي علي : يا نبتة عشب خرجت في وسط الزحمة في أرض بوار حتما ستموت وتتحلل بفعل الحب واللاحب , ثم تخرج دوحة جديدة ترتوي من دمائك فتعود ثمارا يقطفه الخلق فيكونون أنت من جديد من حيث يعلمون أو لا يعلمون , ويشتعل الحب وتعود الروح إلى الجسد ويظل الفصل الثالث بلا نهاية ولا يسدل الستار .

قبلآدمجديد

محمدفرجالله_الشريف

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →