عداوة أم صداقة بين إيران والأمريكان بقلم / محمد فرج الله الشريف التقت المصالح الأمريكية الإيرانية هنا على أرضنا التي يسيل عليها اللعاب الأمريكي الإسرائيلي من ناحية والإيراني من ناحية أخرى ، التقى الطرفان على مائدة الرغبة في النفوذ والسيطرة على الوطن العربي وخيراته وثرواته .فإيران تحلم بالهلال الخصيب ( العراق وسوريا ولبنان والأردن ) وإسرائيل تحلم بدولة من النيل للفرات .فلكي تتواجد إيران بقواتها في البلدان العربية لابد لها من ذريعة ومبرر حتى لا يسمى تواجدها احتلالا – فهي كلمة سيئة السمعة – فلم يجدوا مبررا أجمل من اللعب على قضية العرب الأساسية القضية الفلسطينية واللعب على المشاعر الدينية باسم الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى .أما الطرف الآخر أمريكا التي تريد هي الأخرى تبرير تواجد قواتها على أراضينا فكان مبررها هو الدفاع عن العرب من عدوهم الكبير إيران فكان وجود كل طرف مرتبط بوجود الطرف الآخر فولد الهدف المشترك والتقت المصالح الخبيثة .في البداية كانت أمريكا ترى في التواجد الإيراني في الوطن العربي فوائد جمة قد ينتج عنه احتمالين : -فالاحتمال الأول : – هو إشعال فتنة طائفية بين السنة والشيعة فإذا اشتعلت بينهما حرب فالمنتصر الوحيد هو أمريكا وإسرائيل وقد فشل هذا الاحتمال بسبب صبر العرب تجاه أفعال إيران وضبط النفس تجاه تصرفاتها أو قل إن شئت عدم رغبتهم أو عدم قدرتهم على الدخول في أي حرب .الاحتمال الثاني : – هو السماح بل مساعدة إيران في مزيد من الانتشار على الأراضي العربية والمزيد من السيطرة على العواصم العربيةفعلى سبيل المثال ولا يخفى على أحد أن أمريكا هي التي سلمت العراق مذبوحا على طبق من فضة لإيران , وأمريكا هي التي قامت في العام 2016 عندما دخلت قوات التحالف الإسلامي وبالتحديد القوات السعودية والإماراتية إلى ميناء الحديدة واقتربت من هزيمة الحوثيين في اليمن قامت أمريكا بإعطاء أوامرها بالتوقف فورا والرجوع للخلف وبالفعل تراجعت القوات ووفرت أمريكا للحوثيين الحماية ، وكذلك الأمر في سوريا ولبنان فكل المليشيات والأذرع الإيرانية كبرت ونمت وانتشرت تحت مرأى ومسمع أمريكا وإسرائيل .كانت أمريكا تهدف من وراء ذلك كله لوجود مبرر لها عندما تقرر السيطرة على الوطن العربي فالأسهل لها أن تحارب محتلا أفضل من أن تحارب أصحاب الأرض بل إن أصحاب الأرض حينها سيكونون سعداء بالتواجد الأمريكي الذي سيخلصهم من الاحتلال الإيراني البغيض ( من المنظور الأمريكي طبعا ) .والآن قد حانت تلك اللحظة التي خططت لها أمريكا في إزاحة إيران لتحل هي محلها ومن هنا بدأ الخلاف الإيراني الأمريكي , فالصراع بينهما الآن ليس صراعا من أجل فلسطين ولا غزة ولا المسجد الأقصى وإنما هو صراع نفوذ وسيطرة ( خلاف على توزيع التورتة ) هذا الخلاف لا يخلو من تنسيق وحبل وصال مازال ممتدا بحثا عن المصالح المشتركة فما فعله الحوثيون من هجمات في البحر الأحمر كان أكبر هدية قدمتها إيران لأمريكا التي استخدمتها كذريعة للسيطرة على أهم شريان عربي وهو مضيق باب المندب والبحر الأحمر .قد يظن البعض أن اللعبة بذلك اقتربت من النهاية ،وهذا غير صحيح نحن في بداية مرحلة جديدة . نحن في بداية رواية لم ينته منها سوى فصلها الأول فقط بينما الرواية تمتد لعدة فصول .