كتب ،،،عبدالتواب الجارحي
حكاية شهيد وبطولة رجال وإرادة وطن اسطورة باقية أبدا لن تموت
المنسى شهيد لا ينسى *
المنسى ورجاله فى ذكرى استشهادهم السابعة
المنسى بطولة عبقرية قائد وعزيمة وتضحيات رجال
الشهيد البطل العقيد أحمد المنسى فى ذكراه الثانية
تحل علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لإستشهاد القائد البطل احمد المنسى قائد الكتيبة (103) برفح فى معركة كمين البرث فى السابع من شهر يوليو عام 2017 حيث استشهد وعدد من رجاله ضباطا وجنودا إثر هجوم إرهابى غادر شنته عناصر ارهابية غادرة تسللت إلى الكمين عبر الحدود والمزارع المجاورة وهاجمت نقطة كمين البرث التى كانت تتمركز فيها قوات البطل الشهيد لحماية حدودنا وترابنا المقدس وإستبسل القائد ورجاله فى الدفاع عن موقعهم حتى آخر نقطة فى دمائهم دون أن يمكنوا العدو من تحقيق أى من أهدافه أو أغراضه وكبدوا العدو الكثير من الخسائر فى الأرواح والمعدات وأجبروا بقاياهم على الفرار يلاحقمهم عار خيانتهم وبقايا قوات القائد الباسلة مع عناصر الدعم التى اتت من القوات المسلحة تطاردهم
*فمن هو البطل الشهيد العقيد احمد المنسى ؟
اسمه فى سجل الخلود كاملا /أحمد صابر محمد على المنسى
ولد الشهيد البطل فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977 لأب كان يعمل طبيبا للأطفال هو الدكتور صابر محمد على منسى
بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة إلتحق البطل بالكلية الحربية ضمن طلبة الدفعة (92) حربية والتى تخرج فيها ضابطا بسلاح الصاعقة
وخدم لفترة طويلة بالوحدة (999)قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة
ثم إلتحق بأول دورة للقوات الخاصة الأستكشافية المعروفة بإسم (سيل) عام 2001
ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006
وفى عام 2013 حصل البطل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية (دورة اركان حرب)
من كلية القادة والأركان
ومن خلال سيرته الناصعة تم إختياره للعمل كملحق إدارى بالملحقية العسكرية بدولة باكستان
وفى اكتوبر عام 2016 تولى الشهيد قيادة الكتيبة (103)صاعقة خلفا للشهيد العقيد /رامى حسين الذى استشهد فى أكتوبر عام 2016
*صفاته الإنسانية *
كان رحمه الله مشهودا له من الجميع بالكفاءة والإنضباط العسكرى وحسن الخلق
ذلك انه كان قد ورث عن ابيه الطبيب المشهور الكثير من المآثر التى عرف بها فى حياته كا التضحية وانكار الذات وحب الخير ومساعدة الغريب قبل القريب وقد انتقلت اليه هذة المآثر من والده الدكتور صابر منسى الذى كان من اشهر أطباء الأطفال فى مدينة العاشر من رمضان والذى كان حتى قبيل وفاته مصرا على ان تظل قيمة تذكرة الكشف فى عيادته خمسة جنيهات فقط حتى لا يرهق او يثقل كاهل أهل المرضى فإنتقلت مآثر التضحية وإنكار الذات من الوالد الى الابن
كان رحمه الله لم يطمع يوما فى مكافأة عن عمل بطولى أداه لإيمانه انه يؤدى واجبه (المصدر منى مدكور جريدة دووت مصر بتاريخ 13/7/2017)
(وكذلك ماذكره زميله ورفيق سلاحه الرائد متقاعد محمد طارق)
وعن *صفاته العسكرية *ولماذا عرف بالأسطورة
فقد كان يعد من أكفأ وأشجع وحدات الصاعقة والقوات الخاصة عموما
(وقد ذكر محمد بشارى لصحيفة الموجز فى 14/6/2019)
أن البطل الشهيد كان يصنف على انه واحدا من أقوى مائة قائد صاعقة فى العالم
وانه أحبط نحو (120) هجوما إرهابيا فى سيناء وان اسطورته صنعها وصاغها بنفسه لجنوده حيث كان يسبقهم لملاقاة العدو وبدء الإشتباك معه
وذكر انه رحمه الله انقذ حياة (600) جندى فى اربعة اشهر
وأنه هو الذى قبض على الإرهابى حبارة وأتى به من قلب غزه فى 9 دقائق
وذكر أيضا أنه فى أثناء عملية تطهير جبل الحلال وقبل أربعة عشر يوما من بدء العملية العسكرية به سبق البطل القوات إلى الجبل متسللا ومكث وسط الإرهابيين نحو أربعة عشر يوما يرصد اتصالاتهم وتحركاتهم وخططهم وتسليحهم ونقاط قوتهم وضعفهم ومراكز عمليياتهم وفى اثناء هذه المهمة قبض على أكبر شبكة تجسس كانت تعمل فى سيناء منذ ثلاث سنوات وأنه كان له الدور الرئيسى فى عملية تطهير جبل الحلال
كذلك قام الشهيد البطل فى أكتوبر 2016 بأكبر عملية انزال فى سيناء منذ حرب اكتوبر ليثأر لقائده وسلفه فى قيادة الكتيبة العقيد الشهيد رامى حسين عقب عمل ارهابى على الكتيبه استشهد على اثره الشهيد العقيد رامى حسين وفى اثناء عملية الإنزال هذه قام بتصفية (398) إرهابى من كلاب النار والقبض على ( 120) آخرين ثأرا لإستشهاد قائده
وكان قد نشر رواد التواصل الأجتماعى فى ذلك الوقت بوست للشهيد البطل أحمد المسي كان قد نشره عقب استشهاد قائده وسلفه فى قيادة الكتيبة (103)
البطل الشهيد العقيد رامى حسين وقد نعاه قائلا(فى ذمة الله استاذى ومعلمى تعلمت منك الكثير شهيد بإذن الله العقيد رامى حسين إلى اللقاء شئنا ام أبينا)
وكأنه كان واثقا أنه سيلحق به شهيدا فى يوما ما وقد تحقق
*إشتشهاد العقيد البطل أحمد المنسى *
أوردته صحيفة اليوم السابع فى خبر تم نشره فى الساعة الواحده والنصف مساءا بتاريخ 7/7/2017 نقلا عن بيان المتحدث العسكرى للقوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعى والذى ذكر فيه نبأ الهجوم الإرهابى على كمين البرث التابع للكتيبة (103) صاعقة فى الساعة الرابعة فجر يوم 7/7/2017 وتم التعامل معه من قبل قوات الكمين والقضاء على المجموعة الإرهابية وكان من نتيجة هذه المعركة أن تم القضاء على نحو (40) تكفيرى وتدمير ست عربات مصفحة وأنه اثناء التعامل مع العناصر الإرهابية بمعركة البرث تعرضت إحدى النقاط لأنفجار عربة مفخخة وإستشهاد البطل الشهيد العقيد أحمد المنسى وتسعة عشر من رفاقه ضباطا وجنود وإصابة عدد آخر
وذكرت جريدة الحياة أن الشهيد البطل العقيد احمد المنسى أستشهد ودفع حياته وهو مستمسكا بالأرض وجثامين زملائه
*معركة البرث وإرتقاء البطل ورجاله إلى عالم الخلود *
كتب محمد محمود فايز فى بوابة أخبار اليوم بتاريخ 6 يوليو 2017 فى الذكرى السنوية الأولى لرحيل البطل الشهيد العقيد احمد المنسى
أن معركة البرث التى استشهد فبها البطل الشهيد أحمد المنسى كانت تمثل ملحمة قتالية بطولية على ارض الفيروز أو ارض الأنبياء (سيناء)
وذلك حين تعرض كمين البرث بقرية مربع البرث جنوب رفح فى الساعة الرابعة من فجر يوم السابع من يوليو عام 2017 لهجوم إرهابى كاسح قادته مجموعات إرهابية غادرة تسللت من المزارع المحيطة وعبر الحدود المجاورة فتصدت لهم قوات الكمين بقيادة المقاتل الشهيد البطل العقيد احمد المنسى ودفعوا أرواحهم ثمنا للدفاع عن الوطن وروت دمائهم الطاهرة أرض الفيروز
وقال أن الهجوم الإرهابى الغادر لم يكن مجرد هجوم لجماعة أو جماعات إرهابية بل كانت موقعة حربية وعملية عسكرية مكتملة الأركان تخطيطا وتمويلا وتنفيذا معركة نجح فيها الأبطال فى إفشال مخطط الأعداء وعدم تمكينهم من تحقيق أى من أغراضهم الدنيئة فى أن يدخلوا الكمين أو يرفعوا راياتهم عليه او يحصلوا على أى جندى أسير حي أو جثة من حثث الشهداء او قطعة من سلاحهم
- قرية او مربع البرث الذى دارت على ارضه المعركة *
قرية البرث هى إحدى قرى الشريط الحدودى الذى يفصل بين مصر وقطاع غزة
وتقع القرية إلى الجنوب من مدينة رفح بالقرب من المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد أى انها تقع داخل نطاق المنطقة (ج) فى إتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر واسرائيل
وتعد قرية البرث أنها معقل لقبيلة الترابين والتى كانت قد اعلنت من قبل حربها على تنظيم ولاية سيناء الإرهابى وقد أدت المعارك بين بين أبناء القبيلة وتنظيم ولاية سيناء الإرهابى إلى مقتل القيادى البارز فى القبيلة(الشيخ سالم اللافى )
وتبرز أهمية مربع البرث من الناحية الإستراتيجية والأمنية فى انه يعد من النقاط التى تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى - معركة البرث *
- (الهجوم وبدء المعركة)*
بدأ الهجوم الغادر للإرهابيين على كمين البرث فى الرابعة فجر يوم السابع من شهر يوليو عام 2017 حيث كانت الأوضاع مثبته والأبطال فى أماكنهم مستعدين لصد أى هجوم
بدأ الهجوم بأحد السيارات المفخخة والتى تم تدريعها وتمويهها داخل إحدى المزارع المجاورة تدخل فى إتجاه كمين البرث برفح فتعاملت معها قوات الكمين وفى اقل من دقيقة كانت قوات الكمين كل فى موضعه ومكانه يتصدى للهجوم ويتعامل معه
وإذا ب(12) اثنتا عشرة عربة كروز مجهزة ومزودة بالعتاد والسلاح والإرهابيين تهاجم من جميع الجهات وتحاول تطويق الكمين وتكثف من الهجوم عليه ويتعامل معها الرجال الأبطال فى ثبات وصمود وعزيمة وإرادة وإصرار على دحر العدوان وتحقيق النصر او الشهادة
ويبقى أن كل مافعله البطل الشهيد العقيد أحمد المنسى ورجاله الأبطال من صمود وثبات وقتال عنيف لم يكن إلا سطرا فى ملحمة بطولية فى هذا اليوم حيث قاتلوا وردوا على العدوان بكل قوة وشجاعة وثبات ورفضوا أن يقتحم أى من كلاب النار أرض الكمين أو أن يرفعوا رايتهم عليه كما كانوا يريدون أو ان يحصلوا على أسيرا حيا أو جثة لشهيد أو قطعة من سلاح فقد كان هدفهم الدنيئ السيطرة على الكمين ورفع رايتهم عليه ولكن صمود الرجال افسد عليهم مخططهم وقضى على آمالهم التعيسة
وقد صمد الرجال وأستبسلوا فى قتالهم وقضوا على نحو (40) إرهابيا من كلاب النار ودمروا ست من عرباتهم وفر الباقون يلاحقهم عار خستهم ويطاردهم باقى الأبطال
وكان ثمن ذلك الصمود وتلك الملحمة البطولية صعود أرواح طاهرة وإرتقاء شهداء أبرار صعدوا إلى بارئهم بكل بكل شرف وعزة إذ استشهد فى هذه المعركة الشهيد البطل العقيد أحمد المنسى قائد الكتيبة (103) صاعقة وعدد من ضباطه وجنوده وأصيب آخرون - ولكن كيف استشهد البطل الشهيد ؟
استشهد البطل الشهيد أحمد المنسى نتيجة إصابته بطلقة رصاصة واحدة أصابته فى مؤخرة رأسه اثناء قيامه بتغيير موقعه النيرانى من فوق سطح مبنى الكمين حيث كان يتصدى للهجوم ويقود رجاله فى المعركة من فوق سطح المبنى دفاعا عن الكتيبة ومبنى الكمين - قائمة بأسماء الشهداء الأبطال الذين فازوا بالشهادة وإرتقوا مع البطل إلى عالم الخلود *
1- الشهيد البطل النقيب /أحمد عمر شبراوى مواليد قرية الشبراوين بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية
2- الشهيد البطل النقيب / خالد محمد كمال المغربى من مواليد الخامس من ديسمبر 1992 بمدينة طوخ محافظة القليوبية وأحد خريجى الدفعة(108) حربية وكان يطلق عليه خالد مغربى دبابة لقوة بنيانه الجسدى وإندفاعه فى ملاقاة أعداءه فى شجاعة ودون تهيب
3- الشهيد البطل النقيب /محمد صلاح محمد إبن قرية نزلة عبد الله محافظة أسيوط وهو من خريجى الدفعة (83) حربية سلاح المدفعية ثم إلتحق بالصاعقة
4- الشهيد البطل /ملازم أول أحمد محمد حسين شاهين من قرية الخضر منوف التابعة لمحافظة الفيوم وهو من مواليد الفيوم عام 1994 وخريج الدفعة (110) حربية وكان هو الذى قد طلب نقله للعمل فى سيناء
5- الشهيد البطل ضابط صف عريف متطوع /محمد السيد اسماعيل رمضان إبن قرية قسطا كفر الزيات محافظة الغربية وكان الأخ الأوحد لشقيقتين وليس له خدمة عسكرية وتطوع بالقوات المسلحة حبا فى الوطن وكان دائما مزهوا بزيه العسكرى
6- الشهيد البطل المجند / احمد محمد العربى مصطفى إبن قرية الزرقا محافظة دمياط والذى كان على وشك إنهاء خدمته العسكرية والعودة لإعالة أسرته حيث كان يمثل الإبن الأكبر بالنسبة لها
7- الشهيد البطل مجند محمد محمود محسن إبن قرية كفر النعيم بمحافظة الدقهلية 22عام تم تجنيده بسلاح الصاعقة وألحق على الكتيبة (103)
8- الشهيد البطل مجند/فرج محمود أحمد إبن قرية بوغرير أبو قرقاص محافظة المنيا
9- الشهيد البطل مجند /مؤمن رزق أبواليزيد من نجع حمد سليمان التابع لقرية جزيرة محروس مركز أخميم محافظة سوهاج وكان قد إلتحق بالخدمة قبل استشهاده بنحو ستة أشهر
10- الشهيد البطل مجند /محمد على على السيد ابراهيم احمد من أبناء قرية الدغايدة محافظة الدقهلية والذى ظل يقاتل وهو مصاب فى قدمه حتى استشهد وعند استشهاده وجدوا انه مصابا بتسع وثلاثون طلقة
11- الشهيد البطل مجند محمد محمد رجب السيد عبد الفتاح إبن قرية شفا التابعة لمركز بسيون محافظة الغربية والذى كانت مدة خدمته العسكرية قد أوشكت على الانتهاء
12- الشهيد البطل جندى/ محمد صلاح الدين عرفات
13- الشهيد البطل جندى/محمد عزت ابراهيم ابراهيم
14- الشهيد البطل مجند سائق/ عماد أمير رشدى يعقوب
15- الشهيد البطل جندى /أحمد محمد على نجم
16- الشهيد البطل جندى /محمد حسن محمد الطوخى
17- الشهيد البطل جندى/محمود صبرى محمد
18- الشهيد البطل جندى /محمد محمود فرج
19- الشهيد البطل مندوب مدنى /محمد صبرى
مليون تحية لأرواح الشهداء فى ذكراهم وهم فى أعلى جنان الخلد مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
رحم الله شهداء معركة البرث جميعا ورحم كل شهداء الوطن وحفظ الله الوطن أرضا وشعبا وجيشا وقائدا من كل مكروه وسوء ودئما وأبدا المجد للشهداء والعزة لله والرفعة للوطن والله أكبر وتحيا مصر دائما وأبدا
بقلم عبد التواب الجارحى
الفيوم سنورس منشاة
بنى عتمان ٧/٧/٢٠٢٤