بقلم الكاتبة..غادة العليمي
ليلة امس بكى كل المصريين وقام بتقديم واجب العزاء فى حادثة طريق الموت بالقرب من المنوفيه فتايات فى عمر الزهور رحلن فى طرفة عين نتيجة اصطدام ميكروباص كان يحملهن بعربة نقل حجم ثقيل وصنفت الحادثة على انها حادثة إهمال
لكنها ابدا ليست حادثه اهمال
ولا يجب ان تصنف على انها حادثه إهمال
ولكنها فى الحقيقة حادثة إنسانية
أزمة مسئولية مجتمعيه وخلل وعوار وتقصير وخنوع لأكثر من طرف يتسبب يوميا فى قتل ابرياء وسحق ضحايا وقتل انفس حتى وهى على قيد الحياة
-أزمة مسئوليه لأنانية لرجل فقير وزوجة فقيرة لا يستطيعوا الإنفاق على انفسهم فيجلبوا إلى العالم كومة من الأنفس فى فقر مضجع وبعد الحرمان فى طفولة لا يُعطى فيها اى حق من حقوق الطفولة يطالبون الصغار بالخروج فى عمر الزهور ليجلبوا اقواتهم واقوات اب وام غير مسئولين
- ازمة رجولة جعلت الأب والاخ والعم والخال ينام فى بيته هادئ وهو يعلم ان ثمة نساء صغيرات مسئولات منه لم يستقوى عودهن بعد خرجوا ليجلبوا الطعام وتدابير العيش رغم الشوارب واللحى التى تظهر فقط لتنظم لهم برتكول شرف العائلة فى الضحكة والكلمة والخطوة التى يجب انا يمارسونها تحت سلطتهم
-ازمة رجال دين تصيح على المنابر ليل نهار تستصرخ الرجال أن يثوروا لرجولتهم من غطاء شعر أو نقاب وجه أو قفاز يد
ولا يثوروا لرؤية امرأة فقيرة لا تستطيع شراء طعام أو دفع ثمن كشف طبيب او زيارة بائع لحم او مواجهه جشع تجار تحج الى ارض الله الحرام ولا تعرف الله فى تعاملاتها وتجارتها
-أزمة قانون يسمح بعمل الصغيرات ولا يتدخل فى اجر الفقيرات ولا يضع ضوابط لقوانين ظالمة ضاغطة من اصحاب الاعمال على فقراء وفقيرات العمال
- ازمة ضمير عند اغنياء تصرف ببذخ وسفه على حفلة طلاق وعرس اكتشاف نوع جنين وتريند تافه لتقليد اعمى بالسيارة او البيتش باجى فى ساحل شرير لانه ساحه لاستعراض المال الذى يسكب على الارض فى كل ساعة وتشربه الرمال وفقراء وفقيرات الوطن عطشانين وجائعين تسيل دماؤهم على الرمال ثمن بخس لوجبة طعام وثوب يستر الاجساد الواهنه
- ازمة وطن صار التسيب والاهمال فيه سلوك عادى وصار اقناع الفرد فيه انه ليس قرد على الشجر وانما بشر متحضر لابد ان يحافظ على سلوكه كبشر راجما من المستحيل بفعل اعلام تافه ومسؤسسات ثقافية ليس بينها وبين اسمها اى تشابه
جميعهم قتلة اشتركوا فى قتل الصغيرات ورغم ان المصاب عظيم والصورة بشعة والأثر آليم لكنى اظنه على الصغيرات حادث سعيد فقد ارتاحوا اخيرا من عالم لا يرحم واصبحوا الان فى معية رحيم يرى ويسمع ويحاسب
حين يلتقى الخصوم فى محكمة الله