بقلم..إسلام عامر
قاتلُ النُّور
فِي الأرْضِ كَانَتْ حِكَايَتُنَا
وَفِي القَلْبِ بَادَتْ نِهَايَتُنَا
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَفْهَمَ الدَّمْعَ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَعْرِفَ الخَوْفَ
وَنَشْهَدَ وَقْعَ الجِرَاحِ
مَا أَظْلَمَ القَلْبَ إِنْ خَانَهُ الضَّوْءُ
وَاخْتَارَ دَرْبَ الضَّلَالِ
وَكَيْفَ تَمْضِي الحَيَاةُ بِصَدْرٍ
تَغَذَّى الحَسَدَ وَضَيَّعَ زَهْرَ الوِئَامِ
يَا مَنْ غَرَسْتَ الشِّقَاقَ بِيَدِكَ
مَا ذَنْبُ مَنْ كَانَ يَسْعَى السَّلَامَ
لِمَاذَا تَخُونُ الأُخُوَّةَ حِينًا
وَتَجْحَدُ طِيبَ القُرْبِ
وَالحُلْمَ الهَادِئَ النَّابِتَ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ
كُنَّا صَفَاءً قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفَ القَلْبُ
قَبْلَ أَنْ يَغْضَبَ الظِّلُّ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ الذَّنْبُ
وَيَبْكِي الفَجْرُ مِنَ اللَّطْمَاتِ فِي عَيْنِ النَّدَمِ
قَدْ كَانَ يَسْقِي يَدَيْهِ الرِّضَا
وَيَرْفَعُ قُرْبَانَهُ بَاسِمًا
وَيُهْدِي خُطَاهُ إِلَى رَبِّهِ
بِقَلْبٍ نَقِيٍّ كَأَنَّهُ سَجْدَةٌ فِي الظُّلْمِ
فَمَا بَالُ قَلْبِكَ يَا أَخِي
مَا بَالُ صَوْتِكَ مَشْحُونٌ بِسَهْمِ الغَضَبِ
أَمَا تَرَى نُورَهُ أَمَا تَرَى طِيبَهُ
أَمَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ
وَلَمْ يَجْتَرِحْ وَاحِدَةً مِنْ سِبَابِ السُّقُوطِ
فَلِمَ الحِقْدُ مَا دَامَ ظِلُّكَ يَكْفِيكَ رِيحَ المَسَاءِ
وَسَقَطَ النُّورُ
وَانْكَسَرَتْ فِي يَدِ الغَادِرِينَ الحَنَايَا
وَبَاتَتِ الجِنَايَةُ أُغْنِيَةً
يُرَدِّدُهَا الظُّلْمُ فِي كُلِّ جِيلٍ
وَجَاءَ النَّذِيرُ
يُعَلِّمُ صَاحِبَهُ مَا نَسِيَ الطُّهْرَ
مَا ضَيَّعَ القُرْبَ
مَا لَمْ يَفْهَمِ الدَّمْعَ فِي صَوْتِ صَاحِبِهِ النَّائِمِ
الآنَ فِي صَمْتِ تُرَابِ الأَسَى
فَمَنْ يَغْسِلُ الجُرْحَ يَا قَاتِلَ النُّورِ
وَمَنْ يُغْلِقُ البَابَ إِنْ سَقَطَ القَلْبُ مَكْسُورًا
وَهَلْ تُجْدِي الدَّمْعَةُ الآنَ وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ
وَكَيْفَ تَقُولُ إِلَى اللهِ أَشْكُو
وَأَنْتَ الَّذِي كُنْتَ مِفْتَاحَ بَابِ العَذَابِ
يَا قَاتِلَ الطُّهْرِ عُدْ إِلَى اللهِ قَبْلَ الضَّيَاعِ
فَكَمْ مِنْ نَفْسٍ يُكْتَبُ الذَّنْبُ فِيهَا
وَيُمْحَى بِصِدْقِ الرُّجُوعِ
اغْسِلْ فُؤَادَكَ مِنْ شَوَائِبِ الحَسَدِ
وَارْفَعْ كُفُوفَكَ كَيْ يُطَهِّرَهَا السُّجُودُ
فَالمَظْلِمَةُ نَارٌ تَأْكُلُ الرُّوحَ
قَبْلَ أَنْ تُصِيبَ غَيْرَكَ
وَالمَحَبَّةُ سَفِينَةُ النَّاجِينَ
قاتلُ النُّور إِسْلَام عَامِر
