التسول الإلكتروني..عندما تتحول الرحمة إلى سلعة والمتاجرة بالألم إلى تجارة رابحة

كتب…مجدي الشهيبي

في زمنٍ انفتحت فيه نوافذ العالم على مصراعيها عبر الإنترنت وفي وقتٍ أصبح فيه الهاتف المحمول وسيلة للتأثير والربح والشهرة، ظهرت ظاهرة خطيرة تمثل تهديدًا حقيقيًا للقيم الإنسانية والمجتمعية وهي “التسول الإلكتروني” لا سيّما تلك المرتبطة بـ المتاجرة بآلام المرضى وضعف المحتاجين.
تحت عبارات مؤثرة وصور موجعة لأطفال أو شيوخ أو مرضى على فراش الموت يُطلق بعض الأشخاص حملات تطلب التبرع الفوري لإنقاذ حياة أو تمويل علاج وقد يرفقونها بحسابات بنكية أو أرقام تحويل فوري يضغط الناس على زر “مشاركة” ويتسابقون في التعاطف والدعم لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن خلف هذه الصور أحيانًا لا يوجد مريض ولا يوجد ألم بل يوجد محتال محترف قرأ جيدًا مشاعر الجمهور وتلاعب بها ببراعة.
بين الحاجة الحقيقية… والاستغلال المشين

لا أحد ينكر وجود حالات حقيقية تستحق المساعدة ولا أحد يرفض العطاء لمن يستحق فالعطف على المريض ومساعدة الفقير سلوك نبيل مغروس في أعماق الإنسانية. لكن ما يحدث اليوم من بعض المستغلين الذين يصنعون الألم لأغراض ربحية قد حوّل هذا العمل الإنساني إلى سوق مظلمة تتاجر بالوجع وتنزع الثقة من قلوب الناس تجاه كل نداء استغاثة يرونه.

كم من منشور تبيّن لاحقًا أنه مسروق من موقع أجنبي؟
كم من صورة استخدمت دون علم صاحبها؟
كم من حساب جمع الآلاف باسم العلاج بينما صاحبه يتاجر في العملات أو يعيش حياة مرفهة؟
بل كم من حالات مرضية حقيقية استُغلت دون رحمة في حملات كاذبة يُصرف ريعها في اتجاه آخر تمامًا؟

عندما يُستغل المرض كوسيلة ربح

إن أخطر ما في هذا النوع من التسول هو أنه يتاجر في أقدس ما يملكه الإنسان (الألم)
يتحول المرض من ابتلاء إلى مشروع استثماري ومن دمعة حقيقية إلى مادة خام لصناعة المحتوى العاطفي

البعض أصبح يوظف ممثلين أو يصور مشاهد تمثيلية أو يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مزيفة ولا يُكتفى بذلك بل يتم شراء تفاعل مدفوع لرفع نسب الوصول في مشهد منظم أقرب لعصابات محترفة تستهدف جيوب الطيبين وقلوب الرحماء
أضرار لا تُحصى من خلال هذا الاحتيال

فقدان الثقة في التبرعات الفردية ما يؤدي إلى ضرر مباشر على المحتاجين الحقيقيين
تشويه صورة العمل الخيري وخلق حالة من الشك العام تجاه أي حالة إنسانية.

تفشي ثقافة الاستغلال الرقمي واستسهال الكذب لتحقيق مكاسب مالية

ماذا علينا أن نفعل؟
يجب أن نُحسن التمييز بين الحاجة الحقيقية والاستغلال الرقمي لا نتبرع إلا عبر الجهات الموثوقة والجمعيات المُسجلة قانونًا
التحقق من أي حالة قبل نشرها أو التفاعل معها الإنترنت ساحة مفتوحة وليس كل ما يُنشر فيه حقيقي.
وعلى الجهات المعنية الأمنية والرقابية ملاحقة من يمارس التسول الإلكتروني والاحتيال العاطفي وتجريمه بوضوح، وإغلاق الحسابات الوهمية فورًا.

التوعية المجتمعية خاصة عبر المدارس والجامعات ووسائل الإعلام بمخاطر هذه الظاهرة على الأفراد والمجتمع

وختامًا…

إن الرحمة ليست سلعة والمرض ليس أداة للربح والتسول الإلكتروني هو سرطان جديد ينهش القيم من داخلها ما لم نواجهه بالوعي والقانون والتضامن الحقيقي.

فلا تكن عاطفتك بوابةً للمحتالين واجعل عطاءك طريقًا آمنًا يصل لمن يستحق بكرامة لا لمن يستغل وجع غيره ليبني به رصيدًا في البنك.

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

بيانات حكومية

2 Minutes
أخبار محليه اخبار مصر المرأه والجمال بيانات حكومية توك شو ثقافه ثقافه وفن رجال ونساء فن
لجنة الثقافة والفنون بالمجلس القومي للمرأة تنظم ندوة”رسائل نساء أكتوبر” بقلم ليلى حسين
6 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر اخر الاخبار بيانات حكومية
تعرف بالتفصيل على الـ28 فرصة استثمارية واعدة المحددة من وزارة الصناعة بهدف تعميق التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق بقلم ليلي حسين
1 Minute
أخبار المحافظات أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
وزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم والتعليم الفنى يشهدان توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة ” إتش بى – مصر” بشأن تنفيذ البرنامج العالمى الخاص بأكاديمية إتش بى للابتكار والتعليم الرقمى HP IDEA فى مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية بجميع محافظات الجمهوريةبقلم ليلى حسين
0 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
بمناسبة اليوم العالمي للبريد‏36.8 % زيادة في قيمة المبالغ المودعة في صندوق توفير البريد عام 2024 / 2025 بقلم ليلى حسين ‏