كتب .مجدي الشهيبي
في تاريخ الرياضة العربية والأفريقية يظل اسم النادي الأهلي مرادفاً للعظمة ومعلماً بارزاً في مسيرة كرة القدم لم يكن الأهلي مجرد نادٍ لكرة القدم بل كان ولا يزال كياناً رياضياً واجتماعياً وثقافياً يحمل بين جدرانه قيمة الانتماءومعنى الكبرياء وروح التحدي التي لا تعرف الاستسلام.
الأهلي الذي لُقّب بـ”نادي القرن” لم يصل إلى مكانته صدفة بل بجهد أجيال متعاقبة من لاعبين ومدربين ورجال أوفياء صنعوا من القميص الأحمر قصة عشقٍ لا تنتهي.
ولعل أجمل ما في هذه القصة أن الكبرياء ظل دائماً هو العنوان الأبرز لمسيرة النادي سواء في لحظات التألق أو حتى في لحظات التعثر
قد يخسر الأهلي مباراة، أو يبتعد عن بطولة في موسمٍ ما لكن تاريخه وحاضره يؤكدان أن الكبرياء الذي يحمله هذا الكيان لا يسقط أبداً فهو نادٍ تعوّد أن ينهض سريعاً، وأن يحوّل الألم إلى دافع أقوى للعودة وما أكثر المرات التي اعتقد فيها المنافسون أن الأهلي قد انتهى لكنه يعود في اللحظة الحاسمة ليكتب فصلاً جديداً من المجد.
هذا الكبرياء ليس مجرد شعار يرفعه الجمهور بل هو ثقافة متجذرة في الفريق من تدريبات اللاعبين إلى هتافات المدرجات الكل يؤمن أن الأهلي لا يعرف المستحيل وأن “الفانلة الحمراء” ليست مجرد قميص بل رمزٌ للكرامة والإصرار.
وإذا كان الأهلي قد حقق كل هذه الأمجاد فإن جماهيره الوفية هي الركيزة الأهم في هذا الكبرياء. فهم ليسوا مجرد مشجعين بل شركاء حقيقيون في صناعة التاريخ. يقفون خلف فريقهم في كل الظروف يملؤون الملاعب حباً وهتافاً، ويثبتون أن الانتماء إلى الأهلي ليس موسماً مؤقتاً بل عقيدة متأصلة في القلوب.
ولعل أجمل ما يميز هذا الجمهور أنه يشارك الفريق في الكبرياء ذاته. فعندما يتعثر الأهلي لا يتراجعون ولا يتركون المدرجات فارغة بل يرفعون أصواتهم أكثر ليقولوا إن الكبرياء الأحمر لا يعرف الانكسار. وكما أن فريقهم لا يسقط مهما كانت الظروف كذلك هم لا يسقطون.
من يتأمل مسيرة الأهلي يدرك أنه لم يكن مجرد نادٍ رياضي، بل مدرسة كبرى في الأمل والإصرار. فهو يلهم جماهيره ويمنحهم دروساً في الصبر ويعلمهم أن الخسارة ليست نهاية الطريق بل بداية جديدة نحو إنجاز آخر. وفي كل مرة يعود فيها الأهلي من بعيد يثبت أن الكبرياء ليس كلمة عابرة، بل فعل متجذر في تاريخه.
قد تتعثر الخطى أحياناً وقد تتأخر الانتصارات لكن كبرياء الأهلي لا يسقط. لأنه ببساطة أكبر من نتيجة وأعظم من لقب الأهلي هو الحلم المتجدد والروح التي لا تنكسر والمدرسة التي تخرّج أجيالاً على معنى الولاء والعطاء.
وكما الأهلي كذلك نحن جمهوره… قد نحزن قد نتألم لكننا لا نتخلى عن الكبرياء ولا نتوقف عن الحلم. فالأهلي الذي تعلّمنا منه الصمود، يعلّمنا كل يوم أن الكبرياء الأحمر لا يسقط مهما تعثرت الخطى… وكذلك نحن
![]()

