بقلم_ مجدي الشهيبي

يقف المتحف المصري الكبير على بوابة الأهرامات تحفة معمارية ضخمة تُجسِّد عبقرية المصري القديم وحلم المصري الحديث في أن يقدّم للعالم حضارته في أبهى صورة.
لكن وسط الفخر الوطني الذي شعر به كثيرون خرجت أصوات على مواقع التواصل تتهم المشروع ومَن يحتفون به بأنهم “يمجّدون الشرك” أو “يُحيون عبادة الأصنام” مما فتح باب نقاش واسع بين التراث والدين والهوية.

المتحف المصري الكبير هو أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة الحضارة المصرية القديمة.
يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها كنوز توت عنخ آمون وتماثيل رمسيس ومئات الآثار التي كانت موزعة في متاحف أخرى.

الهدف المعلن من إنشائه ليس العبادة أو التقديس بل الحفاظ على التراث الإنساني وعرض تاريخ مصر القديم بأسلوب علمي وسياحي.

“عرض التماثيل والآثار لا يعني تعظيمها تعبديًا طالما الهدف علمي وسياحي فالأمر لا حرج فيه شرعًا.”

القضية هنا مش في المتحف بل في الخلط بين الفخر الحضاري والإيمان الديني.
الإسلام لم ينهَ عن دراسة التاريخ أو حفظ الآثار بل بالعكس القرآن نفسه بيحكي عن الأمم السابقة

“فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ”
(سورة الروم: 42)

ده معناه إن النظر في حضارات الماضي والعِبرة منها جزء من الفكر الإسلامي.

المتحف المصري الكبير مش “معبد”، بل مرآة لهوية مصر وتاريخها.
اللي بيحصل دلوقتي هو صدام بين فهم عصري للتاريخ وحساسية دينية مبنية على سوء فهم.
لكن الفخر بالحضارة لا يناقض الإيمان بل يكمله لأن الإيمان الحقيقي يعلّم الإنسان أن يتأمل في عظمة الخلق والإنجاز البشري.